فتح طريق “مريس – دمت” أعاد للسكان بهجة العيد بلقاء أقاربهم

منذ 8 ساعات

تعز – بشرى الحميدي“فتح طريق (مريس – دمت) يعني لكل سكان المديريتين إعادة وهج الفرحة إلى قلوبنا وتواصلنا الاجتماعي كما كان”

بهذه الكلمات عبّر فلاح الجوللي -من سكان مديرية مريس بمحافظة الضالع- عن مشاعره بفتح طريق “مريس – دمت” الذي يربط بين محافظتي الضالع وإب وصولًا إلى صنعاء من جهة ومدينة عدن من جهة أخرى

ويضيف الجوللي في حديثه لـ”المشاهد”: “فتح الطريق بعد أكثر من تسع سنواتٍ على الانقطاع، وخاصةً مع حلول عيد الأضحى المبارك، هو نهاية للاحتفال المنقسم بين الأسر في المديريتين بهذه المناسبة الدينية العيدية”

ويصف الجوللي مشهد فتح الطريق الأسبوع الماضي: “شاهدنا المئات، بل الآلاف من المواطنين يعبرون الطريق والمنافذ الحدودية التي كانت مغلقة لسنوات، كنا جزءًا من هذا الفرح، وكأن الحياة عادت إلينا من جديد، إنها بداية لمّ الشمل والتعاون والخير للجميع”

وتابع الجوللي معبرًا عن فرحته: “بسبب إغلاق الطريق، كان لي شخص عزيز أتمنى لقاءه منذ سنوات، واليوم التقيته أخيرًا

كانت فرحتي لا توصف، احتضنته واحتضنني بشوقٍ ودموعنا تنهمر، كان ذلك اللقاء بالنسبة لي أجمل من العيد نفسه”

من جهته، يقول فوزي المريسي، من سكان مديرية مريس: “إن عيد الأضحى هذا العام مختلف؛ لأنه سيتيح لجميع الأسر في المديريتين التواصل ومشاركة بعضهم بعضًا طقوس العيد والزيارات والمشاركة في الأعراس”

مضيفًا: “هو عيد لمّ الشمل، عيد الرجوع إلى الحياة الاجتماعية الطبيعية التي كنا نعيشها قبل قطع الطريق”

عاش سكان مريس معاناةً كبيرةً في التواصل والزيارات مع أقاربهم في مديرية دمت

حيث المسافة التي كانت تستغرق دقائق في الوصول والسفر من مريس إلى دمت أصبحت تستغرق ما يزيد عن 6 ساعات عبر طرقٍ بديلةٍ ووعرة

ومنذ إغلاق الطريق، عاش سكان مريس معاناةً كبيرةً في التواصل والزيارات مع أقاربهم في مديرية دمت

حيث المسافة التي كانت تستغرق دقائق في الوصول والسفر من مريس إلى دمت أصبحت تستغرق ما يزيد عن 6 ساعات عبر طرقٍ بديلةٍ ووعرة

ويضيف: “الأسعار أيضًا ارتفعت بسبب طول المسافة والطرق الوعرة

عانينا كثيرًا في التنقل وجلب الاحتياجات الأساسية، وحتى وإن توفرت، كانت بأسعارٍ باهظة لا يقوى عليها المواطن البسيط”

الأعياد لم تكن استثناءً من المعاناة، بل كانت تمر كأيامٍ حزينةٍ ثقيلة، حيث تسبب قطع الطريق في حرمان المواطنين وأطفالهم من الذهاب إلى المتنزهات في مدينة دمت

حيث كان الأطفال يقضون العيد في السنوات الماضية دون أن يستطيعوا الذهاب إلى الحدائق، كما اعتادوا من قبل

لم تكن السنوات الماضية مجرد فترةٍ من الزمن مرّت على المواطن فوزي المريسي من سكان مديرية مريس، بل كانت زمنًا من الانفصال القسري عن الأهل والأحبة، فرضته حربٌ أدت إلى إغلاق الطرق الرئيسية بين المدن وقطعت الأواصر الاجتماعية بين الناس

يقول فوزي: “منذ سبع سنوات لم نتمكن من زيارة أهلنا وأقاربنا إلا مراتٍ معدودةٍ؛ بسبب طول الطرق البديلة

بدلًا من أن نصل إلى دمت من مريس في عشر دقائق، كنا نحتاج ما يزيد عن 7 ساعات عبر مساراتٍ وعرةٍ ومنحدرات جبلية”

ويضيف: “نفس المعاناة كان يعيشها كل من يسافر من عدن إلى صنعاء أو العكس

فقد أصبح السفر مغامرةً مرهقةً، مليئةً بالخطر وتكاليف السفر المادية التي لا يقدر على دفعها الكثير من الناس

ولذلك هناك من لم يلتقِ بأقاربه وأهله خلال السنوات الماضية سواءً في مريس أو دمت”

من جانبه، يقول فؤاد جباري، متحدث جبهة ومحور الضالع العسكرية ، إن إعادة فتح الطريق الرابط بين محافظة الضالع الواقعة تحت سيطرة الحكومة، وبين محافظة إب الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي؛ يمثل خطوةً إنسانيةً بالغة الأهمية، بعد سنوات من الإغلاق القسري الذي فرضته جماعة الحوثي منذ العام 2019

يقول فؤاد جباري إن “جماعة الحوثي عمدت إلى قطع الطريق من خلال تفجير الجسور والعبّارات؛ بهدف عزل مناطق شمال الضالع عن محيطها الجغرافي والإنساني؛ ما فاقم معاناة السكان، وقيّد حركتهم خلال السنوات الماضية”

وأكد أن فتح الطريق بعث الأمل مجددًا في نفوس المواطنين، لا سيما في المناطق الواقعة بين مريس وقعطبة

وبيّن جباري أن الإغلاق السابق للطريق كان له تأثير بالغ على حياة المدنيين، خاصة في الأعياد والمناسبات الدينية، حيث حُرم الكثيرون من زيارة أقاربهم، وتقطعت أواصر صلة الرحم

واضطر المواطنون إلى سلوك طرقٍ طويلة وخطرةٍ عبر تعز أو البيضاء أو يافع؛ ما أدى إلى مضاعفة التكاليف وتسجيل ضحايا بسبب الألغام والكمائن

وأشار إلى أن فتح الطريق ساهم في تحسين الوصول إلى المرافق الطبية والتعليمية والخدمات الأساسية، كما انعكس إيجابًا على تدفق السلع والمواد الغذائية

في ظل أوضاعٍ إنسانيةٍ متدهورة، زاد من حدتها تضرر الموانئ والمطارات جراء الهجمات التي شهدتها مناطق سيطرة الحوثيين مؤخرًا

وأضاف المتحدث الرسمي لجبهة الضالع أن هذه الخطوة جاءت بناءً على دعواتٍ أممية، واستجابةً من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية والمشتركة في المحافظة

انطلاقًا من الشعور بالمسؤولية تجاه معاناة المواطنين شمالًا، بعيدًا عن أي حسابات سياسية أو عسكرية

بينما، أوضح مرزوق الصيادي، أحد سكان محافظة إب، أن “قطع الطريق حرم الكثيرين من زراعة أراضيهم التي أصبحت في مناطق تماسٍ عسكرية خطرة

ويضيف أن فتح الطريق سيساعد الكثير منهم على العودة إلى العمل في مزارعهم

مشيرًا إلى أن العيد في ظل إغلاق الطريق حرم الناس من مشاركة الأفراح والأتراح خلال ما يزيد عن سبع سنوات من الإغلاق

وأشار مرزوق الصيادي في حديثه لـ” المشاهد “ إلى أن فتح الطريق لا ينعكس فقط على البُعد الاجتماعي، بل يسهم في تسهيل حركة النقل والتجارة

ويُخفف أعباء إيصال الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها المواد الغذائية والمنتجات الزراعية، التي كانت تصل بأسعارٍ مرتفعة نتيجة الطرق البديلة الطويلة والمرهقة

للعيد هذا العام طعمٌ مختلفٌ عن السنوات الماضية بالنسبة لسكان مديرية مريس ودمت بعد سنوات من العزلة

ففتح الطريق هو الفرح بلقاء الأحبة، وانتعاش الحركة الاقتصادية، وعودة التواصل الاجتماعي الذي ظل غائبًا طويلًا

هذا العيد سيكون عيد اللقاءات، عيد الحياة التي تعود بعد طول انتظار

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير