فتحي أبو النصر : دموع التماسيح في بلاط الطغيان

منذ 20 ساعات

فتحي أبو النصر عجيبٌ أمر بعض الوجوه المتلونة التي، كلما تصدعت جمجمةٌ من جماجم الكهنوت، هرعت تلطم وتنوح، كأنما سقط فيها يوسف، لا سليل سلالة تزعم حقا إلهيا في رقاب البشر!فيا سادة، نحن لا نعيش مأساة هاملت، بل مهزلة سياسية بثيابٍ دينية

فمن ذا الذي يعزف نشيد الحزن على رأس أفعتهم؟و من هذا الذي إذا بُتر رأسٌ من رؤوس الضلال، قال: لا شماتة!

وكأننا نوزع التعازي في وفاة أفلاطون، لا انهيار طاغية تربى على الدم واعتاش على الخراب؟لذلك احفظوا الأسماء، ودونوا الوجوه، فكل متعاطف مع سقوط رأس من رؤوس الحوث

ية، ولو بشقّ دمعة، إنما يحمل بصمة اختراق

ذاك ليس حيادا ولا إنسانية، بل سُمٌّ في فنجان الوطنية

!نعمصدقوني

هؤلاء طُعُم ناعم في صحن القضية، يتسللون من قلبفالشرعية كعصافير سلام، وهم في حقيقتهم صقور حقد، تُدلي خيوطها لجماعة ترى اليمن مزرعة إلهية لعشيرتها

لِمَ الحزن؟أهو على زعيم لم يقرأ كتابا، ولم يحكم عدلا، ولم يصغ لصوت شعب؟أم على طاغيةٍ هبط من كهوف الولاية ليتسلق أكتاف الجياع؟ أتبكون لأن أحد أحجار الدومينو تهاوى، أم لأن الريح بدأت تفضح القلاع الورقية؟فاعلموا، أيها الحالمون بـوحدة الصف، أن الصف لا يُبنى على الرثاء لجلاديه، ولا على استيعاب من لا يزال قلبه معلقا بصوت صرخة الموت لأمريكا وهو يسرق قوت الأطفال!

الوحدة لا تُخاط من نسيج خائن، ولا تُطرّز بدموع المُندسين

ما أريد قوله إن الح

وثي لا يخترقكم بالسلاح فقط، بل بالعبارات الرقيقة، بالوعظ المسموم، وبأدعياء الإنسانية الذين كلما اقترب النصر قالوا: تعالوا نتصالح!

وكأننا نُعاتب الذئب لأنه مزق القطيع

لذلك

أفيقوا

النصر لا يحتمل عواطف رخوة، ولا يستقيم على أكتاف المتعاطفين مع الجلاد

!فهمتم ما فهمتم مش مشكلتي