قيادة الأطفال للمركبات.. ظاهرة خطيرة تنتشر في تعز
منذ سنة
ازدادت في السنوات الأخيرة ظاهرة قيادة الأطفال والقاصرين للمركبات بمختلف أنواعها، في مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية
ينطلق محمد العامري ذو الـ14 عامًا، بشكل يومي، إلى سوق نجد قسيم، من أجل نقل الركاب من وإلى مدينة تعز، عبر باص دايو يمتلكه
ويقول العامري لـ”المشاهد” إنه يعمل في القيادة بشكل مستقل، منذ 8 أشهر، بعد أن كان يرافق والده أثناء القيادة، والذي قام بتعليمه حتى أصبح يتقنها، الشيء الذي جعل والده يشتري له باصًا آخر لمساعدته في توفير الاحتياجات المادية لأسرته، حد تعبيره
يقول مدير شرطة السير في تعز عبدالله راجح، في حديثه لـ”المشاهد”، إن قيادة الطفل للمركبات هي مخالفة للقانون، ولا يُسمح للقيادة لمن هم تحت السن القانونية (18 عامًا)، ولا يُصدر لهم رخصة قيادة
ويصف راجح هذه الظاهرة بالخطيرة، وأحد الأسباب الرئيسية للحوادث، مؤكدًا أن شرطة المرور تعمل جاهدة للحد منها بكل الإمكانيات المتاحة، وتم توقيف عدد من القاصرين الذين يقودون المركبات في مدينة تعز، ويتم استدعاء أولياء أمورهم، وعمل غرامات والتزامات عليهم
يحمل راجح أولياء الأمور من الآباء والأمهات المسؤولية الأكبر، حيث لا يوجد لديهم أية مراعاة لجوانب الطفولة، ولديهم إهمال ولامبالاة بشكل كبير، حد تعبيره
ويشير إلى أن هناك قصورًا في الوعي بمخاطر هذه الظاهرة، والأمر بحاجة إلى تكاتف الجهود من الجميع، ونشر التثقيف والتوعية بمختلف وسائل الإعلام للحد منها
ويشكو السائق عمر عبدالملك الذي يعمل على أحد باصات الأجرة في مدينة تعز، من قيادة الأطفال للباصات والدراجات النارية، إذ إن أغلب الحوادث والمشاكل والمرورية تأتي بسببهم، حسب تعبيره
ويقول عبدالملك لـ”المشاهد” إن المراهقين والأطفال ليس لديهم معرفة بقوانين السير، ويغلب الطيش والتهور على قيادتهم، ويفتقرون للذوق العام، خصوصًا سائقي الدراجات النارية، الأمر الذي يثير استياء السائقين
ويوضح أن الطفل لا يستطيع التحكم والتعامل مع المواقف الصعبة والطارئة، بالإضافة إلى أن قدراته البدنية والذهنية لا تؤهله لذلك، فيجب على إدارة المرور العمل بجدية أكبر لمنع الأطفال من القيادة
يتعرض الطفل الذي يقود المركبات لأضرار نفسية، منها اضطراب الشخصية التي تكون في طور التكوين والنمو النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى تعرضه للصدمات النفسية التي من الممكن أن تؤثر عليه مستقبلًا، بحسب الأخصائية النفسية بشرى العريقي
وتوضح العريقي في حديثها لـ”المشاهد”، أن عمل الطفل في قيادة المركبات يحرمه من عيش مرحلة عمرية مهمة يحتاج فيها للعب والتعليم، وليس تحمل المسؤولية
وتشير إلى أن هذه الظاهرة تزداد يومًا بعد يوم، وبالأخص في الموسم الدراسي، ويعود سببها إلى تملص الأهالي من تحمل المسؤولية في الظروف المادية التي يعيشها البلد، من دون إدراك للمخاطر
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير