غروندبرغ: من الضروري أن تبدأ العملية السياسية في أقرب وقت
منذ 2 سنوات
تعز – منال شرف :أكد المبعوث الأممي إلى اليمن، اليوم، على ضرورة ارتكاز أي اتفاق بين أطراف الصراع اليمني للمضي قدمًا على استئناف عملية سياسية بقيادة يمنية وتحت رعاية الأمم المتحدة
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في إحاطته لمجلس الأمن، إن العملية السياسية الشاملة الجامعة يمكنها صياغة شراكة سياسية جديدة، وتحقيق الوعد بمستقبل مستقر اقتصاديًا، تؤدي فيه مؤسسات الدولة بفعالية، وتعود فيه لليمن علاقاته السلمية مع جيرانه
وأضاف غروندبرغ: “ليس بمقدور الحلول الجزئية أو المؤقتة التصدي للتحديات الكثيرة التي تواجه اليمن”ولفت إلى ضرورة أن تبدأ العملية السياسية في أقرب وقت ممكن، وأن تعالج القضايا المعقدة والمتعلقة بمستقبل اليمن على المدى البعيد، مضيفًا: “ضمان أن تكون هذه العملية جامعة هو أمر بالغ الأهمية لضمان استدامة أي حل سياسي”
وأشار إلى الحاجة الملحة لليمنيين لمناقشة وتحديد مستقبلهم بشكل جماعي ضمن عملية تصغي لأصواتهم جميعًا ويقودونها برعاية الأمم المتحدة، “وهو ما يؤكده الحوار الذي عقدته مؤخرًا عدد من المجموعات السياسية الجنوبية”
وأكد أيضًا أهمية المشاركة والتمثيل الحقيقيين للنساء والشباب والمجتمع المدني في جميع جوانب عملية السلام، “لا يقتصر معنى المشاركة الحقيقية على عدد المشاركين من الإناث والمجتمع المدني، بل يعني أيضًا توفير مساحة تُمكِّنهم من معالجة أولوياتهم، والمساهمة برؤاهم وخبراتهم”
وذكّر المبعوث الأممي بما أتاحته الهدنة من بيئة مواتية ونقطة بداية للبناء عليها في اتخاذ الخطوات القادمة، واستمرارها في تقديم المنفعة بعد أكثر من عام على إعلانها، وبعد سبعة أشهر على انقضائها
وأكد غروندبرغ على أهمية الدعم الدولي والإقليمي في تمكين الأطراف اليمنية من حل القضايا العالقة، والالتزام باتفاق يفضي إلى تحقيق السلام، مشددًا على ضرورة بناء الأطراف على التقدم الحالي، واتخاذ خطوات حاسمة تقود إلى حل سلمي شامل
ووصف النقاشات المستفيضة التي شارك فيها مع الأطراف اليمنية والمتحاورين الإقليميين خلال جولاته السابقة بـ “المشجعة”، حيث التقى برئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، في عدن، وبقيادة جماعة الحوثي في صنعاء، وبمسؤولين إقليميين ويمنيين رفيعي المستوى في الرياض وأبو ظبي، ومسؤولين رفيعي المستوى في واشنطن العاصمة
ولفت إلى إبداء جميع المتحاورين تفهمًا لجسامة ما هو على المحك، والاستعداد للانخراط بشكل بناء، والتوصل لاتفاق بشأن تدابير إنسانية واقتصادية، ووقف دائم لإطلاق النار، واستئناف عملية سياسية بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة
وأشار إلى أهمية عمليات إطلاق سراح المحتجزين التي نفذت من قبل السعودية والحوثيين بشكل أحادي الجانب في تعزيز المزيد من الثقة بين الأطراف، ودعم تهيئة بيئة مواتية للحوار
ودعا أطراف الصراع إلى الوفاء بالتزاماتهم بالإفراج عن جميع المحتجزين على خلفية النِّزاع، طبقًا لاتفاق ستوكهولم، وعن جميع الذين لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، بما يشمل الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين وغيرهم من المحتجزين بصورة تعسفية
وعبر عن قلقه من تردي الوضع الاقتصادي باليمن، والقيود المفروضة على الحركة، وهشاشة الوضع العسكري، واستمرار العنف في مختلف الجبهات، خاصة الجوف وتعز ومأرب وصعدة، منوهًا إلى أن كل ذلك “يجعل الوصول إلى اتفاق شامل أمرًا ضروريًا للغاية”
وقال إن عدم تَمكن الحكومة اليمنية من تصدير النفط، الذي مثّل أكثر من نصف إجمالي الإيرادات الحكومية العام الماضي، يفرض ضغوطًا على الحكومة تؤثر على الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب اليمني
ولفت إلى تضارب السياسات المالية والاقتصادية في مختلف أنحاء البلاد، والذي أثر بشدّة على المواطنين والأعمال التجارية، وفرض عليهم حالة من عدم اليقين، خاصَّة في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، مؤكدًا: “في ظل غياب التعاون بين الطرفين حول القضايا النقدية والمالية الحرجة، سوف تزداد هذه التحديات سوءًا، وربما تزداد عُمقًا”
وأكد غروندبرغ أن استمرار دعم مجلس الأمن ومواكبته لأي اتفاق قد يتم التوصل إليه “له أهمية كبرى ليس فقط على المدى القريب، ولكن أيضًا على المدى البعيد”، مثمنًا انخراط المجلس ووحدة موقفه حول اليمن
[٨:٣٠ م، ٢٠٢٣/٥/١٧] Mohammed: اوكليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير