كسر روتين الحياة اليومية في تعز

منذ 2 سنوات

في ظل الرتابة والملل اللذين خيما على كثير من أبناء محافظة تعز (جنوب غرب اليمن)، جراء الحرب والحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي على المحافظة منذ أكثر من ٧ سنوات، بادر ناشطون شباب لكسر حالة الجمود والروتين اليومي من خلال تنفيذ أنشطة تسهم في الترفيه عن سكان المدينة المحاصرة

تمثلت المبادرة بإنشاء نادٍ سياحي ترفيهي “يهدف إلى التخفيف من معاناة المواطنين بتعز، وبالتحديد فئة النشء والشباب، جراء الحرب والحصار اللذين تشهدهما محافظة تعز منذ بدء الحرب عام 2015”

نفذ النادي الذي أطلق عليه اسم “نادي السعادة“، منذ تأسيسه في 10 أكتوبر من العام 2021، عدة رحلات سياحية لعدد من المناطق في محافظة تعز، وعددًا من الأنشطة المصاحبة من أجل الترفيه عن المشاركين، وتعريفهم بأماكن سياحية لم يسبق لهم زيارتها من قبل، بحسب المؤسس والمدير التنفيذي للنادي حفظ الله البذجي

يقول البذجي لـ”المشاهد” إن فكرة تأسيس النادي جاءت من واقع المعاناة التي يشعر بها الناس في محافظة تعز، جراء الحرب والحصار، ومحاولة إخراج الناس من هذه المعاناة، وتنظيم رحلات وأنشطة لتغيير الجو من الروتين الممل الذي خيم على كثير من المواطنين، خصوصًا في ظل عدم توفر أماكن للترفيه داخل المدينة، التي أغلق الكثير منها بسبب الحرب

ويؤكد أنه لمس تفاعلًا كبيرًا من قبل الشباب بتعز للمشاركة في هذه الرحلات والفعاليات الترفيهية التي تقدم لهم بأسعار رمزية، يتعرفون خلالها على أجمل المعالم السياحية في مديريات المحافظة الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية، ومنها منطقتا جبا وأنبيان بمديرية المسراخ، جنوب مدينة تعز، ومنطقة البركاني الأعلى والأسفل في مديرية المعافر، وشجرة الغريب في منطقة دبع بمديرية الشمايتين، ومنطقة ضباب بني حماد بمديرية المواسط، ووادي حنا بمديرية جبل حبشي، ومناطق سياحية بمديرية صبر الموادم، وغيرها من المواقع السياحية

يحرص القائمون على النادي، قبل تنفيذ الرحلات، على الإعداد الجيد للرحلات من خلال اختيار أفضل المواقع السياحية في تعز، والقيام بتفقد هذه الأماكن التي ستتم زيارتها من عدة نواحٍ، أهمها الهدوء والأمان، وتوفر الخدمات فيها، وغيرها من الوسائل التي تضفي على المشاركين جوًا من السعادة والمرح

كما يشمل الإعداد للرحلات التنسيق مع أصحاب المنطقة نفسها لمعرفة طبيعة الأماكن التي سيقيم فيها المشاركون في الرحلات لممارسة أنشطتهم مثل الرياضة التي تشمل ممارسة ألعاب شد الحبل، السباحة والقنص، بالإضافة إلى المشاركة في إعداد وجبات الإفطار والغداء، وغيرها من الأنشطة التي تكسر الملل وتضفي جوًا من المتعة لدى المشاركين، كما يقول البذجي

اقتصر نشاط النادي، في بداية الأمر، على الأصدقاء والشباب المعروفين لدى أعضاء النادي، ومع الوقت بدأت أنشطة النادي تتوسع لتشمل طلاب الجامعات والمدارس والمعاهد

ومؤخرًا بدأ النادي في تنظيم رحلات للفتيات والشابات والعوائل إلى هذه الأماكن

وبحسب البذجي، فإن أنشطة النادي تنفذ على طول أشهر السنة، لكنها تزداد في فصل الصيف مع سقوط الأمطار واخضرار العديد من المناطق السياحية، وجريان الأودية والغيول فيها، كما هو الحال في وادي الضباب بمديرية صبر الموادم، ووادي حنا بمديرية جبل حبشي، ومنطقة العين ببني حماد بمديرية المواسط، جنوب تعز

من الجميل أن يسعى الشخص إلى تغيير روتينه اليومي، ولو مرة كل ٦ أشهر، يقول عبدالرحمن الشميري، أحد المشاركين في رحلات نادي السعادة

ويضيف الشميري الذي يعمل منذ سنوات في برمجة وصيانة الهاتف المحمول، لـ”المشاهد”: “شاركت في رحلة سياحية نفذها نادي السعادة، في أبريل من العام الجاري، الى منطقة جبا بمديرية المسراخ، وانذهلت من جمال الطبيعة فيها، حيث يوجد فيها شلال ومواقع جذب سياحي يجهلها الكثير من أبناء تعز”

لا تقتصر أنشطة النادي على الرحلات فقط، لكنه يعمل أيضًا على التعريف بالمعالم السياحية في محافظة تعز، بالتنسيق مع مكتب السياحة بالمحافظة، إلى جانب تنفيذ أنشطة عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، تهدف إلى نشر ثقافة السلام في المجتمع، بحسب البذجي

ليصلك كل جديد