فتحي أبو النصر : تعزية بحجم الفقد..
منذ ساعة
فتحي أبو النصر في وادي صالة، سقطت اليوم شمسان من شموس تعز، لترتقي أرواحهما الطاهرة شهداء في سبيل كرامة الأرض وحرية الإنسان
نودع اثنين من خيرة أبطالنا، لا كما تودع الحياة عابري السبيل، بل كما يُزف العظماء إلى المجد
رحلوا مقبلين غير مدبرين، ثابتين كما عهدناهم، وتركوا لنا أرواحا منكسرة وقلوبا تغلي بالغضب والحزن
لكأن الموت صار عادة لا تنتهي، وكأننا نُسلم أعز ما نملك بالتقسيط، شهيدا تلو آخر، رفيقا تلو رفيق
لا هي معركة تُحسم في لحظة بطولة واحدة، ولا هي هدنة تجنب رجالنا سكاكين الموت الزاحف
أي ما بين مأرب وتعز، يتكرر المشهد، يتكاثر الوجع، ويُعيد التاريخ نفسه دون أن نستفيق من دوامة النزف المستمر
لذلك أنا غاضب، موجوع، حزين حتى العظم
فوداعا يا إخوتي
وداعا يا من صدقتم العهد وأوفيتم الوعد، وسقطتم وأنتم ترفعون راية الكرامة في وجه المليشيات الح
وثية الكهنوتية، التي تحاصر المدينة وما زالت تتوهم أن الدم يحكم وأن السلالة تعلو فوق الوطن
لكن ما لم تتخلص تعز من هذه الجماعة الظلامية ذات الولاية الزائفة، لن يكون هناك ضوء في آخر النفق
فيما كل قطرة دم مقاوم تُسكب، تذكير موجع أننا لا نزال في المعركة، وأننا لا نزال نخسر منا بالتقسيط
رحمكم الله، وأسكنكم فسيح جناته، وجعل مثواكم جنان الخلد
ولتعلم تعز: لا عز لها إلا بطرد هذا الكهنوت من كل ذرة تراب فيها