فنان يمني شهير يشرح معاناته عبر رحلة من صنعاء إلى عدن والعودة.. والمفاجأة الصادمة فيما حدث له بالطريق (صور)

منذ 2 سنوات

صور من رحلة مضنية ومكلفة ماليا من صنعاء الى عدن والعكس

==================================== بلادنا في نظري وأنا الذي قد طاف العالم بقاراته ، هي اجمل بلد لكنها مبلية بمن سكنوها وخصوصا من تولوا السلطات فيها منذ قرون

لا استطيع أن أُبرّئ احدا من هؤلاء الحكام المتعاقبين على اليمن البلد الأجمل والأقدم بين بلدان الكرة الارضية

لكن بلوى بلدنا بهم مزمنة فاقت أوصاف الخزي والخجل

اعتقد ان العالم كله يسخر منا بسبب هؤلاء المسؤلين

فكل مسؤل يتبوّء قيادة اليمن ارتهن لقوى الظلام الخارجية والداخلية او مجاملا لقوى التدمير على حساب وطنه وعلى حساب التعليم التنموي المعاصر

جميعهم باسم الدين والحزبية فتكوا بهذا البلد الجميل باسم الله والمذهب والعشيرة والقبلية بمقابل مالي بخس من دول الاقليم

كلهم رخاص لا يحق لهم ألانتماء،لهذا البلد العظيم ، ولا اعتقد ان اي بلد في العالم يستلم مسؤليه من الدرجة الاولى والثانية والثالثة وما يسمى بمشائخ القبيلة والدين يمنحوا اموالا بانتظام من دول معادية لبلدهم إلا في اليمن

ومع ذلك يتبجحوا متفاخرين بما يجنوه في وسائل الاعلام

بسبب هؤلاء النكبات صار اليمني مُتعب ماليا ومنهك جسديا ونفسياً مشردفي وطنه وخارج وطنه ،حزين حين يرى وطنه الجميل يتناهشه الاشباح والاوباش

حزين حين يرى وطنه جميل ولا يستطيع ان يتمتع بجمال هذا الوطن وثرواته الهائلة الكبيرة

وحقيقة فأن اليمن هو ألاغنى بالثروات كل الثروات المعدنية والبحرية والسياحية طقوس ومناخات عجيبة هو الاغنى من دول الخليج مجتمعة بل ودول الشرق الاوسط

لكن هذه الثروات لدى مسؤلين رخاص

 

وصمنا العالم كله بالبلد الافقر من اي بلد في العالم

هكذا اراد مسؤلينا اكتساب الوصمة المخجلة المخزية

لا اضن ان لدى أي من حكموا هذا البلد أدنى ضمير اوغيرة

وقيمة اخلاقية

بسبب التعليم التافه المؤدلج اصبح شبابنا على مر قرون وعقود فرائس للحركات الأصولية وفي قبضة القبيلة الأقطاعية الجاهلة

اصبحوا يفتدون الطغاة بأرواحم وشبابهم

يموتون كل ساعة منتحرين وناحرين ليعيش ذاك الطاغية وذاك الشيخ الهرم والسياسي الخائن وهم واولادهم في رفاهية و فسق باذخ وفسادمخيف

تنطلق من صنعاء قبل بزوغ الشمس بسيارة ايجارها 250$ لأنه لا يمكن ان تستاجر باص يستطيع اجتياز الطرقات الوعرة ومثل هذا المبلغ حين تعود من عدن من رحلة الغرض منها الترويج لبلدك بالصورة والكلمة وانت تبكي من اعماقك عندما تقول للحضور الخارجي

يا أيها العالم بلدي اليمن بلد عظيم

شوفوا الصور

تنسى انك ارهقت ودفعت مال مُبالغ فيه وابتزوك في النقاط الكثير ة جدا عند هؤلاء واولائك ، تخجل وتحزن عندما تشتري حريتك بمال هو بسيط لهذه النقطة او تلك

تشاهد أعلام وشعارات متعددة ليس لها علاقة بوطنك مرفوعة فوق اعمدة في المدن والطرقات

وجدران ملطخة في كل مكان تمربه

حتى في مجاري السيول والصرف الصحي مزينة بتلك الاعلام والشعارات

جنون وهوس وفراغ عقلي وسلوك شارد وبشر مغيبون تماما عن حياة العصر

جنود اطفال ( بشباشب ) وثياب نصفها عسكري ونصفها مدني مهلهل رث وشعر منكوش لا يعرف الماء منذ شهور ويمكن اعوام

وجوه منتفخة بالقات

القات القات القات هو سبب هذا الجرم االذي أرتكب في حق هؤلاء الجنود الاطفال الى جانب تعبئتهم بما يريده لهم قادة الفصائل

هنا وهناك نفس النمط ونفس السلوك والاعمار ونفس الشعارات ونفس البنادق التي تعلو طول حاملها

تتلقى أسئلة تدمي القلب

من أي منطقة انت خصوصا لدى جنود الطرف الحركي ا لاخر

اين مسافر

اين التذكرة والجواز

يا الله كم هذه الاسئلة جارحة وطاعنة في الضمير ومثيرة للتقزز والاعصاب والقولون العصبي

تصل عدن تتنفس الصعداء بعد رحلة فيها كل هذا الغثاء ، تدخل الفندق تجد في صالة الاستقبال بدائل عن البروشورات الترويجية السياحية المعمول بها عالميا وملزمة لاصاحب الفنادق

تجد كُتب مفروشة على طاولة الاستقبال

ل سيد قطب

القرضاوي

الزنداني

ابو الاعلى المودودي

الشعراوي

محمد عبد الوهاب

تدخل الغرفة وامامك مصحف كبير السور والايات القرأنية اقل بكثير من التفسير في الهامش الكبير

وسجادة وبوستر عريض طويل يشير لأتجاه القبلة

 لا خدمات تذكر سوى سرير رائحته من رائحة من سكن قبلك

هذا فندق فندق يا ناس يجب ان يجد السائح الخارجي والزائر المحلي ادلّة لأهم المعالم والشواطئ التي تتمتع بها عدن وتتفرد عن غيرها بروعة شطأنها ومأثرها ومناخها

ومنتجعاتاها الطبيعية التي تجعل السائح والزائر يصرف فلوس اكثر لتتعزز موار د الدولة بالعملة الصعبة

تتجه للمطار تجد ما حدث لك في النقاط البرية اضافة الى الانتظار الطويل للطائرة

وحين تصل بعد موعد وصولها بكثير

الطائرة التي لا تبيت في مطارها الوطني (ممنوعة من المبيت في مطارها)  يفرغ عفش الواصلين

واثناءه تشاهد حريقا قريبا من الطائرة شب على بعد امتار من الطائرة التي ستقلك الى القاهرة او عمّان

تتسائل عن ذلك الحريق بهلع

يجيبك احدهم

هو حريق صهريج ديزل ما يضر

من هذا السخف والاهمال واللا مبالاة يجيك البول

تذهب مسرعا للحمام من فتحتين فقط للرجال

وسخ

إلا من صابون غسيل ثياب مسكوب في المكان المخصص للشامبو والصابون المتعارف عليه في مطارات العالم وحتى مطارات الدول التي نطلق عليها فقيرة

بينما نحن الافقر (

العمى بعيونكم )

لا تكييف في صالة المغادرة او الوصول

 تصعد للطائر بعد موعد صعودك حسب التذكرة بساعات بقلق كثير تجلس على مقعدك بانتظار الاقلاع

انت ترانزيت في مطار القاهرة ويجب ان تلحق الطائرة المصرية التي ستقلك الى بيروت بعد وصولك المحدد في التذكرة على الطيران المصري  

 ينبهنا قائد الطائرة اليمنية اومساعده بالمياكرفون نعتذر للاخوة المسافرين عن الاقلاع في الوقت المحدد لنا سنبقى في الطائرة حتى يأذن لنا التحالف العربي بالاقلاع لمدة ساعة او ساعتين لا ندري

جن جنوني انا بالذات لأنها المرة الثانية خلال عام واحد وبسبب مواعيد اليمنية الملخبطة ادفع للطيرا المصري مبلغ مأة وعشرون دولار لتخلفي عن رحلتي الى بيروت

لا تعتذر اليمنية لاي مسافر ترانزيت عن افعالها

تضطر للمبيت في فندق قريب من مطار القاهرة بمبلغ ماة دولار في انتظار رحلتك القادمة فجر اليوم التالي

أأكد لنفسي ولكم اصدقائي اني مسحت الخارطة اليمنية بجهد ومال ووقت كي ادوّن مفاتن بلادي وعدن بالذات فانا مهتم بها منذ عام1975م وثقت كل ما فيها من جمال

حارات منازل شوارع شطأن معالم اثرية تراث غنائي وادبي ازيا موانئ اشخاص حدائق ومجسمات ولحقني ابنائي امين وزرياب

وقد نشرنا بعضا من اعمالهما مع اعمالي

عدن التي كنت احزن كلما حان وقرب وقت مغادرتي لها

صرت اخاف الخروج من الفندق بأنتظار مغادرتي لها ذهابا وايابا

وهي للان اربع مرات خلال الحرب لم اغادر الفندق الا حين اذهب للمطار اوللسيارة التي ستقلني الى صنعاء

لأسباب كثير

منها مظاهر السلاح المنفلت

الدقون والاثواب القصيرة واصوات الرصاص الموتواصل

والمبالغة في الخطب الواعضة باصوات عالية

عدم النظافة وكثرة البلاليع

الخوف والاسعار المرتفعة المبالغ فيها للمواد الغذائية

واقبح من كل ذلك طبعا عند البعض وليسى الكل الفرز المناطقي والمذهبي اللعين

كتبه/ الفنان عبدالرحمن الغابري الصور بعدسته