لطفي فؤاد النعمان : هل تدق ساعة اليمن؟

منذ ساعة

لطفي فؤاد النعمان غير المُتوقَّع يقع

خلافاً للمتوقَّع ذهبت جائزة نوبل للسلام إلى المعارِضة الفنزويلية مارينا كورينا ماتشادو (المولودة يوم السابع من أكتوبر - تشرين الأول 1967م)، بينما كان متوقعاً حصول الرئيس الأميركي دونالد ترمب عليها، جزاء خطته لإنهاء تداعيات «السابع من أكتوبر» 2023 على غزة، وقوله إنه أوقف سبع حروب!ومع ذيوع نبأ تأهب النرويج لرد فعل مفاجئ من ترمب على عدم فوزه بالجائزة، لم يكن متوقعاً أن يتقبل الأمر بروح رياضية؛ تلقى ترمب اتصالاً من ماتشادو التي أهدته الجائزة، ونسبت إليه فضل فوزها، وأثنت على دعمه لها

كذلك الأغنياء «يغرُّهم الثناءُ»

ترمب يثير الانتباه ولا يثير المتاعب كثيراً

وبقدر ما تقاوم طرافته الكآبة، تثير مفاجآته «كآبة المقاومة» عند راقصي «تانغو الخراب» داخل المنطقة، إثر وقف إيقاعات الرقصة

قبل عشرة أيام من إعلان فوز الفنزويلية ماتشادو، والأديب المجري لاسلو كراسناهوركاي، والعالم السعودي من أصل فلسطيني عمر ياغي بجوائز نوبل للسلام والآداب والكيمياء، انبرى الرئيس الأميركي يعلن خطة وقف حرب غزة، وإلى يمينه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي جاء إلى واشنطن ليتعافى مما أصابه من الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك

لكن نتنياهو تجرع دواءً مُرّاً وتعرَّض لتأثيرات قاسية بعض الشيء، عقب مراعاة ترمب احتشاد العالم لثلاثة أسباب:أولاً- الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة تترجم حل الدولتين، بفضل الدولتين؛ السعودية وفرنسا

ثانياً- مجازر قوات الاحتلال بحق الأبرياء الفلسطينيين من نساء وأطفال ومسنين

ثالثاً- التعدي على السيادة القطرية بحجة القضاء على قياديي «حماس»

اضطر نتنياهو إلى الاتصال معتذراً لرئيس وزراء قطر من البيت الأبيض

تلك الجرعة ضاعفت آلامه وأضعفته أمام جمهوره

ثمة جمهور آخر يعاني محرِّكوه أيضاً خيبة كبيرة وإنْ خفَّفوا الوقْع على أنفسهم بأن أعلنوا نفس ما أُعلن من الضفة الإسرائيلية: الانتصار

ومباركة الانتصار! أيُّ انتصار؟ الله أعلم

إعلانات «الانتصارات» تشبه صورةً التقطتها رواية «تانغو الخراب» لكاراسناهوركاي: «

لم تستطع منع نفسها من ملاحظة أن الشيطان أحرز نصراً تامّاً، وإن يكن مؤقتاً (أليس هذا هو هدف الشيطان؟)»

حسناً، سنجاري الجميع قائلين: انتصر الجميع وبقوا على قيد الحياة

يستمر الابتزاز الإسرائيلي، مثلما تبقى خطط ترمب وصفقاته بواسطة مبعوثيه المؤثرين قيد العرض والتنفيذ

في مقابل مواصلة جهود الدول العربية والإسلامية من أجل القضية الفلسطينية

وعن العنصر الذي أقحم نفسه وسط «تانغو الخراب» على مسرح أحداث غزة: جماعة أنصار الله (الحوثيون)، وعرّض اليمن للغارات الإسرائيلية، أبقى «اليمننة: الأزمة اليمنية» على قيد الحياة أيضاً؛ ويبعث بتساؤلات عمَّا إذا كان وقف حرب غزة بعد اتفاق شرم الشيخ يوم 9 أكتوبر، وخطة ترمب في 30 سبتمبر (أيلول) 2025م، يعني أنَّ ساعة اليمن دقَّت واقترب وقت #السلام_لليمن؟ وهل سيتم تجفيف «خطة غروندبرغ» المبللة بمياه البحر الأحمر، حيث رمت جماعة الحوثي «خريطة الطريق» الأممية الصادرة أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2023م، تشاغلاً بإسناد غزة عن #السلام_لليمن؟سرعان ما سيأتي الجواب، نتيجة الشعور بالكآبة إثر وقف حرب غزة، واستعدادات النظر إلى عملية #السلام_لليمن التي تتطلب وتتوقع من الأطراف اليمنية كافة أن تعقل مسؤوليتها؛ فالعالم أجمع قد أجمع على ما يُتوقَّع فعله لإثبات جدية ومصداقية التوجه إلى جادَّة السلام، إنْ استطاعوا إليه سبيلاً

دعونا نراقبْ مَن يخالف المتوقَّع، ومتى تدق ساعة اليمن

نقلا عن الشرق الاوسط