لماذا تكثر الأعراس في الأعياد؟

منذ سنة

تعز – نورا فهد تزدحم حجوزات قاعات الأفراح في مختلف المحافظات اليمنية، خلال أيام عيدي الفطر والأضحى، وتعد هذه الأيام موسمًا بالنسبة لملاكي هذه الصالات، إذ تزداد الحجوزات

كما ترتفع أسعار المتطلبات المتعلقة بالعرس في الصالات كأسعار الفرق الغنائية والوجبات الغذائية والكوشات وغيرها، إذ تكون أسعارها مرتفعة بالنسبة لبقية أيام السنة

سلوى خالد، شابة من مدينة تعز، أرادت إقامة عرسها خلال عيد الفطر المبارك، إلا أن عدم توافر حجوزات في معظم صالات المدينة نتيجة الإقبال الكبير عليها من قبل المواطنين، وحجزهم لها من قبل أربعة أشهر، جعل الأمر مستحيلًا

إلا أن إلغاء إحدى العائلات لعرسهم لظروف خاصة، حسب تعبيرها، أتاح لها الحصول على حجز في إحدى صالات الأعراس بمدينة تعز الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية، بحسب سلوى

لكنها كما تصف في حديثها لـ«المشاهد»، تفاجأت بارتفاع أسعار متطلبات العرس، إذ وجدت ارتفاع أسعار الفرق الغنائية بنسبة 30 % عن أسعارها في بقية أيام العام

موسم للأعراسمع صباحات عيدي الفطر والأضحى، تصدح من المنازل في مختلف الحارات والقرى في المحافظات اليمنية، أغاني الزفة المشهورة للفنان أيوب طارش وغيره من الفنانين اليمنيين

ماجد سعد، 36 عامًا، أحد أبناء ريف الحجرية بمديرية المواسط الواقعة جنوبي محافظة تعز، أقام عرسه خلال فترة عيد الفطر المبارك، وحرص أن يكون عرسه فترة أيام العيد كما قال في حديثه لـ«المشاهد»

وليس ماجد وحده من يحرص على إقامة عرسه خلال هذه الأيام، فهو من بين المئات من الشباب في اليمن الذين يفضلون أن تكون أعراسهم في أيام العيد، فلماذا يحرص الكثير من الشباب القادمين على الزواج على إقامة الأعراس في أيام الأعياد الدينية؟لماذا الأعياد؟يقول ماجد سعد إن حرصه على إقامة عرسه خلال أيام عيد الفطر هذا العام، كان الهدف الرئيسي استغلال قدوم إخوانه وبقية أفراد أسرته الذين يعيشون في محافظات مختلفة، منها صنعاء وعدن، إلى محافظة تعز خلال فترة العيد، كي يشاركوه فرحة عمره، فتكون فرحته بحضورهم مضاعفة، حسب تعبيره

وفي السياق ذاته، يقول الدكتور ياسر الصلوي، أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة تعز، إن كثرة الأعراس خلال فترات الأعياد تعود إلى جملة من الأسباب، كون أيام عيدي الفطر والأضحى تمثل مناسبة دينية تحظى بتبجيل وتقديس لدى اليمنيين، حسب تعبيره

ويضيف الصلوي، في حديثه لـ«المشاهد»، أن تحديد كثير من الشباب مواعيد زواجهم خلال هذه الأيام، بهدف أن تصبح أعراسهم لها ذكرى وتاريخ مميز يتذكره المتزوجون مع حلول كل عيد

إلى جانب المنظور الديني، يقول الصلوي إن هناك منظورًا اجتماعيًا لظاهرة كثرة أعراس الزفاف في مختلف مناطق المحافظات اليمنية الريفية منها والمدينة، وفق الصاوي

ويواصل: “إذ تعد الأعياد مناسبة اجتماعية بدرجة أساسية، يجتمع فيها الأهل والأصدقاء من مناطق مختلفة سواء من قرى أخرى أو مدن، وحتى من خارج اليمن؛ لزيارة الأهل والأقارب، وممارسة ما يعرف لدى اليمنيين بالمعايدة”

متابعًا: “لذا يقتنص الكثير من الشباب هذه التجمعات والزيارات لإقامة أعراسهم، باعتبارها -كما يصف الصلوي- فرصة مواتية تتيح تواجد الجميع، وكذا توفر الدعم المادي والمعنوي للعريس والعروس”

الأكثر في الريفيؤكد الدكتور الصلوي أن عدد أعراس الزفاف في فترة العيد تكون في المناطق الريفية أكثر منها في المدن اليمنية

ويعزو الصلوي سبب ذلك إلى أن أغلب سكان المدينة يفضلون أن يقضوا أيام العيد في قراهم الريفية، وتكون زيارتهم لقراهم طوال السنة فقط في أيام عيدي الفطر والأضحى

ولهذا يفضل الكثير منهم أن يقيم عرسه في الريف في قريته، ليتسنى لأهله وأقاربه وجيرانه أن يشاركوه فرحته بدلًا من تحمل نفقات السفر الباهظة والانتقال للمدينة لمشاركته العرس

وهو أيضًا ما يؤكده ماجد سعد من أن إقامة العرس في الريف أقل بكثير من حيث التكاليف المادية التي تقع على عاتق العريس، فالأعراس في الأرياف عادة ما تقام داخل خيمة تنصب فوق أسطح المنازل أو على الطرقات

بينما يتطلب الأمر في المدينة أن تقوم بحجز قاعة أعراس بمبالغ كبيرة، ويتبعها بالتأكيد تكاليف أخرى كالضيافة والتزيين وغيرها من تفاصيل الأعراس في الصالات، بحسب ماجد سعد

كما أن إقامة الأعراس في الأعياد لا تتطلب -وفق ماجد- خسائر مادية إضافية في جانب الضيافة، إذ تقوم العائلات بذبح الأضاحي كسنة من سنن العيد، ويقدم جزء منها كضيافة لأهالي العريس في يوم العرس

يشار إلى أن تقاليد الأعراس اليمنية في الأرياف هي يومين؛ اليوم الأول تقام حفلة في بيت العروس، وتقوم أسرتها بدعوة الأهل والأقارب والجيران إلى منزلهم، تحتفل النساء مع العروس في بيت أسرتها، والرجال يتجمعون مع والد وأشقاء العروس للمقيل

ويأتي في وقت العصر من يسمون “الشواعة، وهم مجموعة من أهل العريس وأقاربه وجيرانه، بسيارات يرافقهم ضرب الطبول وإطلاق الألعاب النارية، ويزفون العروس إلى منزل زوجها

وفي اليوم الثاني تذهب أسرة العروس والأهل والجيران رجالًا ونساء، إلى منزل العريس، بنفس الطريقة الفرائحية التقليدية؛ ضرب الطبول، وتتم ضيفتهم، وتقام حفلة، وبعدها مقيل إلى المساء، ثم يعودون

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير