كساد المانجو.. معاناة مزارعي تهامة

منذ 2 سنوات

الحديدة – الحسين اليزيدي:يقضي السنيدار الأهدل، مزارع بمحافظة الحديدة، أربع سنوات في الاعتناء بشجرة المانجو حتى يستطيع الحصول على الثمار وبيعها في السوق

ينفق أيضًا مبالغ كبيرة عند سقيها أو أثناء استخدام الأسمدة والمبيدات

كل تلك الجهود والنفقات لم تحقق للأهدل الأرباح التي يستحقها

يتحدث الأهدل لـ”المشاهد”، ويقول: “بعد شراء شتلات المانجو وغرسها، يخسر المزارعون عليها مئات الآلاف في السقي أسبوعيًا والأسمدة والمبيدات

يستعين المزارع بأربعة إلى خمسة عمال بالأجر اليومي، لكي يقوموا بسقي الأشجار وجني الثمار وتنظيمها قبل البدء في عملية التسويق

وقد تكون خسائر المزارعين أكثر من أرباحهم عند بيع المحصول”

يشكو مزارعو المانجو في تهامة من ضعف التسويق واستغلال التجار والدلالين، وضعف رقابة الجهات المختصة على تسويق المانجو، الأمر الذي يعرض هذا المنتج للكساد أو البيع بسعر زهيد لا يفي بتكاليف الإنتاج

يقول الأهدل: “نتحمل تكاليف شراء السلات والمواصلات والضرائب التي تصل من 400 إلى 500 ريال على السلة المانجو، للعلم أنه لا يتجاوز سعر السلة المانجو 1500 ريال”

عبده شوعي، مزارع آخر في مديرية الزهرة بالحديدة، يشكو من استغلال واستحواذ التجار والدلالين على سوق المانجو والموز، ويقول لـ”المشاهد”: “نبيع سلة المانجو نوع سوداني للتاجر بسعر 2500 ريال، ويبيعها في صنعاء بسعر سبعة إلى ثمانية آلاف ريال، ونبيع سلة المانجو نوع تيمور بسعر سبعة آلاف وتُباع في صنعاء بسعر يقارب 40 ألفًا”

غياب رقابة الجهات المعنية على السوق أتاح الفرصة للتاجر والدلال للتحكم بزمام الأمور، وأصبح المزارع ضحية االاستغلال والتهميش، بحسب شوعي الذي يقول إن إغلاق منفذ حرض الحدودي تسبب بمنع تصدير الفواكه اليمنية إلى الدول المجاورة

تقدر الهيئة العامة للتنمية الزراعية والريفية عدد أشجار المانجو المزروعة في اليمن بحوالي مليونين و17 ألف شجرة

وكانت اليمن تنتج 400 ألف طن في السنة من المانجو قبل الحرب، لكنها تراجعت بعد اندلاع الصراع وعدم دعم الحكومة للقطاع الزراعي

داود أحمد، المدير التنفيذي لجمعية التحيتا الزراعية، يقول لـ”المشاهد” إن إغلاق منفذ حرض تسبب بخسائر فادحة للمزارعين

ويشير أحمد إلى أن عملية التصدير عبر منفذ حرض كانت تتم خلال يومين إلى دول الخليج، أما حاليًا فتحتاج عملية التصدير إلى 15 يومًا وأكثر عبر منفذ الوديعة، وهذا دفع المزارعين لبيع المنتجات مثل المانجو في السوق المحلية بأسعار زهيدة

يعتقد أحمد أن اتفاق أطراف النزاع، حكومتي صنعاء وعدن، على فتح منفذ حرض الحدودي، سيسهم في التقليل من الخسائر التي يتكبدها مزارعو تهامة

يشرح الأهدل مثالًا عن الخسائر التي يتكبدها المزارع في تهامة، ويقول إن إغلاق منفذ حرض الحدودي تسبب في كساد محاصيله، ودفعه للتقليل من زراعة الفواكه في مزرعته

ويضيف: “اليوم أبيع السلة المانجو بـ1000 إلى 1500 ريال، فيما كنت قبل إغلاق المنفذ أبيع السلة بـ10 آلاف أو أكثر”

عبدالله العلفي، باحث زراعي، يرى أن التوسع العشوائي في زراعة المانجو، وإغلاق منفذ حرض البري الذي كان يعتمد عليه المزارعون والتجار في التصدير، هما من الأسباب الرئيسية في خلق أزمة تسويق وكساد المانجو

لمنع كساد محاصيل المانجو في اليمن، يقترح العلفي الحد من التوسع في زراعة المانجو بشكل عشوائي، وتفعيل مصانع المانجو والعصائر المعلبة، بالإضافة إلى إنشاء جمعيات زراعية تحوي مزارعي المانجو، وتتكفل بتسويق منتجاتهم، بإسناد ومتابعة من هيئة تطوير تهامة

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير