غروندبرغ: خارطة الطريقة “ما زالت سارية”

منذ 16 أيام

نيويورك – سعيد نادررحّب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بالإعلان الصادر في 6 مايو/آيار الجاري، بوقف الأعمال العدائية

وذلك بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي، واعتبرها “خطوة هامة وضرورية”؛ للتخفيف من التصعيد في البحر الأحمر واليمن

غروندبرغ، وخلال إحاطته الدورية التي قدمها، مساء الأربعاء، حول اليمن أمام مجلس الأمن الدولي

عبّر عن امتنانه لسلطنة عُمان على جهودها في التوصل إلى هذا الاتفاق

عقب استئناف الضربات الجوية الأمريكية في 15 مارس/آيار ضد أهداف في مناطق خاضعة تحت سيطرة جماعة الحوثي

وقال المبعوث الأممي: “إنه دائمًا ما يؤكد “مرارًا وتكرارًا”، إن التهدئة في البحر الأحمر والمنطقة بشكل عام أمر لا غنى عنه؛ لإعادة اليمن إلى مسار السلام”

ومع ذلك، فقد كشفت أحداث الأسابيع الأخيرة بوضوح أن اليمن لا يزال عالقًا، وفي دوامة التوترات الإقليمية الأوسع

غروندبرغ: التهدئة في البحر الأحمر والمنطقة بشكل عام أمر لا غنى عنه؛ لإعادة اليمن إلى مسار السلام”

ومع ذلك، فقد كشفت أحداث الأسابيع الأخيرة بوضوح أن اليمن لا يزال عالقًا، وفي دوامة التوترات الإقليمية الأوسع، معتبرًا أن الهجوم الذي شنته جماعة الحوثي على مطار “بن غوريون” في 4 مايو، وما تلاه من رد إسرائيل بضربات على ميناء الحديدة ومطار صنعاء ومواقع أخرى يمثل “تصعيدًا خطيرًا”واعتبر أن الهجوم الذي شنته جماعة الحوثي على مطار “بن غوريون” في 4 مايو

وما تلاه من رد إسرائيل بضربات على ميناء الحديدة ومطار صنعاء ومواقع أخرى يمثل “تصعيدًا خطيرًا”، وللأسف، التهديدات والهجمات مستمرة وجدد غروندبرغ دعوته لجميع الأطراف للوفاء بالتزاماتها وفقًا للقانون الدولي، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية

وقال: “إن إعلان 6 مايو يشكل فرصة مرحب بها ينبغي البناء عليها؛ لإعادة تركيز الجهود نحو حل للنزاع في اليمن

وتعزيز عملية سلام يقودها اليمنيون”

واعترف غروندبرغ بوجود حالة من عدم “الثقة العميقة” بين الأطراف، مشيرًا إلى أن البعض لا يزال يعد للحرب

وفقًا للتقارير، إلى الانهيار الاقتصادي الوشيك

وتطرق المبعوث الأممي إلى الانهيار الاقتصادي الوشيك الذي تعانيه اليمن، في دلالة على عمق الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد

كما يواجه المواطنون تدهورًا مستمرًا في خدمات الكهرباء بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية

لافتًا إلى خروج النساء، يوم السبت، إلى الشوارع في عدن؛ للاحتجاج والمطالبة بتحسين الخدمات العامة وحقوقهنّ الأساسية

في المقابل، يعاني السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي أيضًا تدهورًا في القدرة الشرائية، بحسب غروندبرغ

حيث لم تُصرف رواتب الموظفين بشكل كامل منذ سنوات، وتدهورت جودة أوراق العملة، وازداد شح السيولة النقدية

ومع تفاقم عدم قدرة المواطنين على شراء أبسط السلع الأساسية، تتعرض أصوات المجتمع المدني هناك للقمع

وتابع: يبرز التدهور الاقتصادي بكافة أنحاء اليمن مدى الحاجة الملحة لمسار سياسي يسمح بالتعاون اللازم للنمو الاقتصادي

متعهدًا بالاستمرار في العمل بشكل مكثف مع الأطراف اليمنية والشركاء الإقليميين لإيجاد حلول للتحديات الاقتصادية واستئناف الحوار لتحقيق هذا الهدف

غروندبرغ أبدى التزام الأمم المتحدة بتقديم بديل عملي يمنع التصعيد العسكري والاقتصادي، ويمنع احتمالية العودة إلى الحرب

وسنواصل العمل على جمع الأطراف على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حلول مقبولة للجميع ومتفق عليها

يبرز التدهور الاقتصادي بكافة أنحاء اليمن مدى الحاجة الملحة لمسار سياسي يسمح بالتعاون اللازم للنمو الاقتصادي

ونتعهد بالاستمرار في العمل بشكل مكثف مع الأطراف اليمنية والشركاء الإقليميين لإيجاد حلول للتحديات الاقتصادية واستئناف الحوار لتحقيق هذا الهدفوفنّد غروندبرغ اعتبار البعض أن العملية السياسية وسط هذا الكم من الاضطرابات وفقدان الثقة، هدف “غير واقعي وساذج”

وقال: “أنا هنا لأوضح أن هذا التصور غير صحيح”

فالواقع هو أن الأطراف قد التزمت بالفعل بالأسس التي تشكل نقطة بداية لعملية سياسية في اليمن

وتلك الأسس بحسب غروندبرغ، تشمل: “وقف إطلاق نار على مستوى البلاد، واتخاذ تدابير لمعالجة القضايا الاقتصادية والإنسانية العاجلة، وعملية سياسية جامعة

وأضاف: يتعين الوفاء بهذه الالتزامات لتحقيق سلام مستدام، وسيظل هذا الأمر قائمًا الآن وفي المستقبل

وأقر غروندبرغ أن مواقف الأطراف تزداد تصلبًا بمرور الوقت، وتصبح التحديات أكثر تعقيدًا

وجدد تمسكه بأن خارطة الطريق “لا تزال سارية وثابتة تمامًا” واليمن بحاجة إلى عناصر هذه الخارطة

وتتضمن وقف إطلاق للنار، والتعافي الاقتصادي، وعملية سياسية جامعة للمضي قدمًا

وكشف المبعوث الأممي أن بيئة الوساطة شهدت تغيرات كبيرة منذ أواخر عام 2023

وهناك حاجة لضمانات إضافية تمكّن الأطراف من المشاركة وتضمن دعم المنطقة، والمجتمع الدولي، ومجلس الأمن

مواقف الأطراف تزداد تصلبًا بمرور الوقت، وتصبح التحديات أكثر تعقيدًا، لكننا متمسكون بخارطة الطريق التي “لا تزال سارية وثابتة تمامًا” واليمن بحاجة إلى عناصر هذه الخارطة، وتتضمن وقفًا لإطلاق للنار، والتعافي الاقتصادي، وعملية سياسية جامعة للمضي قدمًا، رغم أن بيئة الوساطة شهدت تغيرات كبيرة منذ أواخر عام 2023، وهناك حاجة لضمانات إضافية تمكّن الأطراف من المشاركة وتضمن دعم المنطقة، والمجتمع الدولي، ومجلس الأمنوأوضح غروندبرغ أن اليمنيين يتطلعون للمضي قدمًا، فالوضع الحالي لا يحتمل، ورغم أن خطوط الجبهة تبدو في الوقت الراهن مستقرة نسبيًا إلا أن ما يعيشه اليمن حاليًا لا يمكن اعتباره سلامًا حقيقيًا

معتبرًا أن دعم جيران اليمن والشركاء الدوليين ضروري لضمان عملية سياسية جامعة يقودها اليمنيون

ولم ينسَ المبعوث الأممي تناول قضية الاحتجاز التعسفي وغير القانوني والمطول من قبل جماعة الحوثي لموظفي الأمم المتحدة

إلى جانب موظفي المنظمات الدولية والوطنية، والمجتمع المدني، والبعثات الدبلوماسية

واصفًا احتجازهم أنه لا يشكل انتهاكًا للقانون الدولي فحسب، بل تسبب في إثارة مخاوف جدية على مستوى المجتمع الدولي

يؤدي إلى تقويض الدعم المقدم لليمن، والذي سيؤثر للأسف على الفئات الأكثر احتياجاً من اليمنيين

مستدركًا: أرحب بالإفراج الأخير عن موظفين من السفارة الهولندية والمنظمات الدولية، مما يثبت أن ذلك ممكن بالفعل

لكن هذه الإفراجات تظل غير كافية على الإطلاق آمل أن يسمع جماعة الحوثي

وأقول لهم: “غيروا النهج وأطلقوا سراح المحتجزين المتبقين فورًا ودون شروط، وضعوا حدًا لهذا الوضع غير المقبول”

وتوجّه غروندبرغ إلى الشعب اليمني الذي يرى أنه “عانى لأكثر من عشر سنوات من عدم الاستقرار والاضطرابات والانهيار الاقتصادي”

وقال: أعلم حجم معاناتكم، وأسمع ندائكم، ولن نتجاهلكم، وسأبقى ملتزمًا ببذل كل جهد لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن

وخاطب أطراف الصراع، وحثهم على التحلي بالشجاعة واختيار الحوار، مع التزام الأمم المتحدة بإيجاد تسوية تفاوضية لهذا النزاع

واختتم غروندبرغ إحاطته بدعوة أعضاء مجلس الأمن، لمضاعفة الجهود لتحقيق سلام وأمن حقيقيين في اليمن

وذلك من خلال الالتزام الدولي والتنسيق والنهج المشترك طويل الأمد، وتقديم بديل موثوق للحرب ورؤية لليمن تتجاوز الوضع الراهن والركود

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير