فتاة تعمل في مهن متعددة لمواجهة المعيشة

منذ سنة

تقود ارتزاق محمد، 20 عاما، حافلة أجرة في مدينة تعز، وتتخذ من هذا العمل مصدرا للدخل المادي اليومي وكسب لقمة العيش لها و لأسرتها التي تتكون من أمها وأبيها وست أخوات

يبدو عملها في هذا المجال أمر غريب في مجتمع لا يستحسن أن يرى المرأة في هكذا وظيفة

 لكن ارتزاق لا تهتم كثيرا بالانتقادات التي تواجهها، لأن همها الوحيد هو توفير متطلبات المعيشة لأسرتها، دون التسول من الغير إو طلب المساعدة من أقاربها وجيرانها

في حديثها لـ “المشاهد”، تقول ارتزاق: “أنا المعيل الوحيد لأسرتي منذ  أن أصيب أبي بالفشل الكلوي، وجدت نفسي مضطرة للعمل، حتى لا نحتاج للغير، وأستطيع اليوم توفير المال لشراء الغذاء لأسرتي والدواء لأبي”

 تعمل ارتزاق في الفترة الصباحية في مطعم بمدينة تعز، وتحاول أن تنوع مهاراتها لكي تحظى بفرص عمل أكثر

تضيف: “اضطررت إلى تعلم مهن كثيرة، فأي فرصة أحصل عليها، أعمل على تعلم مهارات جديدة

تعلمت الخياطة، وأعمال الكهرباء، وقيادة السيارة، وعملت بمطعم، ومررت بكل هذه الأعمال من أجل الاعتماد على نفسي ومساعدة أسرتي”

 تتابع: “لدي آلة خياطة في البيت، وأعمل عليها في الأعياد، وحصلت على تدريب في الأعمال الكهربائية، وحصلت على الأدوات التي احتاجها أثناء العمل في هذا المجال”

 كان لثماني سنوات من القتال بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي أثر مدمر على السكان في اليمن، بخاصة النساء والأطفال

ويقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن السيدات هن المعيلات الرئيسيات لثلث الأسر التي نزحت عن بسبب القتال في اليمن

بدأت تتعرض ارتزاق لمضايقات من المجتمع المحيط بها كونها فتاة بدأت العمل كسائقة حافلة، وهذا العمل يسيطر عليه الرجال

وعندما عملت ارتزاق في مطعم، كانت تشعر بضغوط نفسية بسبب التعليقات السلبية التي كانت تسمعهاتقول: “بدأ ينظر إلي بعض الأشخاص بنظرات دونية، ويقولون هذه ما عندها حياء، هذه تعمل نفسها رجلا، وتعرضت للشتم في بعض المواقف، لكني حاولت أن أتجاوز كل تلك التحديات”

 يقول الدكتور محمود البكاري، أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة تعز، إن المرأة اليمنية تعمل في الريف بالزراعة وتربية الحيوانات، وتعمل في المدينة في مختلف الوظائف الحكومية، والقطاع الخاص، والنشاط التجاري

  يضيف: “ولا توجد موانع حقيقية إذا أرادت المرأة أن تعمل وتثبت قدرتها وجدارتها، فالمجال مفتوحا، لكنها بالتأكيد ستواجه صعوبة في بعض المهن كقيادة سيارات الأجرة  لأن المجتمع متعود أن يمارس هذه المهنة الرجال، وربما تكون المرأة عرضه للمضايقات في مثل هذا العمل”

 يشير البكاري إلى أن هناك الكثير من النساء تعمل في المطاعم والمقاهي في الأقسام النسائية، وهذا الدور مطلوب للحفاظ على خصوصية النساء، كما هو الحال في الحاجة لعمل المرأة في مجال الخياطة أو التصوير

 حصلت ارتزاق على الدعم المعنوي من أسرتها وبعض صديقاتها، ما جعلها تستمر في كفاحها، ومواجهة التحديات التي تواجهها كل يوم

  التحقت ارتزاق بكلية الحقوق في جامعة، إلا أن مرض الأب وسوء الحالة المعيشية تدفعها إلى التوقف عن مواصلة تعليمها من حين إلى آخر

لم تستسلم ارتزاق، ولا زالت مصممة على إكمال تعليمها الجامعي لكي تصبح محامية

  تختم حديثها وتقول: “أسعى بكل بجهد لتحقيق هدفي في الحياة، وأكون محامية بشهادة علمية لكي أساعد نفسي، وأسرتي وأساعد الآخرين من حولي”

 تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع تعزيز أصوات النساء من خلال الإعلام الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصاديليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير