قديم جديد.. الإمامة و القبيلة

منذ 2 سنوات

الإمامة و القبيلة كلاهما يعيش متطفلاً على الآخر حيث تمثل القبيلة العصا الغليظة التي تضرب بها الإمامة على رؤوس معارضيها ومناوئيها فيما تمثل الإمامة للقبيلة مظلة للغزو والنهب والفيد، كانت ولا زالت هذه هي العلاقة المتبادلة بين الإمامة الكهنوتية والقبيلة الجبروتية، ولعل قبيلة حاشد كانت الحصن الحصين والدرع المنيع للإمامة حتى انقلبت الأولى على الأخيرة بقيادة الشيخين حميد وحسين الأحمر عندما تخليا عن الإمام يحيى حميد الدين بعد انتقاله للعيش في صنعاء عقب خروج العثمانيين وتركه منطقة (الخمري) معقل آل الأحمر ومركز قبيلة حاشد وهي التي عاش فيها أبوه الإمام المنصور محمد حميد الدين (أول أئمة آل حميد الدين) من يوم تنصيبه إماماً إلى يوم وفاته حيث بقي هناك في حمى قبيلة حاشد وكبير مشائخها الشيخ مبخوت بن ناصر الأحمر جد الشيخ عبدالله

عندما توفي الإمام المنصور محمد حميد الدين رأى غالبية علماء المذهب تنصيب العلامة محمد شرف الدين إماماً (وهو نجل الإمام الهادي شرف الدين الذي أوصى بالإمامة لمحمد حميد الدين) كون يحيى حميد الدين يفتقد شرطاً من شروط الإمامة وهو شرط (الكرم) حيث كان يوصف بالبخل الشديد، وهنا أسدت القبيلة معروفها الجديد لآل حميد الدين، حيث أغرى الإمام يحيى الشيخ مبخوت بن ناصر الأحمر بالمال وأمره أن يرجح كفته إذا انقسم الناس، وفعلا انقسم أهل الحل والعقد إلى فريقين متساويين نصفه يرى الإمامة في يحيى والنصف الآخر يراها في ابن شرف الدين وكان إلى جانب بن شرف الدين أبرز علماء المذهب (الثلاثة الكبار) القاضي الشماحي والقاضي اليدومي والقاضي الكبسي، وهنا جاء دور القبيلة ممثلة في الشيخ مبخوت حيث نهض ملوحاً بعصاه قائلاً قولته الشهيرة : إمامنا سيدي يحيى

لولا إغراق القبيلة في غياهب الجهل لما وجدت الإمامة الجديدة متمثلة في حركة الحوثي والهاشمية السياسية طريقاً إلى عمران ومن ثم إلى صنعاء بهذه السهولة، لكن وزر القبيلة وتجهيلها يتحمله شيوخها الذين كانوا أول ضحايا إهمالهم لقبائلتهم ولم يكونوا بمستوى المسؤولية التي حملوها