فتحي بن لزرق : الشعب أساس البلاء..!

منذ 5 ساعات

فتحي بن لزرق قبل أكثر من أسبوع رحت الشيخ عثمان، وسط هذه المدينة يقع مقهى شاهي شهير اسمه مقهى الشجرة

معلم من معالم المدينة وأثر عتيق يتجلى فيه كل آمال هذه البلاد وآلامها

تجلس الناس عصراً هناك تتجاذب أطراف الحديث

في المكان وعلى كراسي خشبية مهترئة يلوك الناس كل شيء، الشاي والسياسة والإقتصاد وحتى ذرات الهواء العابرة

أغلب مرتادي هذا المكان من الطبقة الفقيرة جداً، المطحونة حتى الموت، بلا رواتب، بلا خدمات، بيوتهم بلا كهرباء، عيالهم بلا تعليم، ثيابهم رثة، ظروفهم المعيشية صعبة جداً جداً

أغلب الحديث الذي يدور بين جميع وربما غالبية الأشخاص هو جدال سياسي، كل الموجودين يمجد طرفاً من الأطراف التي تعبث بالبلاد والعباد، كل طرف يمجد طرفاً ويشتم الآخر

تتعالى الأصوات ويحتد النقاش وينفض النزال بخطوات أجساد هزيلة صوب منازل خاوية على عروشها

قبل عام كنت في نفس المكان، لا يزال الحديث هو ذات الحديث

أجزم أنك لو زرت مقهى في صنعاء ستجد نفس الانقسام، ومثله في تعز والمكلا وكل مناطق البلاد

ولو دخلت ديوان قات في اي قرية او مدينة يمنية ستجد أن الحاضرين غالباً ما ينقسمون بين هذا الظالم وذاك

يبررون لهذا ظلمه ولهذا فجوره

وهنا تصل إلى قناعة كبيرة مفادها: العلة في رأس هذا الشعب وليس في الساسة

الشعب هو أساس البلاء في جزء كبير منه وليس كله