في يومهم العالمي.. أعباء إضافية على “مرضى السكري”

منذ 3 سنوات

مطلع كل شهر يذهب عبدالله الشميري (67 عامًا) إلى المستشفى الجمهوري بتعز، لاستلام علاجات السكري المقررة له، أحيانًا يجدها، لكنه في أحايين كثيرة يعود من المستشفى خاوي اليدين، فيضطر لشرائها من الصيدليات الخارجية بأسعار باهظة

منذ ثلاث سنوات والشميري يستخدم علاجاتٍ خاصةً بعد تشخيصه من قبل الأطباء بأنه يعاني من مرض السكري، وفي ظل انقطاع الرواتب تضاعفت معاناة الشميري الذي يسعى للحصول على العلاجات التي تقدم بدعم من منظمات أجنبية

يقول الشميري لـ”المشاهد”: “أنا إنسان عجوز وأظل أجري كل شهر من أجل أحصل على العلاجات، وشهر نحصلها وشهرين لا، نجي لعندهم ويقولوا لنا ارجعوا الأسبوع القادم، ونجي بعد أسبوع وما نحصل العلاجات، ونرجع نتسلف وندبر المبلغ ونشتري العلاجات من الصيدليات”

ويعد مرض السكري من أكثر الأمراض انتشارًا في اليمن، إذ تزايد عدد المصابين بالسكري، خصوصًا بين فئة كبار السن؛ نتيجة عدد من العوامل، بما فيها الفقر وانقطاع الرواتب، والتي تعد من أبرز أسباب تزايد المرض وانتشاره، في ظل انعدام الخدمات الصحية المطلوب توفرها للمرضى، وانعدام الرؤى والسياسات التي من شأنها أن تحد من انتشار المرض

الدكتور أنور العزب يقول لـ”المشاهد”: “إن عدد المصابين بالسكري في اليمن قد يصل إلى حدود مليون إلى مليون ونصف مصاب، بالإضافة إلى احتمال أن يكون 50٪ من هؤلاء حالات غير مشخصة”

ويشير العزب إلى أن من أسباب انتشار السكري مؤخرًا في اليمن، التحول لنمط التغذية الغربي، وانخفاض النشاط الجسدي، والركون للراحة، كما أن من ضمن أسباب انتشار السكري -بالذات النوع المخفي منه- نقص الوعي بأهمية الاكتشاف المبكر للسكري، وغياب الفعاليات التوعوية للحد منه”

ويلفت إلى أن الجهود الحكومية في الحد من السكري تكاد تكون منعدمة، ولم تقدم السلطات، سواءً في مناطق سيطرة الحوثيين أو مناطق سيطرة الحكومة، أي جهود تذكر لمواجهة السكري والحد منه، سواءً في الجانب التشخيصي أو الإجراءات العلاجية للمرضى

وفي هذا الصدد، فإن على الحكومة أن تعمل على الحد من السكري ومضاعفاته بإنشاء مراكز متخصصة لعلاج مرضى السكري، وتقديم الخدمات الطبية لهم مجانًا، نظرًا للأعباء المالية التي يتحملها المرضى؛ مما قد تكون سببًا في زيادة المرض، كما عليها أن تولي التعليم اهتمامها، أي تعليم المرضى بطريقة تعاملهم مع المرض، إذ إن التثقيف والتعليم يعتبر مفتاح العلاج

وعن الدور المجتمعي في مواجهة مرض السكري، يقول العزب إن منظمة الصحة العالمية أولت اهتمامًا خاصًا بالمشاركة المجتمعية للحد من السكري ومضاعفاته، ولذا فإنها تدعو المنظمات المجتمعية للمشاركة الفعالة والمساهمة في رفع مستوى الوعي بالسكري ومخاطره عن طريق إقامة الندوات والدورات التثقيفية في كيفية الوقاية منه ومن مخاطره ومعرفة أسبابه

وتتضاعف معاناة مرضى السكري في ظل ارتفاع أسعار الأدوية الخاصة به، بالتزامن مع الوضع المعيشي لليمنيين في ظل الحصار الذي فرضته الحرب المندلعة في البلاد منذ ما يقرب ثماني سنوات، وما ترتب عليها من انهيار العملة وانقطاع الرواتب وتدني الأجور وانعدام فرص العمل، وهي عوامل ضاعفت من زيادة عدد المرضى بالسكري

وكشفت دراسة نشرتها الجمعية اليمنية لداء السكري، أن مرضى السكري يمثلون نحو 9% من السكان في اليمن

وكان وزير الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، طه المتوكل، قال خلال المؤتمر السنوي للجمعية اليمنية للسكري، إنه “خلال 7 سنوات من الحرب والحصار ارتفعت أعداد المصابين بالسكري إلى نحو مليون مصاب”

وتواصل “المشاهد” مع الجهات الرسمية ممثلة بقيادة وزارة الصحة في الحكومة المعترف بها دوليًا، وبمدير المركز الوطني للسكري بعدن، ومدير عام البرنامج الوطني للإمداد الدوائي، دون أن نستطيع الحصول منهم على أي تصريحات أو معلومات بهذا الشأن

ليصلك كل جديد