كل الطرق لا تؤدي إلى «حرض وحيران»

منذ 2 سنوات

حجة – أفراح محمد:بمجرد اندلاع الصراع في اليمن أواخر مارس/ آذار عام 2015، تحولت مدينتا حرض وحيران إلى أطلال، بعد أن كانتا مدينتي جمال وسلام وأمان

صارت المدينتان اليوم أشبه بثكنة عسكرية، و أصبحتا تشكلان خطرًا على مواطنيها، وانقلب الحال في مدينة حرض بعد أن كانت عنوانًا للنشاط الاقتصادي، وموردًا مهمًا لليمن من خلال منفذ الطوال (أهم المنافذ البرية في اليمن)

فيما أُغلق طريقا حرض في 2015، وحيران عام 2017، وعانى الناس في هذه المناطق من معاناة النزوح الذي مازالت تداعياتها ماثلة

طرق بديلة خطرةخلقت الحرب واقعًا غير آمن في مناطق حرض وحيران، وبحسب الإعلامي في مخيمات النازحين بمديرية عبس، في محافظة حجة، أحمد شوك، فإن الطريق الترابية الفرعية هناك لم تعد آمنة، ولا يمكن لأي مواطن العبور منها، وأضحت حكرًا على القوات العسكرية

ويضيف شوك لـ«المشاهد»: “لا توجد طرق بديلة للمواطنين الراغبين بالعودة إلى منازلهم وقراهم، فالطرق مقطوعة تمامًا منذ بداية الصراع في حرض وحيران”

ويشير إلى مخاطر كبيرة في تلك الطرق؛ فالألغام والقنابل العنقودية هي الوحيدة المتواجدة في الطرق البديلة؛ كونها طرقًا فرعية وتمثل ثكنة عسكرية لا يمكن لأي مواطن الدخول لمدينة حرض وحيران عبرها

معاناة مركبةالإعلامي شوك يشير إلى أن معاناة ومتاعب الناس في مدينة حرض بسبب الحرب، أصبحت مركبة، فهناك أيضًا المعاناة في المعيشة بسبب ترك الأراضي الزراعية، كما أن إغلاق منفذ الجمارك تسبب في قطع أرزاق أغلب النازحين، بالإضافة إلى أن التهجير القسري تسبب بآثار نفسية لدى النازحين

ويكمل: أما المعاناة التي يعيشها النازحون في مخيمات مديرية عبس، وتتجاوز حد الوصف، فهم محرومون من أقل الخدمات ومقومات الحياة

ويقول: “النازحون بشكل عام يتمنون العودة إلى ديارهم، وإن كان عبر الطرق البديلة المؤدية إلى حرض وحيران رغم مخاطر تهدد حياتهم”

نزوح نحو المجهول“لم نستطع البقاء هناك”

هكذا بدأ محمد حسين حديثه مع «المشاهد» عن معاناته مع النزوح بسبب إغلاق الطرق

محمد من سكان مدينة حرض، كان يعيش أجمل أيام حياته حينها، لديه منزل وتجارة، لكن الحرب أجبرته على النزوح مع عائلته مهرولًا نحو المجهول، حد وصفه

وبعد خروجه من مدينة حرض، سمع محمد أن منزله والمنازل بجواره قُصفت بطيران التحالف العربي، وأصبحت تلك المدن اليوم مجرد ثكنات عسكرية، وسط ظلام يملأ المكان بعد أن كانت تضج بالحياة المبهجة

أسرة محمد حسين واحدة من آلاف الأسر التي فرّت هاربةً من مدينة حرض إلى مديرية عبس، بلا مأوى ولا مكان محدد يلوذون إليه، فاستقروا مبدئيًا في أحد مخيمات النازحين، تاركين خلفهم قراهم ومنازلهم

يقول محمد: “تركنا خلفنا أعمالنا ومنازلنا

كنا نمتلك منزلين يمرح فيهما الخيل، وها نحن اليوم في خيمة أنا وعائلتي، نعاني التشرد والنزوح وفقدان الحياة الطبيعية التي كنا نعيشها بكل رفاهية”

ويضيف: “يصعب على الإنسان التعود، ولكن الحرب جعلت المواطن يتجرع الألم وهو صامت ليس بيده شيء”

حنين إلى العودةمن جانبه، يقول المواطن خالد علي شوعي: ”نزحنا من حيران عندما اشتد الصراع عام 2017، وحينها تركنا خلفنا كل شيء كنا نمتلكه”

ويضيف لـ«المشاهد» أن الحال ضاق بهم كثيرًا بعد أن أجبرتهم الحرب على النزوح من حيران، متمنيًا العودة إلى منازلهم وأعمالهم

يتحدث شوعي عن الأوضاع السيئة لمعيشتهم في المخيمات، لافتًا إلى افتراشهم الأرض والتحافهم السماء، فالنازحون في المخيمات يعانون من حرارة الشمس، وتدفق السيول على المخيمات حين تهطل الأمطار، بحسب تأكيده

وينوه إلى وجود أمراض نفسية أصابت كثيرًا من النازحين، بسبب تردي الحالة المعيشية داخل المخيمات، وقلة الوعي، وكل هذا بسبب الوضع الذي يعيشه النازح وهو يتكبد ضنك العيش ومرارة التهجير

لسان حال شوعي عبر عنه بلهجته العامية قائلًا: “اللي يتغدى ما يتعشى، واللي يتعشى ما يفطر، والآن النازح يفضل الموت، بعدما وصلت أوضاعه إلى مرحلة لا يمكن وصفها من الجوع والهلاك”

ويختم حديثه: “ظروف قاسية تفاقمت بعد تقليص مساعدات برنامج الغذاء العالمي، وتراجعت أوضاع النازحين في المخيمات من سيئ إلى أسوأ، ضاعفتها أزمة انقطاع المياه داخل المخيمات”

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير