قعطبة: غضب شعبي بسبب قرار تعيين
منذ 5 ساعات
الضالع- عبدالرقيب اليعيسيفي مشهدٍ يعكس حالة غليانٍ شعبي وصلت إلى ذروتها، احتشد العديد من أبناء مديرية قعطبة محافظة الضالع، في وقفةٍ احتجاجيةٍ حاشدة، صباح يوم الأحد، 19 أكتوبر 2025
لم تكن هذه الوقفة مجرد رد فعلٍ عابر، بل تجسيدًا لسنواتٍ من الشعور بالتهميش والإقصاء
شعور فجّره قرار محافظ الضالع الذي أشعل فتيل الغضب؛ عقب تعيين مدير جديد لمكتب الأشغال العامة والطرق من خارج المديرية بعد وفاة المدير السابق هشام السيد
وهو ما اعتبره الأهالي فصلًا جديدًا في مسلسل “احتكار المناصب” وحرمان كفاءات المديرية، التي تستحق إدارة شؤون منطقتها
بدأت الأزمة عقب وفاة مدير الأشغال السابق
بعدها أصدر مدير عام مديرية قعطبة، بكر الشاعري، قرارًا بتكليف المهندس عزالدين الهذالي؛ لإدارة شؤون المكتب بشكلٍ مؤقت، وهو من الكفاءات الشابة في المديرية، ويحمل شهادة الماجستير ومشهود له بالنزاهة
لكن هذا الإجراء المحلي اصطدم بقرار مركزي من محافظ الضالع، اللواء علي مقبل صالح، الذي رفض الهذالي، وعيّن بديلًا عنه شخصيةً أخرى من خارج مديرية قعطبة للمنصب ذاته
هذا التضارب لم يُقرأ في قعطبة كإجراء إداري روتيني، بل كرسالةٍ واضحةٍ بتجاوز السلطة المحلية وتهميش إرادة أبناء المديرية
وصدرت عن الوقفة الاحتجاجية بيانات وصفتْ قرار المحافظة بـ”الجائر” و”الانتقاص من مكانة المديرية وتضحيات أبنائها البطولية في مواجهة جماعة الحوثي”
محذرةً من أن مثل هذه القرارات “تهدد النسيج الاجتماعي وتُغذّي الصراعات المناطقية”، وطالبتْ بإلغاء القرار وتثبيت المهندس الهذالي
وتعزيزًا للموقف المحلي، عقد المكتب التنفيذي والهيئة الإدارية للمجلس المحلي بمديرية قعطبة اجتماعًا استثنائيًا صباح الأحد 19 أكتوبر 2025، برئاسة مدير عام المديرية، وأيّد تكليف المهندس الهذالي، رافضًا قرار المحافظ بشكل مؤسسي
قضية منصب مدير الأشغال لم تكن سوى “القشة التي قصمت ظهر البعير”
وتقع المديرية على خط تماسٍ مباشر مع مناطق سيطرة الحوثيين، وقدم أبناؤها تضحياتٍ جسيمة بالمال والأرواح لحماية الضالع والجنوب، كما يقولون
ورغم هذا الدور، يشعر الأهالي بأن مديريتهم تُعامَل من الضالع والمجلس الانتقالي كـ”حديقةٍ خلفية” أو “منطقة رمادية” تفصل بين الجنوب والشمال، تُقدَّم في الصفوف الأمامية للتضحية وتُنسى عند توزيع المشاريع والمناصب
الناشط سهيل الهادي يقول على منشور بـ”الفيسبوك”: إن “سنواتٍ من القحط تعيشها المديرية
لا ماء متوفر، ولا مشاريع صرف صحي موجودة، والأسفلت دُمّر بعد فتح الطريق دون أي صيانة”
ويُشير إلى مشاريع حيوية متوقفة، كالمستشفى المقدم من الصين والمجمع التربوي، كانت لتخفف من معاناة السكان إذا اهتمت المحافظة بها كما اهتمت بالضالع
وتتضاعف المرارة حين يرى أبناء قعطبة أن المناصب الإدارية الرئيسية تذهب إلى شخصياتٍ من خارجها، بينما تزخر المديرية بالكفاءات المؤهلة
وتداول ناشطون قوائم تُظهر أن مناصب حسّاسة كمدير عام المديرية، ورئيس المحكمة، ووكيل النيابة، ومديري مكاتب الصحة والأحوال المدنية وغيرها من المناصب يشغلها أشخاص من خارج قعطبة وغالبًا ما يكونون من الضالع
ويُعلق المواطن محمد منصور بمرارة: “عدموا الرجال بقعطبة؟ هربنا من ظلم الزيود -المحافظات الشمالية- إلى جور الضالع”، في إشارةٍ إلى أن الاحتكار الزيدي والضالعي وجهان لعملةٍ واحدة
ولا يقتصر نقد أهالي المديرية على سلطة محافظة الضالع، بل طال القيادات المحلية بالمديرية
حيث شنّ القيادي في مقاومة مريس، توفيق الشعفلي، هجومًا لاذعًا على القيادات المحلية، وعبّر في منشور له عن استياء أبناء مريس من القيادة العسكرية والأمنية بالمديرية
وقال إنهم “أسوأ نخبة سياسية وعسكرية وحزبية تصدرت المشهد في قعطبة ومريس”
وأضاف: “لا حافظوا على مكتسبات الأبطال، ولا خدموا المنطقة
مجرد شقاة ودراويش همّهم مصالحهم الشخصية، وتذهب حقوق المنطقة وتضحياتها إلى الجحيم”، في إشارةٍ لقيادات مريس وقعطبة
الناشط فضل الجلال يتفق معه، ويضيف: “رجالنا صمدوا في الجبهات بلا رواتب، أول من تصدى للحوثي هم أبناء مريس وقعطبة، ومع ذلك ضاعت حقوقنا، وقياداتنا راقدة”، بحسب وصفه
وقال: “إن على المجلس الانتقالي أن ينظر لمصلحة مريس وقعطبة، ويوضح أن مريس ما حصلت على شيء سوى تفاحيط الطقوم والمصفحات في المديرية”، حد تعبيره
ويلفت سهيل الهادي إلى إن تذبذب المواقف من الناشطين بين مؤيدٍ ومعارض لقرارات المدير العام يعكس ضعف التنسيق وغياب رؤيةٍ ثابتةٍ لخدمة الصالح العام، وأن على الجميع الالتحام في صفٍ واحد لخدمة المصلحة العامة
وجّه المحتجون نداءاتٍ مباشرة إلى القيادة العليا، ممثلةً برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء عيدروس الزبيدي، وإلى محافظ الضالع
مطالبين بإنهاء سياسة الإقصاء، واحترام خصوصية المديرية، وتمكين أبنائها من إدارة شؤونهم وفق قانون السلطة المحلية
وينادي الناشط محمد المريسي بعدم تقبل تهميش قعطبة وإقصاء كوادرها بعد اليوم، فقعطبة واحدة، حقوقها مشروعة، ونقف خلف المهندس عزالدين الهذالي
كثيرون يعتبرون أن وقفة أبناء قعطبة شكلت علامةً فارقة، عبّرت عن غضبٍ شعبي متراكم ورفض للإقصاء الإداري المتكرر من سلطة الضالع
كما ينظرون إليها رسالةً واضحة بأن قعطبة لن تقبل أن تُدار من خارجها، ولن تتنازل عن حقوق أبنائها وتضحياتهم
بل يعبر بعض مواطنيها أنهم مثلما قاوموا وقاتلوا الحوثي سيقاومون أي مشروعٍ يسلبهم حقوقهم الأساسية في مديريتهم، أو يُهدر نضالاتهم وتضحياتهم في الحرب
ومن هذا الحراك الأخير تترقب المديرية رد السلطات العليا، بخصوص تعيين ابن المديرية أو تعيين ضالعي
ويظل السؤال مطروحًا: هل ستستجيب السلطة لمطالب أبناء قعطبة، أم أن النزيف الاجتماعي والسياسي سيستمر؟
ما رأيك بهذا الخبر؟سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع
يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة
بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail
comليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير