فتحي أبو النصر : لا خلافة ولا ولاية… ولا أوهام تعبد بعد الآن!
منذ 7 ساعات
فتحي أبو النصر طبعا في زمن تُباع فيه العقول على قارعة الفتوى، وتُجلد فيه الأرواح بسياط البيعة والسمع والطاعة، نقف، لا كمتمردين، بل كمفكرين، ونصرخ: لا خلافة ولا ولاية
مهزلة وأكثر
طغيان يتلفع بالدين، ويخدع الجموع بلبوس النبوة، بينما هو في جوهره عطش قديم للسلطة، تلمعه اللحى وتخفيه العمائم
لا إمام سوى العقل، قالها المعري منذ ألف عام، وحده ذلك الكفيف رأى ما لم يره المبصرون: أن الله لم يرسل الوحي ليصنع كهنة، بل ليحرر الإنسان من عبودية الإنسان
ولكن القوم، كعادتهم، شقوا الوحي نصفين، وألقوا العقل في البئر، ثم علقوا مفاتيح الجنة في أعناق الولاة
ولقد قال القرآن: وأمرهم شورى بينهم، فحولوها إلى أمرهم قهرٌ بينهم، وسجونٌ، وفتاوى تحرم التفكير وتُحلل التعذيب باسم درء الفتنة
ولكن أي فتنة أخطر من سلطة تزعم العصمة، وتلغي المحاسبة، وتقدس الفشل باسم السمع والطاعة؟أنا حزين ،نعم، لأن الحزن رد فعل نبيل حين تخوننا الأمة، وحين يُنتزع من الدين قلبه الإنساني ويُستبدل بقبضة أمنية
وأنا غاضب، لأن الغضب في وجه الطغاة عبادة، إن لم يكن سيفا فليكن كلمة، وإن لم يكن كلمة فليكن رفضا داخليا لا ينكسر
بمعنى أدق كفانا أساطير
لا خلاصة في راية، ولا منقذ في لحية، ولا قداسة لكرسي الحكم، مهما ذُكر عليه اسم الله
فالخلافة وهم، والولاية استعارة مريضة لسلطة أبدية…والأوطان لا تبنى بالبيعة، بل بالعقل، بالمشاركة، بالمحاسبة
أي دعوا عقولكم تمشي حافية على تراب الحرية، بدل أن تُسجن في نعال الولاة
فما قُدس في الأرض يوما سوى الحق، وما سُحق في الأرض يوما سوى العقل