عيد بلا حدائق في “لحج الخضيرة”
منذ 2 أشهر
لحج – أنسام عبداللهتمثل مناطق مديرية تبن، بمحافظة لحج، جنوب اليمن، أنموذجًا لافتقار المحافظة للمتنفسات العامة، والعيدية منها خاصة
الأمر الذي يضيف مزيدًا من العبء على الأسر والعائلات التي تبحث عن متنفس لها في الأعياد فلا تجد
وعرفت مديرية تبن المتنفسات والحدائق منذ عهد السلاطين، وتحديدًا السلطنة العبدلية التي حكمت لحج خلال الفترة (1728 – 1967)
وعمد السلاطين إلى بناء قصورهم الفارهة تحفها الحدائق الغناء، بعد أن شهدت فترات حكمهم استقرارًا أمنيًا واقتصاديًا
وباتت تلك الحدائق معلمًا أثريًا، وأصبحت “البساتين الكبيرة” في أطراف مديرية الحوطة “عاصمة السلطنة العبدلية” بوادي تبن، وجهةً سياحية للزائرين
وصار الزائرون من داخل وخارج لحج يتوجهون لتلك البساتين، وأهمها “بستان الحسيني” الشهير والذي كان “جنة زراعية”
شيدها الأمير أحمد فضل القمندان، والذي كان وجهةً مثالية للتنزه، خلال ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي
تمثل مناطق مديرية تبن، بمحافظة لحج، جنوب اليمن، أنموذجًا لافتقار المحافظة للمتنفسات العامة، والعيدية منها خاصة؛ الأمر الذي يضيف مزيدًا من العبء على الأسر والعائلات التي تبحث عن متنفس لها في الأعياد فلا تجدلكن بستان الحسيني اليوم لم يعد يؤدي هذا الدور الحيوي الثقافي والسياحي الذي كان يؤديه من قبل
ويعود ذلك إلى الإهمال الذي طاله؛ ما أسهم في تراجع الرقعة الزراعية الجمالية للبستان، ولم يعد الخيار الأبرز للتنزه بلحج
وإلى جانب الحسيني، كانت هناك بساتين أخرى متنفسات طبيعية أخرى يلجأ إليها المواطنون للتنزه، مثل “بستان الكرود”، و”بستان عبدالقوي”
بالإضافة إلى عشرات المزارع والحقول التي كانت تزخر بها لحج “الخضيرة” قبل عقود، وتلاشت اليوم
مع تراجع الرقعة الزراعية في لحج، تعرضت تلك البساتين إلى الاندثار شيئا فشيئًا؛ نتيجة التزايد السكاني والعمراني
وأصبحت مساحات واسعة منها عرضة للإحتطاب والبيع لصالح البناء عليها؛ مما أدى إلى شبه قلة المتنزهات الطبيعية لسكان لحج
وتفتقر المنطقة أيضا لخدمات المطاعم والكافيهات
الأمر الذي يضطر المواطنين إلى تكبد عناء السفر إلى محافظتي عدن أو تعز للتنزه
وتأمل المواطنة سماح محمد، أن تشهد منطقتها إنشاء مطاعم كبيرة مثل باقي المحافظات، تستوعب الأسر في مواسم الأعياد وغيرها
وقالت لـ”المشاهد”: نضطر لقطع مسافات طويلة سفرًا إلى عدن للتنزه والجلوس رفقة الأهل في المطاعم
وأضافت: “نتوق كنساء إلى مطاعم ومتنفسات في محافظتنا تغنينا عن تحمل عناء السفر إلى خارجها
كما أننا عندما نأتي من القرى للتبضع في الحوطة لا نجد مكان مناسب نستريح فيه، ونضطر للذهاب إلى منازل أقاربنا”
إلى جانب بستان الحسيني الشهيرة، كانت هناك بساتين أخرى كمتنفسات طبيعية أخرى يلجأ إليها المواطنون للتنزه، مثل “بستان الكرود”، و”بستان عبدالقوي”، بالإضافة إلى عشرات المزارع والحقول التي كانت تزخر بها لحج “الخضيرة” قبل عقود، لكنها تلاشت اليوموتتابع سماح: “خلال الأعياد وعند الذهاب للتنزه في المزارع والمساحات الخضراء تضطر العائلات لأخذ أطعمتها معها من البيت، وافتراش الأرض
نظرًا لعدم وجود مطاعم واستراحات خاصة
ويجعلنا ذلك عرضة لنظرات المارة وانعدام الخصوصية التي توفرها المطاعم
بالإضافة إلى أن البقالات بعيدة عن هذه الأماكن مما ينغص على المواطنين فرحتهم بالعيد”
من أبرز المشاهد المتكررة في الأعياد بالحوطة، مشهد الأطفال وعائلاتهم يلهون بالألعاب الخاصة في حارة “العدني”، وأمام مستنقع المياه الراكدة
يحدث ذلك بجانب النفايات المتراكمة، بالإضافة إلى استخدام “الحمير، والجمال” لحمل الأطفال والتجوّل بهم في شوارع الحوطة
خيار اضطراري للأهالي نتيجة عدم توفر أماكن ترفيهية عامة
تفتقر مديرية تبن، تبلغ مساحتها 1582 كم مربع، إلى المتنفسات والمطاعم المؤهلة، عدا مطعمي “طازج” بصبر، ومطعم “عدن السياحي بالفيوش”
والمطعمان بعيدَين نوعًا ما عن الأسواق العامة، مما يجعلهما وجهة سياحية غير مفضلة للمواطنين
ويقول مدير عام مديرية تبن، المهندس هود بغازي، أن انعدام المشاريع التي توفر بيئة ترفيهية؛ يعود إلى شح التمويل لمثل هكذا مشروعات
كاشفًا مصير حديقة لحج الكبرى -باعتبارها حلمًا طال انتظاره- بقوله: الحديقة تم البدء بمرحلتها الأولى عام 2022 وبتمويل المحافظة والمديرية
وأضاف لـ”المشاهد”: لا يزال العمل جاريًا على قدمٍ وساق، حيث يتم حفر بئر فيها ضمن أعمال المرحلة الثانية
مدير عام مديرية تبن: انعدام المشاريع التي توفر بيئة ترفيهية؛ يعود إلى شح التمويل لمثل هكذا مشروعات، لكن هناك مؤشرات ٱيجابية حول مصير حديقة لحج الكبرى -باعتبارها حلمًا طال انتظاره- وتم البدء بالمرحلة الأولى عام 2022 وبتمويل المحافظة والمديريةو كانت السلطة المحلية بمحافظة لحج قد بدأت في 2024 الاستعداد لاستكمال مشروع بناء الحديقة الكبرى بقرية جلاجل “المرحلة الثانية”
وستكون في حال إنجازها أكبر حديقة بمحافظة لحج بمسطحات خضراء وجلسات للعائلات ونافورة مياه وألعاب ترفيهية، على مساحة 25 فدان
وبدوره يقول مدير عام مديرية الحوطة، سامي الجبلي، إنه تم تنفيذ خطوات جادة في مجال إعادة الوجه الجمالي للمديرية
وأوضح لـ”المشاهد” أنه يتم رفع المخلفات، وبالمنطقة الموبوءة في حارة “كاملو” بفعل ركود مياه الأمطار والصرف الصحي
حيث كانت تشكل تهديدًا بيئيًا لسكان الحارة ومدعاةً لانتشار الأمراض
وأضاف: عمدت السلطة المحلية إلى شفط المياه الراكدة ورفع القمامة المتكدسة، وإنشاء حديقة صغيرة مكانها، في تحول لصالح الصحة والترفيه
مشيرًا إلى اكتظاظ الحديقة بأعداد كبيرة من الزوار في الأعياد، قادمين من داخل وخارج الحوطة بهدف التنزه وقضاء أوقات جميلة
كاشفًا عن إنشاء حديقة أخرى، في حارة “الصمصام” بالحوطة، بتمويل منظمة “هاندي كاب”، ومساهمة السلطة المحلية، ضمن خطة مشاريع 2025
وأوضح الجبلي أن مساحة مدينة الحوطة الصغيرة، والمقدرة بـ6 كم مربع والازدحام السكاني جعل إنشاء متنفسات واسعة داخلها مهمة صعبة
حيث أن المساحات المستخدمة من السلطة المحلية بالحوطة للبناء عليها وإعادة تأهيلها هي أماكن تجمع مياه أمطار وصرف صحي وقمامة
تتم تصفيتها حفاظًا على البيئة
ودعا الجبلي سلطات المحافظة إلى اعتماد توسعة لمساحة الحوطة؛ لتمتد إلى المساحات المحاذية لقريتي “الحمراء” و”القريشي”
إذ سيسهم ذلك في إنشاء متنفسات ومطاعم تخدم أهل الحوطة وتبن
معربًا عن أمله في سرعة إنجاز مشروع “حديقة لحج الكبرى” لتكون قبلةً سياحية لكل أبناء المحافظة
حيث تعد مشروعًا تنمويًا كبيرًا سيخدم المواطنين كمتنفس واسع ومعد خصيصًا للتنزه وبمساحة كبيرة
الجبلي: ندعو سلطات المحافظة إلى اعتماد توسعة لمساحة الحوطة؛ لتمتد إلى المساحات المحاذية لقريتي “الحمراء” و”القريشي”، وسيسهم ذلك في إنشاء متنفسات ومطاعم تخدم أهل الحوطة وتبن، ونأمل في سرعة إنجاز مشروع “حديقة لحج الكبرى” لتكون قبلةً سياحية لكل أبناء المحافظةيعزو رجال الأعمال في لحج أسباب عدم وجود مشاريع للمتنزهات والمتنفسات إلى غياب الخطط التنموية بهذا الخصوص
مطالبين حاجتهم إلى بيئة آمنة اقتصاديًا ومستقرة، لا تزعزعها التقلبات الإقتصادية مما يشجعهم على الاستثمار في مختلف القطاعات
بما يضمن خلق بيئة جاذبة ومحفزة، لإنشاء متنزهات عامة ومطاعم في لحج
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير