غيل بني عمر بتعز.. طبيعة خلابة بدون خدمات
منذ 2 سنوات
تعز – عز الدين الصوفي:تشتهر منطقة بني عمر بمحافظة تعز، بأراضيها الخصبة التي تُزرع فيها صنوفٌ مختلفة من الفواكه والمحاصيل، خصوصًا الموز والمانجو والزيتون والذرة، وتُعد زراعة هذه المحاصيل من المقومات الأساسية التي يعتمد عليها العشرات من أهالي المنطقة لكسب المال وتوفير تكاليف المعيشة
يعيش الأهالي في منطقة بني عمر على الزراعة، ويعتمدون على مائها الجاري الذي لا ينقطع طوال السنة، وهكذا يعيش قرابة ألفي نسمة في غيل بني عمر منذ فترات طويلة، محافظين على طقوس حياتهم اليومية التي لم تتغير مع مرور الزمن
يسكن مهيب سلطان، 20 عامًا، في إحدى قرى بني عمر، حيث يقول لـ”المشاهد”: “أنا فلاح وأعتمد على بيع المانجو لكسب الرزق، بالإضافة إلى بيع وشراء المواشي من الأبقار والأغنام”
على الرغم من جمال المكان الذي جعله وجهة سياحية لكثيرين، إلا أن المنطقة تفتقر لأبسط الخدمات، حيث يعاني أبناؤها من غياب الكهرباء والاتصالات والإنترنت، فبعد غروب الشمس يتوجه سكان غيل بني عمر للنوم، لتصبح بعد ذلك المنطقة خاوية على عروشها يكسوها السواد والصمت، إلا من أصوات الكلاب والوحوش
يتحدث محمد هزاع، 36 عامًا، عن غياب الخدمات في منطقة بني عمر، ويقول لـ«المشاهد»: “لا توجد خدمات، بما في ذلك الكهرباء والطرقات والاتصالات
قد يموت قريب لهم من الموجودين خارج المنطقة دون أن يعلموا بذلك، ولربما تنقضي مدة زمنية طويلة على موته دون أن تصل أخبار موته، فهم يعيشون في بيئة منفصلة عن العالم الخارجي”
يقول عبدالرحمن المعمري، أحد أبناءالمنطقة، لـ«المشاهد»: “يمرض أقرباؤنا ويموتون ولا نعرف عنهم شيئًا، كأننا نعيش في عالم لوحدنا
يحدث هذا بسبب جهل الناس في هذه المنطقة، والتقصير من قبل الجهات الرسمية التي من المفترض أن تعمل على توفير الخدمات”
للمريض هُنا معاناته الخاصة أيضًا، إذ إنه يضطر أن يذهب للسوق، حيث توجد المشافي بمسَافة يقطعها بالمركبة نحو ساعتين، نتيجة صعوبة الطريق، وهذه معاناة أخرى تُضاف إلى معاناة المرضى
طرق وعرةوعورة الطريق معاناة يتكبدها سكان غيل بني عمر، بخاصة الأطفال
سبعة كيلومترات هي المسافة التي يقطعها الطفل مفيد خالد، ذو السبعة أعوام، للوصول إلى مدرسته
يستعد مفيد كل صباح للذهاب إلى مدرسة النجاح الواقعة في منطقة العجرم، ويضع حقيبته الممتلئة بالكتب، على ظهره، ويسير مشيًا على الأقدام، في طرق وعرة، حتى يصل إلى المدرسة بعد ساعتين من السير
يقول خالد بجاش، والد الطفل مفيد، يقول لـ«المشاهد»: “لا توجد مدارس في منطقة الغيل، فنضطر لتسجيل أبنائنا في مدرسة النجاح التي تبعد عن الغيل ما يقارب سبعة كيلو”
يضيف بجاش: “ولدي يمرض أحيانًا، ويضطر للغياب عن المدرسة بسبب المشقة التي تواجهه من آثار الطريق، وأحيانًا لا أستطيع إقناعه بالذهاب إلى المدرسة بسبب خوفه من الطريق”
ليس الأطفال وحدهم من يعانون السير على الأقدام في الطرق الوعرة، بل كبار السن والنساء
في ظل غياب الخدمات في بني عمر بتعز، يناشد السكان هناك الجهات المعنية، الاهتمام بهذه المنطقة، وتوفير الخدمات الصحية والطرقات والاتصالات، ويعتقدون أن الطبيعة الخلابة التي تتوفر فيها الخدمات ستكون وجهة سياحية للآلاف من الزائرين من المحافظات اليمنية المختلفة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير