فتحي بن لزرق : نفر رتبة

منذ ساعة

فتحي بن لزرق هذه اليومين تكون ماشي في أمان الله،فجأة يدقّك واحد في رأسك برسالة ماجستير في العلوم العسكرية

تصيح به إيش هذا!؟يقولك :رسالة ماجستير؟!أيوه، بس أنا مدني مش عسكري

حرام إنك ناقشها، أنا حلفت

أصلًا زادت ومش حق حد، : “يا راجل، الدنيا محد واخذ منها حاجة… مد يدك

”وشوية تلاقي نفسك تناقش رسالة والناس تهنيك

أكثر ثلاث حاجات أُهينت في اليمن منذ العام 2015 هي الرتب العسكرية والشهادات العلمية، العسكرية والمدنية

زمان كانت هذه الأشياء محل فخر صاحبها واعتزازه وتقدير المجتمع له ومحبته

حاجات مقدسة ومقدّرة

!كنتَ لو سمعت أن شخصًا ما يحضّر رسالة ماجستير، تسمع شهادات مطوّلة من أسرته وأصدقائه عن غيابه وانعزاله لشهور طويلة،وتحوّله إلى كائن ليلي أو نهاري لا تجد له أثرًا إلا بين المراجع والمكتبات العامة والخاصة

سنة متابعات وسنتين ابحاث وسنة ثالثة الاستعداد للمناقشة

وإن كان صاحب رتبة، تجده أفنى نصف عمره حتى وصل إلى رتبة ملازم أول

تبدّل الحال اليوم وتغيّر

أول ما يقول لك شخص إنه ناقش رسالة ماجستير، تنظر إليه بعين الريبة والشك، عسكرية كانت أو مدنية

وإذا وجدته بالشارع ونظرت إلى كتفه ووجدت الأنجم والطيور تعتلي كتفيه، تتراءى لك بدلًا عنها أدوات سباكة وكهرباء وجزارة ونثرات من الشمة والعسل والحبة السوداء

كان الإصلاح أول من استهل هذا العبث بعد 2011 و2015،وسار على خطاه وخطأه الخوشي والأطراف السياسية الأخرى

وبدلًا من أن تتحول هذه الأشياء إلى معيار لتميّز نخبة المجتمع،صارت معيارًا لمعرفة الطبقة التي عبثت بالمجتمع عقب 2011 و2015 وحتى اليوم،على طول الامتداد الوطني اليمني الكبير من صنعاء إلى عدن إلى مأرب وتعز

الله المستعان