فشل الحكومة اليمنية.. خبير اقتصادي يكشف عن عجز البنك المركزي وفقدانه السيطرة النقدية
منذ 9 ساعات
استبعد خبير اقتصادي يمني، انتصار الحكومة الشرعية، في المجال الاقتصادي، والسيطرة على السوق المصرفي، ووقف انهيار العملة المحلية
وأكد الخبير الاقتصادي مصطفى نصر، رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، أن ما يحدث اليوم في سوق الصرف هو نتيجة طبيعية لفقدان السيطرة النقدية، وعجز البنك المركزي عن أداء دوره الأساسي، مشيرا إلى ان توقف تصدير النفط “الذي يُعتبر المصدر الأول للعملة الأجنبية”، وتقلص المساعدات الدولية، إضافة إلى تراجع التحويلات الخارجية، وفقدان الثقة في المؤسسات الحكومية، فقد الريال اليمني أهم موارده، وبات مكشوفًا دون أي موارد للعملة الصعبة
وقال نصر، في مداخلة تلفزيونية مع قناة بلقيس، : البنك المركزي في عدن يواجه بيئة سياسية وأمنية ومؤسسية شديدة التعقيد، تدخله في سوق الصرف ضعيف وموسمي، ويفتقر إلى رؤية نقدية واضحة، ودون أدوات فعالة واستقلالية كاملة، لا يمكن للبنك أن يضبط سوقًا بات خاضعًا لتجار العملة وليس لسياسات الدولة
وأشار مصطفى نصر إلى أن البنية المؤسسية الضعيفة والفساد المالي هما من أبرز العوامل التي أفرغت البنك المركزي من أدواته، مؤكدًا أن البنك عاجز عن مراقبة السوق، لأنه لا يمتلك احتياطات كافية، ولا قدرة على إدارة التدفقات النقدية أو حتى تنظيم مزادات شفافة لبيع العملة، موضحا بأن في هذه الحالة، تغدو السوق السوداء هي الموجه الأساسي لسعر الصرف
كما أكد نصر أن ما يُفاقم الأزمة هو العدد المهول لشركات الصرافة التي لا تخضع فعليًا لأي تنظيم أو رقابة فاعلة، لافتا إلى أن كثيرًا من هذه الشركات تمثل واجهات لنافذين يستخدمونها كأداة لنهب السوق والمضاربة بالعملة، موضحا بأن بعض تلك الكيانات بات يمتلك سيولة تتجاوز حتى قدرات البنك المركزي نفسه، مضيفًا أن هذا الواقع يُحبط أي محاولة لضبط سوق الصرف أو فرض سعر مرجعي، في ظل غياب أدوات رقابية مستقلة ومؤثرة
وشدد نصر على الانقسام السياسي، مؤكدا في ذات السياق انه العائق الأكبر أمام أي إصلاح مالي حقيقي
واختتم نصر حديثه بالقول: غياب الرؤية الاقتصادية في الحكومة الشرعية، وتعدد السلطات داخلها، جعل من اتخاذ القرار الاقتصادي مهمة شبه مستحيلة، فلا توجد إدارة موحدة للإيرادات أو المصروفات، وحتى الضرائب تُجبى بدون تنسيق بين الجهات الرسمية