فتحي أبو النصر : بيت هائل: حين يشتمون العمود الفقري حين ينهار الجسد؟
منذ 3 ساعات
فتحي أبو النصر ستظل تقف مجموعة بيت هائل سعيد أنعم كواحدة من آخر ما تبقى من مظاهر اليمن المنتجة
ليست مجرد إمبراطورية تجارية كما يصفها البعض بتشفي، بل شبكة من المصانع، آلاف الوظائف، ومصدر دخل مستقر لمئات الآلاف من الأسر
على أننا في بلد ينهشه الفساد، ويتقاذفه التجار الطارئون، ويُدار من مزاجات جباة في هيئة مسؤولين
تذكروا منذ أكثر من خمسة عقود، كان بيت هائل يصنع الطحين، ويعبئ الزيت، وينتج الصابون، وعشرات المنتجات ، ويشغل آلاف الأيادي اليمنية في كل محافظة من عدن إلى صعدة
طبعا لم تكن المجموعة ملاكا، لكنها لم تكن يوما تاجر حرب، ولا مهرب نفط، ولا من أولئك الذين يدخلون على المكسب ويخرجون من الواجب
واليوم، حين تطلب بيت هائل خفض الأسعار، تقوم الدنيا ولا تقعد
يُتهمون بالجشع، وكأنهم شركاء في مصادرة الدولة أو مهندسي السوق السوداء
و الغريب أن من يهاجمهم هم تجار الطوارئ، الذين يظهرون مع كل أزمة ويختفون مع كل اتفاق
فهل تعلم الحكومة كم تدفع بيت هائل من ضرائب ورسوم مزدوجة؟ وهل تعلم المليشيات كم تُبتز؟ وهل سمع أحدهم يوما لماذا تتوقف المصانع وتنهار العملة ويُفلس التاجر الشريف؟نعم، نريد خفض الأسعار، ولكن وفق معالجات اقتصادية لا تصفية حسابات
نريد قطاعا خاصا يحترم الناس، لكن بالمقابل نريد دولة تحترم القطاع الخاص، لا تستنزفه كما يُستنزف جسد مريض لا يُعطى الدواء بل يُمنع عنه الأوكسجين
بل في زمن تُكافأ فيه شبكات الفساد ويُجرم فيه الإنتاج، يصبح الدفاع عن بيت هائل ليس مجرد تضامن مع شركة، بل موقفا أخلاقيا مع الفكرة ذاتها: أن تظل في اليمن شركات تعمل
، لا تبتز، لا تهرب، لا تُخزن النفط ولا تقايض الوطن
وبيت هائل ليست فوق النقد، لكنها فوق الإسفاف
أما من شتمها لأنه لا يستطيع منافستها، فذاك واحد تافه
لا أكثر
وأما من يشتمون بيت هائل فهم أول من يمد يده لمنتجاتهم وآخر من يفتح مصنعا أو يشغل عاملا
أي يصرخون ضد الاحتكار من مقاهي الإنترنت، بينما العملاق الصناعي يواجه الدولة والمليشيا معا
بوجدان المصانع لا ضجيج اللايكات