غروندبرغ: السلام في اليمن يواجه تحديات معقدة ولا حلول قريبة في الأفق
منذ 8 ساعات
أقرّ المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بصعوبة تحقيق أي تقدم ملموس في مسار السلام اليمني في المدى المنظور، عازيًا ذلك إلى تعقيدات متراكمة أبرزها انعدام الثقة العميق بين أطراف النزاع، وتصاعد التوترات محليًا وإقليميًا
وفي تصريحات نقلتها صحيفة الدستور المصرية وأعاد نشرها موقع مكتب المبعوث الأممي، قال غروندبرغ إن المشهد اليمني يواجه بيئة شديدة التعقيد بفعل عوامل متداخلة، منها تصاعد الخطاب العدائي، وسلسلة متكررة من الهجمات والهجمات المضادة، إضافة إلى تدهور اقتصادي حاد يهدد بانهيار شامل
ورغم هذه الصورة القاتمة، شدد المبعوث الأممي على أن فرص السلام ما زالت قائمة لكنها تتطلب جهودًا مضاعفة وتركيزًا على عملية سياسية يمنية خالصة، مؤكدًا أن السلام لا يمكن فرضه من الخارج ولا يُبنى إلا بمشاركة اليمنيين أنفسهم وبما يعكس تنوعهم
وأشار غروندبرغ إلى وجود أولويات يتفق عليها معظم اليمنيين، وفي مقدمتها: التوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار تدعمه ترتيبات أمنية واضحة، تحسين الأوضاع الاقتصادية مع التركيز على دفع الرواتب وتأمين الاحتياجات الأساسية كإمدادات الوقود، واستئناف عملية سياسية شاملة تتيح لجميع مكونات المجتمع اليمني المشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل البلاد
وأوضح المبعوث الأممي أن فريقه يبذل جهودًا متواصلة على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية بالتوازي، بما يشمل التواصل المباشر مع أطراف النزاع، والتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية، والانخراط مع مختلف المكونات السياسية والاجتماعية، بما في ذلك النساء والشباب والفئات المهمّشة
وأكد غروندبرغ أنه لا توجد حلول سريعة للنزاع اليمني، مشددًا على أن وقف إطلاق النار الشامل ينبغي أن يكون بداية لمسار بناء الثقة طويل الأمد، حيث أن الثقة لا تولد في لحظة بل تُكتسب عبر خطوات متراكمة وتدابير ملموسة لخفض التصعيد
وختم المبعوث الأممي بالتأكيد على أهمية دعم إقليمي ودولي قوي، مع الحفاظ على وحدة موقف مجلس الأمن الدولي كعامل حاسم لإنجاح جهود السلام، قائلاً: قد يبدو هذا الهدف بعيدًا، لكنه قابل للتحقيق
السلام ممكن واليمنيون يستحقونه