كبار السن.. ضحايا المنشطات الجنسية
منذ 2 سنوات
اقترب علي منصر ، 75 عامًا، (اسم مستعار) من إحدى الصيدليات بأمانة العاصمة، ودخل بمساعدة العكاز، لكي يتحدث مع الصيدلي عن الدواء الذي يريده
أخرج غلافًا لدواء، وطلب من الصيدلي إعطاءه نفس المنتج
بصوت منخفض، رد الصيدلي: “لا يوجد نفس هذا العلاج تمامًا، ولكن لدينا بديلًا آخر”
رفض منصر شراء البديل، وخرج من الصيدلية، وتوجه إلى مكان آخر، بحثًا عما يريد
لم يكن يبحث عن دواء للضغط أو السكر ي أو لمشاكل في القلب أو المعدة
كان فقط يريد منشطًا جنسيًا
في حديثه لـ”المشاهد”، يقول الصيدلي: “أكثر من يقبل على شراء هذه المنشطات هم كبار السن
لا توجد موانع أو عقوبات لبيع هذه المنشطات
فإذا امتنعت أنا عن بيعها لكبار السن، فهناك الكثير من الصيادلة يبيعونها كأي علاج آخر”
يقول أطباء في صنعاء إن الاستخدام العشوائي للمنشطات الجنسية يتسبب بأضرار خطيرة على صحة المستهلكين، لا سيما كبار السن الذين يحاولون تقوية أدائهم الجنسي، متجاهلين العواقب الصحية الناجمة عن استخدام الحبوب المنشطة
الدكتور خالد الوافي، طبيب عام في مستشفى بصنعاء، يؤكد تسجيل حالات وفاة متعددة لكبار السن، نتيجة استخدامهم للمنشطات الجنسية التي يكون لها أثر قاتل، بخاصة على أولئك الذين يعانون من أمراض القلب والضغط والكبد والسكري وبعض الأمراض المزمنة
ر
ع
س، 65 عامًا، كان يتمتع بكامل صحته قبل عامين، وبعد أن تزوج الثانية التي بعمر ابنته، بدت عليه عوامل الضعف والتعب، بحسب أحد أقاربه الذي يقول لـ”المشاهد”: “كان (ر
ع
س) يستخدم منشطات جنسية بإفراط، فأثرت عليه مع مرور الوقت، فتوقف عن العمل، وأصيب بالسكر والروماتيزم
اليوم، يستخدم علاجات بدلًا عن المنشطات”
يشير الوافي إلى أن بعض مستخدمي المنشطات الجنسية يتعرضون لجلطات دماغية وقلبية، وقد يتم تداركها إذا حصل المريض على العناية الصحية المناسبة في الوقت الملائم
ويضيف: “يضطر المسنون الذين يتزوجون نساء تصغرهم بسنوات كثيرة، إلى استخدام المنشطات الجنسية دون استشارة الطبيب، وهذا يعرض صحتهم وحياتهم للخطر”
وصلت عقاقير متنوعة إلى اليمن عبر طرق تهريب مختلفة طوال سنوات الصراع الذي اندلع عام 2015، وأصبحت اليمن بيئة مناسبة لترويج تلك الأدوية وتوزيعها في ظل ضعف الرقابة
قال طه المتوكل، وزير الصحة في حكومة صنعاء، في اجتماع له مع تجار الأدوية صنعاء، في سبتمبر2019، إن هناك ما يقارب 20 ألف صنف من الأدوية المهرَّبة والمزوَّرة والمغشوشة غير المسجلة في الهيئة العليا للأدوية
وكانت تلك الأدوية تباع في أكثر من 176 صيدلية في مديرية الوحدة بأمانة العاصمة فقط، بحسب المتوكل
منذ اندلاع الحرب في اليمن، تدهورت الأوضاع الاقتصادية للملايين من اليمنيين، ما دفع بعض الآباء إلى تزويج بناتهم على الميسورين من الرجال مهما كان فارق العمر
تسبب الفقر باتساع ظاهرة الزواج المبكر في ظل استمرار الصراع والأزمة الإنسانية
ر
ع
س، 65 عامًا، كان يتمتع بكامل صحته قبل عامين، وبعد أن تزوج الثانية التي بعمر ابنته، بدت عليه عوامل الضعف والتعب، بحسب أحد أقاربه الذي يقول لـ”المشاهد”: “كان (ر
ع
س) يستخدم منشطات جنسية بإفراط، فأثرت عليه مع مرور الوقت، فتوقف عن العمل، وأصيب بالسكر والروماتيزم
اليوم، يستخدم علاجات بدلًا عن المنشطات”
كمال العشبي، أخصائي اجتماعي بصنعاء، يرى أن الضغوط النفسية التي خلفتها الحرب منذ تسع سنوات، دفعت بالكثير من اليمنيين، بمن فيهم كبار السن، إلى استخدام المنشطات الجنسية لاستعادة نشاطهم ولو للحظات
ويضيف: “إدمان شريحة كبيرة من اليمنيين على مضغ القات يؤدي إلى ضعف جنسي، وبالتالي يلجؤون للمنشطات الجنسية، وتتضاعف الخطورة عند كبار السن الذين تكون صحتهم غير مستقرة”
توجد العديد من المنشطات الجنسية المهربة، التي لا تخضع لرقابة الهيئة العليا للادوية، ويتم تسويقها والترويج لها بالسوق المحلية على أنها أعشاب طبيعية
هذه الأصناف هي الأكثر طلبًا، ويتم تعاطيها بجرعات عالية، اعتقادًا بأنها أعشاب آمنة، لكن محتواها بدرجة أساسية من الفياجرا، بحسب صيادلة
تُصنع بعض المنشطات في معامل محلية، ومعظمها يتم جلبها من الخارج عبر منافذ التهريب، ولا تخضع للمعاينة والفحص من قبل وزارة الصحة
يحذر الوافي من مخاطر استخدام هذه المنشطات دون استشارة الطبيب، بخاصة كبار السن، لأنها تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل ضغط الدم المرتفع، ومرض القلب، وداء السكري، وتوقف القلب فجأة والوفاة، مشيرًا إلى أهمية ضبط تداول مثل هذه الأدوية في السوق، وإخضاع بيعها للرقابة، وعدم البيع بدون وصفة
يعتقد منصر أن المنشط الذي يستخدمه آمن، لأنه لم يشعر بضرر صحي في الأيام الماضية
وقد يستمر في استهلاك هذا المنتج لأشهر، لكنه لا يدرك العواقب التي تنتظره جراء استخدام تلك الحبوب المنشطة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير