غروندبرغ: لا يوجد حل سريع لإنهاء الحرب باليمن

منذ 21 ساعات

عدن – سعيد نادرقال المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إن اليمنيين بحاجةٍ إلى عمليةٍ سياسيةٍ جامعة

تتيح لهم فرصةً حقيقية لتشكيل مستقبلهم، وبناء سلامٍ مستدام

وأضاف غروندبرغ، في تصريحاتٍ صحفية، أن ذلك لا يمكن أن ينجح دون دعمٍٍ قوي من الأطراف الإقليمية والدولية

وتابع: “قد يبدو هذا العمل وكأنه هدف بعيد المنال، لكنه في الواقع ممكن وواقعي تمامًا”

مشيرًا إلى التزامه والتزام الأمم المتحدة في المضي قدمًا بصبر وتصميم وتواضع؛ لتحقيق هدف السلام

وذكّر غروندبرغ بأنه في أواخر عام 2023 اتفقت الأطراف على مجموعة من الالتزامات

تشمل: وقفًا لإطلاق نارٍ شاملًا على مستوى البلاد

واتخاذ تدابير لمعالجة التحديات الاقتصادية والإنسانية العاجلة

والبدء في التحضير لعملية سياسية جامعة

واستدرك: “تغيرت البيئة منذ ذلك الحين، وأصبح الوضع الإقليمي أكثر توترًا، لا سيما في البحر الأحمر؛ ما صعّب إحراز التقدم

لكنه في الوقت ذاته، أكد بشكل واضح مدى الحاجة الملحّة للعودة إلى مسار سياسي يجمع اليمنيين معًا ليقرروا مستقبلهم بأنفسهم”

أصبح الوضع الإقليمي أكثر توترًا، لا سيما في البحر الأحمر؛ ما صعّب إحراز تقدم في عملية السلام والتسوية السياسية في اليمن، لكنه في الوقت ذاته كشف مدى الحاجة المُلحّة للعودة إلى مسار سياسي يحمع اليمنيين معًا ليقرروا مستقبلهم بأنفسهموبحسب المبعوث الأممي، فإن الوضع في اليمن لا يتأثر فقط بالعوامل الداخلية، بل يتشابك مع السياق الإقليمي، بما فيها المأساة المستمرة في غزة

وواصل: “ما شهدناه من هجمات الحوثيين على مطار بن جوريون، والضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة ومطار صنعاء، “أمر مقلق للغاية”

ويضع اليمن مجددًا فى قلب التصعيد الإقليمي

معتبرًا أن إعلان سلطنة عمان بداية مايو وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة والحوثيين، يمكن أن يخفف من التوترات، في البحر الأحمر وداخل اليمن

وقال: “لا حل مستدام باليمن إلا عبر تسوية سياسية، وسنواصل العمل مع الأطراف اليمنية والإقليمية؛ لتهيئة الظروف لحوار جاد وهادف

واعترف غروندبرغ بحقيقة وجود حالة من “انعدام الثقة متجذر بين الأطراف”

وتصاعد الخطاب العدائي، ودوامات متكررة من الهجمات والردود،

إلى جانب التوترات الإقليمية المتزايدة، إضافةً إلى ذلك اقتصادًا على حافة الانهيار

وقال: “رغم وجود خلافات عديدة بين الأطراف، فإن هناك أولويات واضحة يتفق عليها أطراف النزاع، ويتفق عليها اليمنيون عمومًا

مثل وقف إطلاق نار دائم مدعوم بترتيبات أمنية قوية، وتخفيف المعاناة الاقتصادية بدءًا من صرف الرواتب وتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الوقود”

وأوضح غروندبرغ أن التصنيف الأمريكي لجماعة الحوثي كجماعة إرهابية هو في النهاية قرار سيادي

لكن يمكن القول إن النزاع فى اليمن لا يمكن أن يحسم عبر إجراءات أحادية، أيًا كان الطرف الذي يتخذها

النزاع في اليمن لا يمكن أن يحسم عبر إجراءات أحادية، أيًا كان الطرف الذي يتخذها؛ لهذا نحتاج إلى حلٍ سياسي يأتي نتيجة مفاوضات جادة وبحسن نية، وبدعمٍ دولي منسّق، ويمكن للدول الأعضاء اتخاذ إجراءات أحادية، لكن لا نزال بحاجة لدعم عملية سلام تقودها الأمم المتحدةوزاد: نحتاج إلى حلٍ سياسي يأتي نتيجة مفاوضات جادة وبحسن نية، وبدعمٍ دولي منسّق

ويمكن للدول الأعضاء اتخاذ إجراءات أحادية، لكن لا نزال بحاجة لدعم عملية سلام تقودها الأمم المتحدة

غروندبرغ وصف الاحتجاز التعسفي والمطوّل لموظفي الأمم المتحدة، والعاملين بالمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية، والبعثات الدبلوماسية، من قبل الحوثيين، بأنه “أمر غير مقبول”

ولفت إلى أن المحتجزين كرّسوا حياتهم لخدمة الآخرين، وغالبًا فى بيئات خطرة وصعبة

دورهم لا يقتصر على الجانب المهني فحسب، بل هم أمهات وآباء، وأبناء وبنات

يعملون بدافعٍ إنساني عميق لخدمة مجتمعاتهم

ورغم ذلك، فقد جرى احتجازهم لأشهر، فى انتهاك للقانون الدولي ولأبسط مبادئ الكرامة الإنسانية

مجددًا دعوة الأمم المتحدة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين من الموظفين الأمميين والدبلوماسيين، وأفراد المجتمع المدني، والعاملين فى المجال الإنسانى

واعتبر غروندبرغ أن النساء اليمنيات يلعبنّ دورًا حيويًا وضروريًا في عملية السلام، وقدنّ لسنوات جهودًا للتوسط في النزاعات المحلية

ودعم مجتمعاتهنّ وتعزيز الصمود فى وجه الحرب والمعاناة

لكن لا تزال أصواتهنّ غائبة عن طاولات المفاوضات السياسية وعملية السلام

واستطرد: “هذا غيابٌ لا يمكن تحمّله من موقعي، ومن منظور الأمم المتحدة، فإن أي عملية سلام لا تشمل النساء، هي عملية ناقصة”

النساء اليمنيات يلعبنّ دورًا حيويًا وضروريًا في عملية السلام، وقدنّ لسنوات جهودًا للتوسط في النزاعات المحلية، ودعم مجتمعاتهنّ وتعزيز الصمود فى وجه الحرب والمعاناة، لكن لا تزال أصواتهنّ غائبة عن طاولات المفاوضات السياسية وعملية السلاموأضاف: “شارك مكتبي مع النساء والشباب وزعماء القبائل والفئات المهمّشة، داخل اليمن وخارجه

وعبر حواراتٍ مباشرةٍ وافتراضية؛ لضمان أن تكون النساء فاعلات في المسارات الثلاثة: السياسي، الاقتصادي، والأمني”

متعهدًا بالتزامه بضمان إدماج وجهات نظر النساء فى كل مراحل صنع السلام

ووفقًا لغروندبرغ فإن معظم اليمنيين لا يطلبون المعجزات؛ إنهم يطلبون سلامًا يمكنهم الوثوق به

ويستطيعون من خلاله إعادة بناء حياتهم بكرامة، وللوصول إلى ذلك، علينا أن نكون صريحين: “لا يوجد هناك حل سريع”

ويعتقد المبعوث الأممي أن إنهاء الحرب يبدأ بوقف إطلاق نار دائم، وهو ما التزمت به الأطراف في ديسمبر عام 2023

ولكي يستمر ذلك لا بد أن يستند إلى الثقة، والثقة لا تبنى بين عشيةٍ وضحاها، بل تترسخ بالجهود الصادقة لخفض التوترات على الأرض

واستطرد: “لهذا السبب، أنا وفريقي على تواصل دائم مع الجهات العسكرية والسياسية فى جميع أنحاء اليمن

وندعم حوارات تفتح المجال أمام مقترحات عملية، تشمل إعادة فتح الطرق، وحل النزاعات المحلية وجهًا لوجه

والحفاظ على التنسيق الفعال من خلال قنوات مثل لجنة التنسيق العسكري التي أنشئت خلال هدنة 2022”

واختتم غروندبرغ حديثه: “السلام لا يعنى فقط غياب القتال، بل يعنى أيضًا وجود الاستقرار والفرص والعدالة

ولهذا فإن التعافي الاقتصادى يجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع وقف إطلاق النار

لا بد من دفع رواتب الموظفين الحكوميين، وضمان تدفق الوقود، واستمرار الخدمات الأساسية

وقدمنا مقترحات فنية للمساعدة في استقرار الاقتصاد”

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير