لحج: مبادرات مجتمعية لدعم التعليم في يافع
منذ 2 ساعات
لحج- صلاح بن غالبشهد العام الدراسي المنصرم 2024-2025 توقفًا شبه تام للعملية التعليمية، حيث تَعطَّلَ التعليم كليًا خلال الفصل الثاني استجابةً للإضراب الشامل الذي دعت إليه نقابات المعلمين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا
وأغلقت المدارس الحكومية باستثناء مدارس مناطق يافع في محافظة لحج (جنوب اليمن)، التي شكَّلت استثناءً لافتًا
استمرار التعليم في مناطق يافع تم بفضل مبادرة مجتمعية تقوم على أساس جمع تبرعات من رجال الأعمال والمواطنين؛ لدعم رواتب المعلمين في المدارس الحكومية
وقال مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية المفلحي، عبدالسلام ناشر، في تصريح لـ«المشاهد» إن العام الدراسي الحالي 2025-2026، تم تدشينه بتمويلٍ من المبادرات الأهلية تجاوز نصف مليار ريال يمني
وأضاف أن عدد المعلمين المتعاقدين بلغ 410 معلمًا ومعلمة، إلى جانب 300 من المعلمين الثابتين، حيث يتقاضى المتعاقد راتبًا شهريًا قدره 125 ألف ريال، بينما يحصل المعلم الثابت على حافز شهري قدره 100 ألف ريال
وقال الطالب يحيى النقاش من مدرسة “الوحدة العربية” بمديرية المفلحي لـ«المشاهد»: “كنتُ أنا وزملائي في مدارس مديريات يافع الأربع (لبعوس- يهر- المفلحي- الحد) محظوظين لاستكمال عامنا الدراسي دون انقطاع، بينما حرِم آلافٌ آخرون من إكمال النصف الثاني من العام الدراسي في معظم مدارس المحافظة، نتيجة إضراب المعلمين للمطالبة بتحسين أوضاعهم المادية
”وأضاف أن “استمرارية التعليم واستقراره في مدارس يافع هو ثمرةٌ من ثمار المبادرات الأهلية الداعمة للمدارس الحكومية”
في سياق متصل، وصف المعلم جمال ناصر في المدرسة ذاتها، هذه المبادرات بأنها “خطوة رائدة وتجسيد عملي لإصرار المجتمع على حماية أطفاله من شبح الحرمان التعليمي”
ولفت في حديثه لـ «المشاهد» إلى أن التعليم في مدارس المفلحي صار يعتمد بشكل أساسي على التعاقد مع معلمين جدد
بالإضافة إلى منح بدلات تحفيزية للمعلمين الثابتين في ظل تدني الرواتب الحكومية الممنوحة حاليًا
من جانب آخر، أكدت رئيسة قسم الجودة في مكتب التربية والتعليم بمحافظة لحج، الدكتورة انتصار السقاف لـ«المشاهد» أن المبادرات الأهلية أسهمت بشكل فاعل في سد العجز الحاد في الكوادر التعليمية؛ وساهمت في الحد من ظاهرة تسرب الطلاب
رئيسة قسم الجودة في مكتب التربية والتعليم بمحافظة لحج، الدكتورة انتصار السقاف: المبادرات الأهلية أسهمت بشكل فاعل في سد العجز الحاد في الكوادر التعليمية؛ وساهمت في الحد من ظاهرة تسرب الطلاب
”وأضافت: أوجدت هذه المبادرات علاقة تكاملية بين المجتمع المحلي والمدرسة، فتحول الأهالي إلى شركاء حقيقيين في دفع عجلة التعليم، كما وفَّرت بدائل ناجعة خلال الأزمات، خاصة في ظل ضعف الإمكانات الحكومية؛ لتصبح هذه المبادرات صمام الأمان لضمان استمرارية التعليم في كثير من مناطق يافع
من ناحيته، قال رئيس مجلس الآباء في مدرسة “الوحدة العربية” بمديرية المفلحي، محمد أحمد خالد لـ«المشاهد»: “في ظل توقف الحكومة عن التوظيف وبلوغ عدد كبير من المعلمين سن التقاعد، برزت المبادرات الأهلية لتعويض النقص بالتعاقد مع معلمين جدد، وتوفير بديل مالي للمعلم الثابت كي لا تغلَق المدارس أبوابها”
رئيس مجلس الآباء في مدرسة “الوحدة العربية” بمديرية المفلحي، محمد أحمد خالد: “في ظل توقف الحكومة عن التوظيف وبلوغ عدد كبير من المعلمين سن التقاعد، برزت المبادرات الأهلية لتعويض النقص بالتعاقد مع معلمين جدد، وتوفير بديل مالي للمعلم الثابت كي لا تغلَق المدارس أبوابها”
وأضاف خالد: “رغم توجيهات السلطات الحكومية بإنشاء صندوق لدعم التعليم، إلا أن هذه التوجيهات لم تفعّل حتى اليوم”
وتابع: “التعليم في مناطق يافع قائم أساسًا على دعم أبناء المجتمع”
أما عضو مجلس الآباء في مدرسة السيدة زينب، الدكتور عبدالفتاح كرام، فأوضح في حديثه لـ«المشاهد» أن المبادرات الأهلية تضطلع بدور محوري في استقرار العملية التعليمية في مدارس يافع
مشيرًا إلى أنها لعبت دورًا مهمًا في تحفيز الطلاب وتعزيز حماسهم للتعلم من خلال توفير بيئة تعليمية داعمة
وكشف عن تحديات قد تواجه هذه المبادرات، مثل إضفاء طابع شبه خاص على التعليم العام من خلال تحميل الأهالي أعباء رواتب المعلمين المتعاقدين، وتوفير الكتب المدرسية، إضافةً إلى ضعف التمويل الذي يحد من فاعليتها واستدامتها
مؤكدًا على أهمية التخطيط الاستراتيجي لهذه المبادرات، ودعمها من قبل الجهات المعنية، وإجراء تقييمات دورية لضمان تحقيق أهدافها
أشار، مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية المفلحي، عبدالسلام ناشر، إلى أن المديرية تضم 40 مدرسة، ونظرًا لتباعد التجمعات السكانية، فنحن أمام خيارين: “التوسع في بناء فصول إضافية في المدارس الحالية، وضرورة إنشاء مدارس جديدة في المناطق النائية؛ لتخفيف المعاناة التي يواجهها الطلاب جراء قطع مسافات طويلة ذهابًا وإيابًا”
وكشف ناشر أن مدارس المفلحي أصبحت متهالكة كليًا أو جزئيًا، وتفتقر إلى أبسط المقومات، رغم أن آخر مسح تربوي أوصى بتدخل عاجل لإنقاذها
موضحًا: لا توجد معامل في المدارس إطلاقاً ولا أنظمة الطاقة الشمسية البديلة، وتفتقر للمقاعد الدراسية؛ حيث لا يزال العديد من الطلاب يفترشون الأرض، كما أن جميع الطلاب في المديرية محرومون من التغذية المدرسية المقدمة من برنامج الاغذية التابع للأمم المتحدة
اعتمدت محافظة عدن حافزًا شهريًا قدره 50,000 ريال يمني للمعلم من موازنة محافظة عدن، وفي لحج خصصت السلطات حافزًا شهريًا قدره 25,000 ريال يمني لكل معلم في مديريتي الحوطة وتبن من موازنة المديريتين
وعلى الرغم من الاتفاق على إنهاء الإضراب وانطلاق عام دراسي جديد، لا يزال التعليم الحكومي يواجه تحديات جسيمة، أبرزها تدني الأجور مقابل غلاء المعيشة، وعدم انتظام صرف الرواتب، وتوقف طباعة الكتب المدرسية، وتجميد توظيف معلمين جدد
ووفقًا لمنظمة اليونيسف، فإن اليمن يواجه أزمةً تعليمية حادة، حيث يصل عدد الأطفال المتأثرين بالاضطرابات التعليمية إلى ستة ملايين طفل، فيما تعرضت 2916 مدرسة للتدمير إما كليًا أو جزئيًا؛ جراء النزاع المسلح، وهو ما ينذر بتبعات كارثية على مستقبل الأطفال على المدى البعيد
تم إنتاج هذا المحتوى ضمن إطار الحملة الإعلامية لإعادة الأطفال المتسربين من التعليم إلى المدراس والتي ينفذها موقع “المشاهد” بالشراكة مع منظمة “سول للتنمية”
سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع
يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة
بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail
comليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير