كيف يتعامل المجتمع الدولي مع تهديدات  الملاحة في البحر الأحمر؟

منذ سنة

لم تعد الملاحة الدولية في البحر آمنة بعد أن تعرضت بعض السفن للقرصنة والسطو خلال الأيام الماضية

كانت سيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين على سفينة تجارية إسرائيلية في 19 نوفمبر تطورا خطيرا في البحر الأحمر، وتحديا جديدا للسفن التجارية وشركات الشحن العالمية

في الوقت الحاضر، بعض السفن التجارية تتجنب الاقتراب من المياه الإقليمية اليمنية، خوفا من التعرض للاعتداءات من قبل جماعة الحوثي أو جماعات مسلحة أخرى

ونظرا للقوة العسكرية التي تملكها جماعة الحوثي، يظل تهديدها على الملاحة الدولية هو الأخطر

يرى بعض الباحثين أن المجتمع الدولي لم يتخذ حتى الآن إجراءات رادعة للحفاظ على سلامة الملاحة الدولية، ولا زال يتجاهل التهدايدات في البحر الأحمر، بخاصة مضيق باب المندب

الأكاديمي والباحث السياسي الإقليمي، عايد المناع “يعتقد أن الرد الأمريكي على التدخل الحوثي في الحرب المستمر بين إسرائيل وغزة أمر محتوم

في حديثه لـ” المشاهد “: يقول المناع:” إذا أصابت جماعة الحوثي أهدافا، فحتما سيكون الرد من قبل الولايات المتحدة كونها المتحكمة بالبحار، وليس بعيدا على إسرائيل أن تقوم بالرد على الحوثي “

يضيف المناع:” قد يكون احتجاز الحوثي للباخرة المرتبطة بإسرائيل له تأثير، لكن هذا التأثير محدود، طالما أن ذلك الوضع لا يترتب عليه مخاطر على الأمن الإسرائيلي “

خبير الأمن القومي والعلاقات الدولية، محمد عبد الواحد يقول لـ المشاهد”: “المجتمع الدولي غير متجاهل وإنما ينظر بعين الشك والريبة فأحداث الحوثي باستهداف قطع بحرية تعطل من خطوط الملاحة الدولية شيئا في منتهى الخطورة وتداعياته كارثية أكبر من حماس نفسها، وتداعياته كارثية على الأمن الدولي والإقليمي، وأمن الملاحة الدولية أكثر من الحرب في غزة “

ويرى محمد عبد الواحد أن المجتمع الدولي يتجاهل ذلك عمدا إعلاميا حتى لا يتم التصعيد، ولا يريدون التصعيد مع جبهات أخرى خاصة من جهة الحوثي، لأن أمن الملاحة الدولية سيتعرض للخطر، وهذه المنطقة يمر منها حوالي 13٪ من حجم التجارة العالمية، و30٪ من نفط الخليج يعبر منها إلى المنطقة، وبالتالي أسعار البترول سترتفع في أروبا وستضرهم بشدة

بحسب عبد الواحد، الاهتمام الإعلامي بمثل هذه الحوادث يرفع أسعار الشحن والتأمين العالمي، فتبقى الأسعار لا تطاق، ويقع الضرر الأكبر على الغرب، ولهذا السبب، يسعى المجتمع الدولي إلى التكتم على هذا الموضوع بقدر الإمكان والتخفيف من حدة الأزمة

يشير عبد الواحد إلى أن هناك حوادث لم يتم الإعلان عنها حتى لا تتخذ شركات الشحن والتأمين إجراءات كبيرة، كما أن ضربات الحوثي هي رمزية بمثابة أنها قادرة على إصابة المصالح الإسرائيلية والغربية في أي نقطة، خصوصا في منطقة باب المندب وبحر العرب والبحر الأحمر

يضيف:” لم تتخذ إسرائيل أي رد حتى الآن لأنها لا تريد فتح أكثر من جبهة في المنطقة، حيث وأن الحوثي يعد أكثر عنفا وتأثيرا من حزب الله وحماس لأنه قادر على إلحاق الضرر باقتصاد إسرائيل من جهة الجنوب، ويجعلها تتكبد خسائر بمليارات الدولارات عندما يستهدف السفن الإسرائيلية “

العقيد صالح القطيبي، نائب مدير المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، يقول في حديثه لـ المشاهد” إن المجتمع الدولي يدرك الخطر الذي تمثله جماعة الحوثي على الملاحة الدولية حتى قبل أن تمتلك الصواريخ البالستية، والطائرات المسيرة، والزوارق المسيرة المفخخة، والألغام البحرية بأنواعها

يعتقد القطيبي أن ما أعاق المجتمع الدولي من اتخاذ موقف لدعم الحكومة الشرعية لاستعادة الدولة وإنهاء سيطرة المليشيا الحوثية على الحديدة والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها هو اختلاف المصالح بين الدول الكبرى من جهة، وترتيب الأولويات للدول الإقليمية الفاعلة من جهة أخرى

ويضيف القطيبي: “تعتقد أمريكا والإتحاد الأوروبي أن المليشيا الحوثية هي أداة بيد النظام الإيراني ومهما كانت تمتلك من أسلحة ومهما كانت درجة خطورتها فمسألة إطلاق النار من عدمه يعتمد على موقف النظام الإيرانية

منذ قيام ثورة الخميني أثبت النظام الإيراني أنه ناضج ومنضبط على الدوام تجاه مصالح الدول الكبرى، وأن خطورته موجهة فقط تجاه دول المنطقة والشعوب الدول التي تتواجد فيها أذرعه المسلحة”

ويرى أن جماعة الحوثي لم تشكل خطرا يذكر على مصالح الدول العظمى، وما قامت به حركات دراماتيكية لحفظ ماء الوجه، وتجنب السقوط في أعين أتباعها

برغم الانتقادات والإدانات التي وجهت لجماعة الحوثي بسبب هجماتها على أهداف إسرائلية، إلا أن الجماعة تتوعد بالاستمرار في تنفيذ المزيد من الضربات للأهداف إسرائيلية، ولن تتوقف طالما استمرت الحرب الإسرائيلية على غزة

 في خطابه الأخير في 14 نوفمبر، قال قائد جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي: “أما على مستوى التحرك العسكري بالوسائل المتاحة والمتوفرة بأيدينا، فنحن لن نألوا جهدا، إخوتنا في القوة الصاروخية بدأوا عملهم، ونفذوا عددا من العمليات بالقصف الصاروخي، بالصواريخ البعيدة المدى، إلى جنوب فلسطين المحتلة؛ لاستهداف أهداف إسرائيلية صهيونية هناك، وكذلك الإخوة في الطيران المسير

” يؤكد الحوثي أن القصف بالصواريخ والمسيرات سيستمر لاستهداف كل ما يمكن من الأهداف “الصهيونية” في فلسطين أو في غير فلسطين

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير