فيصل المجيدي : الزينبيات… الذراع الأنثوية للبطش الحوثي
منذ 4 ساعات
فيصل المجيدي بين جدران المعتقلات والسجون السري والأقبية الظلامية ، تتكشف فصول مرعبة عن فرقة نسائية حوثية تُعرف باسم الزينبيات، تقودها شخصيات من صلب الأسرة الحوثية، وتؤدي أدوارًا قمعية واستخبارية تجاوزت حدود التصور الإنساني
وحدة نسائية أمنية ضمن أجهزة القمع الحوثيةبحسب تقرير فريق الخبراء المعني باليمن المرفوع إلى مجلس الأمن الدولي بتاريخ 15 أكتوبر 2025، فإن “الزينبيات” هي وحدة نسائية منظمة ضمن جهازي الأمن والاستخبارات وداخل قطاع أمن ومخابرات الشرطة التابع لوزارة الداخلية القائمة بحكم الأمر الواقع في صنعاء
وتساند هذه الوحدة أجهزة الأمن الحوثية في تنفيذ مهامّ حساسة تشمل الشرطة، الاختبارات، إدارة السجون، والتجنيد، ما يجعلها جزءا مكمّلا للبنية الأمنية والعقائدية للجماعة
التدريب والتأهيل الأمني والاستخباراتييوضح التقرير أن عناصر الزينبيات يتلقين تدريبًا على أنشطة الاستخبارات والمراقبة والتعامل مع الحشود، إلى جانب تفتيش المنازل والنساء، والمشاركة في جهود تجنيد الأطفال والنساء في الأنشطة الدعائية والعسكرية
ويرى مراقبون أن هذه الوحدة جرى تصميمها لتكون “شرطة عقائدية نسائية”، تُنفّذ أوامر القيادة دون مساءلة، وتؤمّن الغطاء الشرعي لممارسات تنتهك أبسط القوانين الإنسانية
أدوات القمع والعنف المباشر ضد النساءالفقرة (39) من التقرير تشير بوضوح إلى أن عناصر الزينبيات يستخدمن أجهزة الصعق الكهربائي ضد النساء أثناء المظاهرات أو في أماكن الاحتجاز، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني
ويؤكد التقرير أن من يقود هذه الوحدة هما فاطمة الحوثي – شقيقة علي حسين الحوثي – وفاطمة الحمران، وهما تشرفان مباشرة على العمليات الميدانية، الأمر الذي يُظهر الطابع المركزي للعائلة الحوثية في إدارة أدوات القمع، حتى داخل البنية النسائية
العنف الجنسي والاسترقاق… فصول مرعبةتحت البند السادس من التقرير، المعنون بـ “الأفعال التي تنتهك القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان”، وتحديدًا الفقرات 145 إلى 149 (الصفحات 34–36)، يسرد فريق الخبراء تفاصيل مروّعة عن العنف الجنسي والجنساني المرتبط بوحدة الزينبيات: • الفقرة 145: تقارير عن تجريد فتيات قريبات المحتجزين من ملابسهن أمام ذويهن لكسر معنويات المعارضين
• الفقرة 146: تؤكد أن الزينبيات يقمن بتحميم النساء والفتيات المحتجزات وتسليمهن إلى عناصر حوثية لاغتصابهن، في ممارسات وُصفت بأنها “استرقاق جنسي” تحت غطاء “التطهير الروحي”
وهنا يورد التقرير أن الزينبيات يخدعن الضحايا بوعود زائفة مستندات إلى الأيديولوجية الحوثية، فيخبرن المعتدى عليهن بأن ما يجري هو “تطهير لأرواحهن”، وأن الزواج من أحد أبناء آل البيت سيعيد إليهن شرفهن — لتصبح الجريمة مزيجًا من الاستغلال العقائدي والاغتصاب الممنهج تحت ستار ديني مزيف
والأدهى من ذلك أن من لم ترضى الذئب الحوثي وتظهر السعادة اثناء الاعتداء عليها يكون مصيرها العذاب المهين على أيدي الزيبنيات • الفقرة 147: تشير إلى تجنيد الضحايا بعد الاعتداء عليهن كمخبرات لصالح الجماعة، واستخدام أخريات في تلفيق تهم أخلاقية ضد خصوم الحوثيين
• الفقرة 148: تسجل حالة استرقاق جنسي لامرأة في صنعاء عام 2025 واغتصاب متكرر لطبيبة عام 2022 بعد إجبارها على معالجة مقاتلين
• الفقرة 149: تشير إلى أن أطفالًا وُلدوا في المعتقلات نتيجة الاغتصاب، ثم فُصلوا عن أمهاتهم لاحقًا ليُربّوا ضمن مؤسسات تتبع الجماعة
أيديولوجيا العنف المقدستكشف التقارير الحقوقية (منها تقارير هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية) عن استمرار استغلال الحوثيين للنساء في أعمال القمع والابتزاز والرقابة المجتمعية
في المقابل، تغلف الجماعة هذه الانتهاكات بخطاب ديني زائف يربط الطاعة العمياء بـ“الولاية”، ويمنح المجرمين غطاءً من القداسة، بينما تُسحق النساء تحت رايات الخديعة العقائدية
نداء للعدالة الدوليةما ورد في تقرير مجلس الأمن الدولي (15 أكتوبر 2025) لا يترك مجالًا للشك:فرقة الزينبيات تمثل الوجه الأنثوي لعقيدة القمع الحوثية، وتتحمل مسؤولية مباشرة عن جرائم ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
إنها ليست مجرد “شرطة نسائية”، بل ميليشيا عقائدية مدربة على الإرهاب النفسي والجسدي بحق النساء، بإشراف مباشر من قيادات حوثية تنتمي للأسرة الحاكمة
إن واجب المجتمع الدولي ومجلس الأمن أن يتعامل مع هذه الجرائم بوصفها جرائم حرب نسقية وممنهجة تستوجب الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأن تُدرج القيادات النسائية المتورطة- إلى جانب قيادات الحوثي السياسية والعسكرية- في قوائم العقوبات الدولية
فالسكوت عن هذه الفظائع يعني المشاركة في استمرارها، والعدالة المتأخرة ليست إلا ظلًا للظلم ذاته