فتحي أبو النصر : في حضرة الغدر المقدس: وداعا عبدالله النقيب
منذ 16 ساعات
فتحي أبو النصر رحل قبل قليل المقدم عبدالله النقيب، رجل الأمن في زمن اللا أمن، رجل الدولة في زمن العصابات، رجل القانون في زمن الفوضى
رحل بانفجار عبوة ناسفة زرعتها يد جبانة تُجيد القتل، لكنها لم تتعلم شيئا من معنى الشرف
يأتي ذلك في بلاد اعتادت أن تشيع شهداءها أكثر مما تشيع أفراحها
فإلى أبناء تعز، إلى بقايا الحلم في وطن يتقاسمه الكهنوت والفساد، المليشيا والإرهاب، الطائفية والفوضى
ف إلى متى سنظل نكتفي بالبكاء على أبطالنا بعد اغتيالهم، ونصمت أمام قتلتهم وهم يلوحون بسباباتهم في الفضائيات؟!وعبدالله النقيب لم يكن فقط مديرا لأمن التعزية، بل كان ضميرا حيا في مؤسسة تم خنقها، قائدا لحملة أمنية في وقت صارت فيه الحملة تُشن على الأمن ذاته، وحين يزرعون عبوة في سيارته، فاعلم أن الكراهية بلغت من الوقاحة مبلغها، وأن الخيانة تمشي على قدمين
لكن القاتل هنا ليس مجهولا
بل هو يُصافحنا كل يوم في شكل حوث
ي بثوب الولاية، أو لص بثوب الثورية، أو مسؤول يغني على جثث الوطن
أي أن الكل شركاء في الجريمة، بدءا من صاحب الفتوى المتعطشة للدم، إلى حامل العبوة الناسفة الذي لا يقرأ ولا يكتب، لكنه يقتل ببلاغة!فيا أبناء تعز، لا نريد رثاء جديدا
بل نريد ثأرا للكرامة لا يُكتب بالشعر، بل يُكتب بالفعل
نريد وطنا لا يُدار من الكهوف ولا تُختطف قراراته في مقابر السياسة
ووداعا عبدالله النقيب
وداعا يا صاحبي
لن نعدك بالسكوت كما تعود القتلة
بل نعدك أن نُزعج موتك بما يكفي من حياة، وأن نكتب اسمك لا على الشواهد، بل في صدارة كل ثورة آتية
حسبنا الله ونعم الوكيل