فتحي أبو النصر : هشام شرف والزايدي: عراب المنظمات وسمسار الحشد القبلي في قبضة الشرعية

منذ 9 ساعات

فتحي أبو النصر   لا شك أن الوقوع على شخصيتين بحجم الزايدي وهشام شرف يُعد مكسبا استخباراتيا نادرا، ويمثل فرصة ذهبية لفهم البنية الداخلية للشبكة الح

وثية الغامضة التي تدير صنعاء تحت ستار الدولة بينما تُدار فعليا كخلية مغلقة مرتبطة بمحاور إقليمية، وعلى رأسها إيران

 طبعا ما يملكه هذان الرجلان من معلومات يمتد من دهاليز العلاقات الخارجية إلى تفاصيل دقيقة عن تمويل الميليشيا وطرق تهريب السلاح والأساليب القمعية بحق المواطنين والعاملين في المنظمات الإنسانية

لكن من الضروري أن يُنظر إلى هذه القضية من زاوية استراتيجية لا عاطفية

 فبدلا من التعامل الانتقامي أو التسرع في إصدار أحكام أو نشر اعترافات مجتزأة، يجب على الشرعية أن تُحسن إدارة هذا الملف بطريقة واقعية تعكس دولة تحترم القانون وتستخدم ما تحصل عليه من معلومات لتعزيز موقفها داخليا وخارجيا

بمعنى أدق ينبغي أن تتعامل الجهات المعنية مع الزايدي وهشام شرف على أنهما بنك معلومات حي

تحقيقات دقيقة معهما قد تكشف خيوطا طويلة حول كيفية تسرب المساعدات الدولية إلى النشاط العسكري الح

وثي، ومن يقف خلف شبكات التهريب، وما دور بعض المنظمات الأجنبية، خصوصا التابعة للأمم المتحدة، في تمرير الدعم أو غض الطرف عنه

كما أن منصب هشام شرف كـوزير خارجية ولو شكلي في حكومة الح

وثيين يمنحه اطلاعا دقيقا على طبيعة التنسيق مع الحليف الإيراني، والدور الحقيقي لمندوب طهران في صنعاء

 أي أن ما سيكشفه شرف عن شكل إدارة السياسة الخارجية داخل الكيان الح

وثي يمكن أن يفكك سردية الح

وثي بأنه كيان مستقل، ويعزز رواية الشرعية دوليا عن كون الجماعة أداة إيرانية في خاصرة الجزيرة العربية

ومن خلال الزايدي، الذي تربطه صلات مباشرة بملف تهريب السلاح إلى المليشيات الح

وثية، يمكن كشف آليات توجيه  الأموال الأممية والدولية إلى ما يفترض أنه عمل إنساني بينما يتم استغلالها أيضا في تمويل المجهود الحربي للحوثيين، وشراء الولاءات على إن التعامل مع هذين الشخصين يجب أن يكون من منطلق دولة تسعى لتفكيك المنظومة الح

وثية من الداخل

ايع لا فائدة من تعذيب أو إهانة أو تعجل في تصفية الحساب

بل الأفضل هو تقديمهما كنموذج للعالم لماهية سلطة الح

وثي وكيف تدار صنعاء من خلف الستار

 فعبر كشف الأدوار والأسماء والأساليب، تستطيع الشرعية توجيه ضربة استراتيجية للح

وثيين، دون إطلاق رصاصة واحدة

كما أن الإفراج الجزئي أو المشروط عن أحدهما مقابل تعاون استخباراتي يمكن أن يكون ورقة تفاوض ذكية، خاصة إذا كانت مصحوبة بخطاب دولي يوضح أن الشرعية تحترم حقوق الإنسان حتى مع خصومها، بعكس ما يمارسه الحوثي من قمع واعتقالات خارج القانون

فالزايدي وهشام شرف ليسا مجرد شخصين تم القبض عليهما، بل هما نافذتان مفتوحتان على قلب شبكة الإرهاب الح

وثية

و من خلال التعامل الذكي مع هذا الملف، تستطيع الشرعية تعزيز موقعها داخليا، وكشف الوجه الحقيقي للحوثيين خارجيا، وتحقيق تقدم سياسي وأمني دون الحاجة للمواجهة العسكرية المباشرة

فيما التعامل الحكيم لتفكيك هذه المنظومة لا الانتقامو توثيق هذه التفاصيل سيساعد الشرعية في الضغط على الدول المانحة لإعادة النظر في طريقة تقديم المساعدات وشروطها

وكذا ماخفي ؟! عن مجلس الأمن!

لكن تخيلوا بكل بجاحة تطالب المليشيات الح

وثية الكهنوتية ذات الولاية المدعومة من إيران بالإفراج عن وزير الخارجية السابق لها وكذا بالشيخ القبلي المتحوث الزايدي

  إذ تطالب سلطنة عمان وكذا السعودية ومجلس الأمن بذلك ههههههههههههفيا لسخرية المشهد! جلاد الأمس يتوسل اليوم باسم الإنسانية التي داسها، ويستنجد بمن نعتهم بالكفر والعمالة! وما أشد وقاحة الكهنوت حين يتقمص ثوب المظلوم

 لكن هكذا تنهار الأقنعة، وتبكي الضمائر على عدالة غائبة في سوق النفاق الإقليمي والدولي