غياب قياس المهارات العملية في الإختبارات المؤتمتة

منذ 2 سنوات

لم تكن الطالبة اليمنية، مشاعر نبيل (22 عامًا)، التي تدرس في المستوى الثالث بقسم الصحافة والنشر الإلكتروني بكلية الإعلام جامعة صنعاء، تتوقع أنها ستحصل على 26 من 50 في امتحان نهاية الفصل المؤتمت بمقرر الصحافة الإلكترونية للمستوى الثاني

ونظام الإختبارات المؤتمتة الذي بدأ العمل به في الكلية في العام الدراسي 2020/2021، هو نظام يقوم على وضع الأسئلة مع إجاباتها، بحيث يتولى الحاسب الآلي عملية التصحيح ورصد درجات الطلبة، وهو معمول به في أرقى جامعات العالم، مع تفاوت طريقة تطبيقه بين جامعة وأخرى

تقول مشاعر لـ”المشاهد”، إن “الفرق كبير بين درجات أعمال الفصل التي يعتمد فيها الأساتذة على الجانب العملي والتطبيقي، واختبارات نهاية الفصل المؤتمتة التي تتوجب من الطلبة حفظ المقرر كما هو عليه؛ ولذا فإن فاقد الشيء لا يعطيه”

وتضيف: “لم يتوجب علينا كطلاب إعلام وصحافة، حفظ مصطلحات علمية كطلاب الطب مثلًا أو الهندسة، بل ما علينا هو الكتابة والتحليل واستخدام الحاسة السادسة التي تسمى بلغة الإعلام “الحس الصحفي”، وما يميز طالب الصحافة هو قدرته على الصياغة الصحيحة للأشكال الصحفية المختلفة بالقوالب المتنوعة فقط”

الطالبة مشاعر واحدة من بين ما يقارب 890 طالبًا وطالبة يدرسون بكافة مستويات وتخصصات الكلية الثلاثة (الصحافة والنشر الإلكتروني، الإذاعة والتليفزيون، العلاقات العامة والإعلان)؛ أدوا اختبارات الفصل الجامعي الأول من العام الجاري 2022/2023، في جميع المقررات الدراسية بنظام الامتحانات المؤتمتة؛ حسب ما ذكره مختص في نظم المعلومات بالجامعة لـ”المشاهد”

تركز الامتحانات المؤتمتة في أقسام ومستويات الكلية على “الحفظ والتلقين، ولا تنمي أية مهارات لدى الطلبة، وبخاصة في مجالات العلوم الإنسانية، وبالذات تخصصات الإعلام والصحافة، لأنها تتطلب امتحانات ذات طبيعة خاصة تنمي ملكات الإبداع والقدرة على التحليل والتقييم والنقد”؛ حسب ما قالته لـ”المشاهد” الدكتورة سامية عبدالمجيد الأغبري، رئيسة قسم الصحافة والنشر الإلكتروني بالكلية

وتقوم “الامتحانات النهائية المؤتمتة في الكلية على المهارات المعرفية لدى الطلبة بشكل كبير، وتغفل الأسئلة التي تحقق المهارات الذهنية والعملية، بما يؤدي إلى انخفاض مستوى التعليم ومخرجاته”؛ وفقًا للدكتور مهدي حيدر، رئيس وحدة الجودة والاعتماد الأكاديمي بالكلية

ويعتبر حيدر، في حديثه لـ”المشاهد”، أن مثل هذه الامتحانات “لا تقيس المستوى الحقيقي للطلبة، وقد تسمح لهم بالحصول على درجة أعلى من مستواهم العلمي أو أقل بكثير، كما تتيح لهم تخمين الإجابة”

ويشير إلى أن هذه الامتحانات أيضًا “تحقق نوعًا من العدالة في التصحيح، التي تغيب عند بعض الأساتذة، إضافة إلى أن النظام المؤتمت يتيح وضع عديد من النماذج الامتحانية، وتفيد الطلبة الذين يعتمدون على الحفظ والتذكر بشكل كبير”

ويقترح حيدر “تقليل درجة الامتحان النهائي إلى أقل من نصف درجة المقرر (30 درجة مثلًا)، واعتماد الدرجة الأعلى للامتحانات النصفية والعملية أثناء التدريس (70 درجة مثلًا)”

ويرى أنه “لا يمكن تطبيق هذا النظام في جميع المقررات الدراسية، وبخاصة بعد إنجاز التوصيف الأكاديمي الجديد، الذي يتضمن جوانب عملية وتطبيقية بشكل كبير”

“وإن كانت الامتحانات الإلكترونية أو المؤتمتة تقوم على الحفظ والتذكر، لكنها تعزز مبدأ الشفافية والنزاهة، وتحد من الغش، وتنهي المحسوبية من خلال بنك الأسئلة والنماذج المتعددة المتاحة لكل طالب على حده”؛ حسب تعليق عميد الكلية، الدكتور عمر داعر، في رده على “المشاهد”

يقول داعر إن “الأسئلة العملية والتطبيقية عليها 50 درجة، ويجريها الأساتذة في الامتحانات النصفية قبل الامتحان النهائي، وأن معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي تطبق في كافة الامتحانات والمقررات الدراسية بأقسام الكلية الثلاثة”

ويلفت إلى أن “عملية التصحيح أيضًا إلكترونية، ما يجعل الاختبارات تتم بشفافية ونزاهة لجميع الطلبة والطالبات في كافة تخصصات الكلية في النظامين العام والموازي”

بدوره، الخبير بمركز تطوير التعليم الجامعي وضمان الجودة في الجامعة، الدكتور منصر الصباري، يقول لـ”المشاهد”، إن أسئلة الامتحانات المؤتمتة أو العادية، وفقًا لمعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي، ينبغي أن “تكون محققة لكافة المهارات الأربع عند صياغتها، بحيث إن كل فقرة من السؤال الواحد تقيس مهارة، وهذه المهارات الواجب تضمينها هي المهارات المعرفية والذهنية والعملية والاتصال”

ويقر الصباري بأن الامتحانات المؤتمتة في الكلية “لا تقيس سوى مهارة المعرفة والفهم فقط، والمفروض أنها مكملة لبقية المهارات التي نفذت في الاختبارات القبلية، حتى يحدث الارتباط بين أدوات التقييم لعناصر المقرر ومهاراته”

ويضيف: “الجامعات الأجنبية تستخدم في اختباراتها القبلية أو النصفية (أعمال الفصل أو السنة) الأسئلة التي تقيس المهارات جميعها، ويتم التركيز بدرجة رئيسية على ممارسة المهارات التطبيقية والذهنية والقابلة للنقل، ولذا تركب عناصر الأسئلة وفقًا لمفردات المقرر، وبما يلبي تحقيق المخرجات للمقرر نفسه، كما تطبق نظام الأتمتة في الامتحانات على هذا الأساس”

ليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير