كلية المجتمع في المعافر بتعز… ملاذ طلاب الريف

منذ 7 أشهر

تعز- هائل الفقيهيتخرج الآلاف من طلاب الثانوية العامة كل عام في الريف والمدن في جميع المحافظات اليمنية، ويحلم الكثير منهم بمواصلة تعليمهم الجامعي ودراسة تخصصات جامعية مختلفة

يستطيع طلاب المدن الالتحاق بالتعليم الجامعي بسهولة نظراً لقربهم من الجامعات الحكومية والخاصة، لكن خريجي الثانوية العامة في الريف يجدون أنفسهم عاجزين عن الالتحاق بالجامعة بسبب التحديات المالية وعدم توفر الكليات والمعاهد

بعض المناطق الريفية حصلت على اهتمام الجهات الحكومية من خلال بناء وافتتاح كليات المجتمع، ما مكّن الطلاب من الحصول على فرصة الالتحاق بالتعليم الجامعي

في مديرية المعافر بمحافظة تعز، كان افتتاح كلية المجتمع في منطقة الخيامي بارقة أمل لخريجي الثانوية العامة في ريف المديرية، وأصبح بإمكانهم للطلاب مواصلة دراستهم الجامعية وتحقيق أهدافهم المنشودة، ودراسة تخصصات طبية وتقنية وإدارية متعددة

تأسست كلية المجتمع في المعافر عام 2009، وتعد أول كلية مجتمع حكومية بمحافظة تعز، وفتحت أبوابها لاستقبال أول دفعة من خريجي الثانوية العامة في العام 2011

أهداف تتحققالخريجة من تخصص مساعد طبيب بكلية المجتمع في المعافر، غيداء غالب، تقول لـ”المشاهد”: “تمكنت من تحقيق حلمي بمواصلة تعليمي الجامعي

”تخرجت غيداء في العام 2020، وعملت في أحد المراكز الطبية بسوق النشمة، وتمكنت من تحسين معيشة أسرتها ومساعدة والدها في مصروفات البيت، حد تعبيرها

وتضيف: “لم يكن بمقدوري مواصلة الدراسة في مدينة تعز وتحمل تكاليف السكن ومصروفات الدراسة، وشكل وجود كلية المجتمع بالمعافر خطوة إيجابية وأعاد الأمل لي ولخريجي الثانوية، لا سيما في ظل الأوضاع المادية الصعبة لطلاب الريف

”وتشير غيداء إلى أن العامل المادي ليس وحده من يحول دون مواصلة خريجات الثانوية تعليمهن، بل أن هناك صعوبات متعددة، أبرزها العادات والتقاليد المجتمعية السائدة

تعتقد غيداء أن بعض الآباء في الريف لا يشجعون الفتيات على مواصلة الدراسة بحجج واهية؛ بهدف استغلال الفتيات في العمل، أو تزويجهنّ وتفويت فرصة التعليم عليهن

إقبال كبير وتخصصات جديدةتسعى كلية المجتمع للمساهمة بإنشاء نظام تعليمي مرن، ومواكبة التقنيات الحديثة وتلبية احتياجات سوق العمل عبر تخريج كوادر في التخصصات الطبية والتقنية والإدارية، بحسب نائب عميد الكلية للشؤون الأكاديمية، الدكتور توفيق الثوامي

ويضيف الثوامي لـ«المشاهد»: “تشهد الكلية إقبالًا واسعًا باعتبارها ذات موقع جغرافي يتوسط مديريات الحجرية؛ المواسط، الشمايتين، جبل حبشي، والمعافر، ذات الكثافة السكانية، والإقبال الكبير على التعليم من الجنسين ذكورًا وإناثًا

”تحرص كلية المجتمع في المعافر بتعز على تلبية متطلبات المجتمع، والاستجابة لاحتياجات سوق العمل، من خلال تنويع التخصصات العلمية فيها منذ الوهلة الأولى لتأسيسها

يشير الثوامي إلى أن القائمين على الكلية يدرسون استحداث تخصصات علمية جديدة تواكب المتغيرات، بالإضافة إلى فتح برنامج البكالوريوس لبعض التخصصات العلمية التقنية والمحاسبية

في السنوات القليلة الماضية، استطاعت إدارة كلية المجتمع في المعافر إدخال تخصصات جديدة تتناسب مع احتياجات ومتطلبات المجتمع، ورغبات الطلبة، مثل تخصصات “الأمن السيبراني، وفني الأسنان، والقبالة”

صعوبات تصنعها الحربيرى نائب عميد الكلية لشئون الطلاب، الدكتور جمال الأسودي، أن الحرب أثرت على سير العملية التعليمية بالكلية بشكل كبير، حيث أن نقطاع الموازنة الحكومية، جعل الكلية تعتمد على رسوم الطلاب، في ظل انقطاع معظم المدرسين الموظفين، والاعتماد على التعاقد مع مدرسين جدد

ويضيف الأسودي لـ “المشاهد”: “لا تقتصر معاناتنا على انقطاع الموازنة التشغيلية فحسب، بل عدم وجود مبنى حكومي يتبع الكلية

في العام 2023، اضطررنا إلى نقل مقر الكلية إلى مدرسة 13 يونيو في منطقة النشمة

بعد النقل واجهنا صعوبات بالغة، أبرزها نقص القاعات؛ ما دفعنا إلى استئجار مبنى صغير مكون من 4 قاعات لتغطية نقص القاعات

لكن تلك الصعوبات أثرت سلبًا على سير العملية التعليمية

”يتابع: “طالبنا وما زلنا نطالب وزارة التعليم الفني والجهاز التنفيذي لكليات المجتمع، بتوفير مبنى يتبع الكلية، وطالبنا محافظ تعز ووعدنا ببناء 6 قاعات دراسية بالمعهد التقني في الخيامي، وحتى الآن لم يتم الوفاء بما وعدونا به

”في الوقت الراهن، معظم الكادر التدريسي من المتعاقدين، أما المدرسون الموظفون متغيبون عن الكلية منذ بدء الحرب، ويبلغ عدد موظفي الكلية 48 موظفًا أكاديمي وإداري

يختم الأسودي حديثه، ويقول: “بلغ عدد خريجي الكلية منذ افتتاحها وحتى العام المنصرم 2023 إلى ما يقارب 1000 طالب وطالبة

هذا يعني أن الأثر الإيجابي الذي تحدثه مثل هذه الكلية في المناطق الريفية ليس هامشيًا

”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير