فتحي بن لزرق : اليمن...مسرح العرائس الكبير

منذ 14 ساعات

فتحي بن لزرق الوضع في اليمن يشبه مسرح عرائس كبير

يصطف الناس، عامة الناس، جلوسًا على مقاعد المتفرجين، تتوجه الأضواء صوب خشبة المسرح فيما يلفّ محيطها الظلام

يقف المخرجون أعلى المسرح، لكننا لا نراهم، يحركون بخيوطٍ خفية دُمى كثيرة تقف على الخشبة

وهذه الدمى ليست أشخاصاً فقط لكنها أيضاً أزمات، معارك ، حروب ، صراعات أشكال وأنواع

تبدأ الدُمى تتصارع فيما بينها، فيهتف الناس تشجيعًا لإحداها وهي توشك أن تُسقط خصيمتها

وفجأة، تبرز إلى الواجهة دُمية ثالثة تعارك شبه المنتصرة المنهكة كلياً حتى تكاد أن تقضي عليها

وقبل أن يحدث ذلك

!تظهر دُمية رابعة، فيتكرر المشهد، وتعود الدُمية الأولى إلى الواجهة، توزع اللكمات يمنةً ويسرة

ومع كل نهوضٍ لإحدى الدُمى، يظن الناس أنها المنتصرة، فيصرخون بحماسٍ شديد

يسري اعتقادٌ ضخمٌ أن النزال انتهى، وأن الستار سيسدل وان العرض أكتمل

وفي حقيقة الأمر، من في الأعلى لهم رأيٌ آخر

ثمة دُمية أخرى تنهض لتنشر الفوضى على خشبة المسرح وتعيد ترتيب الأولويات في وعي الجمهور، فيبدو الحلم الذي كان على بٌعد أمتار بعيد المنال وتبدو الطريق التي كانت طويلة قبل لحظات أقصر مما نظن

!وواقعاً لا تحقق حلم ولا أقتصرت المسافات

!وهكذا يستمر العرض بلا نهاية

فيما تبقى الخيوط بيد من لا يُرى، وتبقى الدُمى تتحرك، والجمهور ينتظر النهاية التي لا تأتي

!