غروندبرغ: جهود السلام بحاجة للحماية

منذ 3 أشهر

عدن – عمرو عبدالله دعا الميعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إلى جماية جهوده الهادفة إلى تحقيق تسوية سلمية في اليمن

وذلك بعد دخول قرار الولايات المتحدة بتنصيف الحوثيين منظمةً إرهابية حيز التنفيذ

ويوم الخميس، قدم غروندبرغ إحاطته الدورية لمجلس الأمن الدولي، حول تطورات الأوضاع، خلال جلسة مفتوحة

وبدأ غروندبرغ الإحاطة بتهنئة جميع المسلمين في أرجاء العالم، واليمنيين بمناسبة حلول شهر رمضان، متمنيًا أن شهرًا لتعزيز الوحدة والتآخي

وجدد غروندبرغ دعوته للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين

وقال: لن تكتمل مناسبة رمضان لعائلات زملائنا رهن الاحتجاز التعسفي، في إشارة إلى الموظفين الأمميين المحتجزين لدى جماعة الحوثي

واعتبر أن غياب أحبائهم سيكون له وقعٌ شديد خلال هذا الشهر، الذي يُفترض أن يكون شهرًا للاجتماع والتواصل مع العائلة

وأضاف: بعض العائلات ستقضي هذا الشهر مثقلةً بالحزن، كما هو حال أسرة زميلنا أحمد من برنامج الأغذية العالمي

فبما بعض زملائنا فقدوا آباءهم أثناء وجودهم قيد الاحتجاز، دون أن تتاح للآباء فرصة معرفة مصير أبنائهم

وتابع: مرّت عشر سنوات على هذا الصراع، الذي لا يزال دون حل؛ مما فاقم من المعاناة القاسية التي يواجهها اليمنيون

فمنذ بداية النزاع، انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من النصف

كما لم يتلقَ موظفو الخدمة المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين رواتبهم بانتظام أو بالكامل منذ عام 2018

في حين يواجه زملائهم في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية تأخرًا في صرف الرواتب

علاوة على ذلك، فقد تراجعت قيمة الريال اليمني في مناطق الحكومة بنسبة 50 % خلال العام الماضي

مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وساهم في ازدياد معدلات الفقر في جميع أنحاء البلاد

وأشار غروندبرغ إلى تحذيراته التي كررها خلال الأشهر الماضية، بشأن مخاطر تصعيد الأعمال العدائية

وقال: مؤخرًا لاحظنا تزايد حدة الخطاب الصادر عن أطراف النزاع

حيث تبدو ثمة محاولات للاستعداد لمواجهه عسكرية

وواصل غروندبرغ: الخطاب التصعيدي والرسائل المتضاربة قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة، ويزيد من انعدام الثقة

ويؤجج التوترات في وقت نحن بأمسّ الحاجة فيه إلى التهدئة

وأوضح: رغم أن العمليات العسكرية واسعة النطاق لم تستأنف منذ الهدنة الأممية في أبريل 2022، إلا أن الأنشطة العسكرية مستمرة

ولا تزال التقارير الأخيرة عن القصف والهجمات بالطائرات المُسيّرة ومحاولات التسلل وحملات التعبئة تبعث على القلق

وأشار غروندبرغ إلى رصد هذه الأنشطة مؤخراً في مأرب، ومناطق أخرى مثل الجوف وشبوة وتعز

ولذلك، كرر دعوته للأطراف بالامتناع عن التلويح بالقوة العسكرية واتخاذ تدابير انتقامية قد تعيد اليمن إلى دوامة صراع واسع النطاق

وأضاف: كما تعلمون، يظل فريقي وأنا عازمين على مواجهة التحديات التي تعترض طريقنا

فنحن نواصل دون كلل انخراطنا الصريح والفاعل مع أصحاب المصلحة اليمنيين والدوليين

ونعمل بشكل مستمر على استكشاف الرؤى والأفكار حول المسار المستقبلي، رغم العقبات الكبيرة

لافتًا إلى إجراءه محادثات مع مسؤولي الحكومة اليمنية والجهات الفاعلة الإقليمية، لتقديم دعم مشترك ومنسق لعملية سلام يقودها اليمنيون أنفسهم

مكررًا تأكيده على أن إنهاء الصراع في اليمن يستوجب التعامل مع ثلاثة تحديات رئيسية

والتحديات الثلاثة تتمثل في الوقف الشامل لإطلاق النار على مستوى البلاد، إلى جانب وضع آلية واضحة لتنفيذه

كما يتعين اتخاذ قرارات صعبة ولكن ضرورية، والقبول بتسويات، لا سيما فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد

مشيرًا لأهمية وجود عملية سياسية جامعة تشمل طيفًا واسعًا من اليمنيين

لضمان وضع حد نهائي لهذا النزاع وتمكين اليمنيين من العيش بسلام

واعتبر غروندبرغ أن إمكانية تحقيق هذه الأهداف ممكنة، إلا أنها تستلزم وجود بيئة مواتية لتحقيق ذلك

فخلال الشهر الماضي، شهدنا استمرارًا لتوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر وعلى أهداف داخل إسرائيل، وهو تطور إيجابي

وقال: يدرك المجلس جيدًا،أن الأجواء المواتية للسلام تظل هشة وعرضة للتغير

لذلك، يجب تعزيز التطورات الإيجابية وترسيخها على أسس أكثر استدامة

ويتعين على المجتمع الدولي عدم تفويت أي فرصة للمضي قدمًا، مع اعتماد نهج مرن لدعم الجهود التي يقودها اليمنيون

وعلّق المبعوث الأممي على دخول قرار الولايات المتحدة بتصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية حيز التنفيذ

مبيّنًا أنه لا تزال تداعيات القرار الكاملة غير واضحة، أؤكد مجدداً على أهمية حماية جهودنا الهادفة إلى تحقيق تسوية سلمية في اليمن

وزاد: لتحقيق سلام عادل وشامل، من الضروري الحفاظ على مساحة الوساطة متاحة أمام اليمنيين تحت رعاية الأمم المتحدة

وأبدى غروندبرغ التزامه بمواصلة أداء مهامه، بما يشمل عقد اجتماعات لمناقشة القضايا الملحة، وعلى رأسها تبادل المحتجزين المرتبطين بالنزاع

ولفت غروندبرغ بأنه يشعر بالإحباط العميق الذي يشعر به الشعب اليمني، الذي لا يزال يتحمل تبعات عقد كامل من الصراع

مشيرًا إلى قناعته بأن الحل القائم على المبادئ والحياد هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا

لهذا السبب، تبقى عناصر خارطة الطريق مسارًا قابلًا للتطبيق

معبرًا عن امتنانه للمجلس على وحدته ودعمه المستمر لعمل الأمم المتحدة باليمن خلال هذه المرحلة الحرجة

وتطرق غروندبرغ إلى وضع النساء في اليمن، وقال: يحل اليوم الدولي للمرأة، خلال هذا الشهر

وكما هو الحال في كل شهر، نرى كيف يُلقي الصراع بآثاره غير المتكافئة على النساء في اليمن

لذا، نواصل العمل لضمان مشاركتهن الكاملة والمتساوية والفاعلة في عملية السلام

وواصل: مؤخرًا، التقى مكتبي بمجموعة من النساء القياديات وممثلات المنظمات النسوية من مختلف أنحاء اليمن

حيث شاركنّ تجاربهن الملهمة، ورؤاهن، والتزامهن الثابت بالدفاع عن حقوق المرأة

فدور النساء، في تعزيز تمكين المرأة، ودعم مجتمعاتهنّ، أو ضمان إدماج المرأة في صنع القرار، يعد أمرًا جوهريًا وبالغ الأهمية

وأشار إلى أن جهود اليمنيات من أجل تحقيق السلام تعزز التزامنا بدعم صانعات السلام والمدافعات عن حقوق الإنسان محليًا

واختتم غروندبرغ إحاطته، بأن المسار الحالي لليمن يبعث على القلق العميق

فنحن في مرحلة تتزايد فيها المخاوف من العودة إلى نزاع شامل

بغض النظر عن كيفية تطور الأوضاع

ونظل عازمون على اغتنام أي فرصة لجمع الأطراف معًا لإنهاء هذا الصراع الذي استمر لعقد من الزمن

كما أننا مدينون لملايين اليمنيين بعدم التراجع أو التهاون في التزامنا بهذا الهدف

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير