لماذا لا يستطيع الغرب هزيمة الحوثيين دون تأمين موانئ اليمن؟ [ترجمة خاصة]
منذ 4 أيام
بقلم: مايكل روبين* يمثل ميناء الحديدة شريان حياة للمتمردين الحوثيين في اليمن منذ فترة طويلة
وفي حين يتلقى الحوثيون أيضًا أسلحة إيرانية عن طريق التهريب عبر عُمان، فإن الأسلحة الإيرانية الأكثر تطوراً تدخل عبر الحديدة
إن الحوثيين يدركون أن الميناء هو شريان حياتهم، ويعملون بشكل استباقي لضمان بقائه في أيديهم
ومع تكثيف السعوديين والإماراتيين لحملتهم لدعم الحكومة المعترف بها دوليا ضد الحوثيين، دخلت الدعاية الحوثية في حالة من النشاط المفرط، وتضخمت من خلال المنافذ القطرية مثل الجزيرة التي أعطت الأولوية لهم خلال عدائها مع السعودية والإمارات
لقد قبل التقدميون في كل من الحزب الديمقراطي واليساريين الأوروبيين ومعظم العاملين في المجتمع الإنساني خطهم القائل بأن تكلفة إخراج الحوثيين من الحديدة ستكون باهظة للغاية بحيث لا يمكن تحملها، خاصة إذا أوقفت عمليات الميناء وتسليم المساعدات الإنسانية
ثم جاءت الأمم المتحدة التي سعت إلى إشراك مختلف أطراف الصراع في حوار لتخفيف المعاناة الإنسانية
وتوجت هذه العملية في ديسمبر 2018 بما يسمى اتفاق ستوكهولم الذي يطلب من الحوثيين ضمن قرارات أخرى، بالسماح لطرف ثالث محايد بإدارة الميناء، ثم استخدام عائدات الميناء لدفع رواتب القطاع العام
ورفض الحوثيون منذ البداية الالتزام بالاتفاق، وأصروا بالإبقاء على موظفي الميناء، ما أدى فعليًا إلى خلق وضع تدفع فيه الأمم المتحدة رواتب الحوثيين
كان نظام التفتيش الذي بادرت به الأمم المتحدة هو نوع من الحل الذي منح الحوثيين فرصة للمراوغة، وأشرفت عليه المنظمة الاممية: إذ يمكن للسفن أن تذهب إلى جيبوتي للتفتيش قبل التوجه إلى الحديدة
ثم يمكن للأمم المتحدة أن تؤكد أن مفتشيها وجدوا فقط سلعًا إنسانية على كل سفينة
لكن الثغرة كانت هائلة: فإذا اختارت السفن عدم إبلاغ المفتشين، فلا يزال بإمكانها الذهاب مباشرة إلى الحديدة وتفريغ إمداداتها - غالبًا أسلحة وغيرها من المواد المهربة - بواسطة عمال الموانئ الحوثيين الذين ينقلونها بسرعة بعيدًا
كان لـاتفاق ستوكهولم وظيفة أخرى
فقد قدم ذريعة تجنب العمل العسكري، وإذا كان بوسع العالم أن يزعم أن الاتفاق حل مشكلة تهريب الأسلحة عبر الحديدة وحل النقص الإنساني، فإن بوسعه أن يتجنب معركة وشيكة
لكن رعاة الحوثيين الإيرانيين سعوا إلى تأمين أنفسهم
فقبل اتفاق ديسمبر 2018، كانت القوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة قريبة من السيطرة على مدينة الحديدة
وكان للإماراتيين قوات في جنوب اليمن، وقاعدة عسكرية في بربرا، أرض الصومال، وسفينة قيادة بحرية قريبة
في مايو 2019، وبينما كانت الإمارات العربية المتحدة تستعد للاستيلاء على ميناء الحديدة الرئيسي الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن لتوجيه ضربة قاضية للمتمردين الحوثيين، قام عناصر يشتبه في أنهم من الحرس الثوري الإسلامي بتخريب أربع سفن في المياه الإماراتية بشحنات تحت الماء
وفي الشهر التالي، قام عناصر يشتبه في أنهم من الحرس الثوري الإسلامي بربط ألغام لاصقة بسفينتين، مملوكتين لشركة يابانية وأخرى نرويجية على التوالي
ولم تعترف أبو ظبي قط بالصلة بحادثة الألغام اللاصقة، لكنها سرعان ما ألغت الهجوم على الحديدة وسحبت معظم قواتها من أرض الصومال القريبة
في ديسمبر 2015، حدد علي فدوي، قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني، خليج عدن باعتباره ضمن الحدود الاستراتيجية لإيران
وكانت الرسالة واضحة بالنسبة للإماراتيين: ربما لا يوافقون على الرؤية الاستراتيجية التوسعية لطهران، ولكن إذا ضربت الإمارات العربية المتحدة مصالح إيران في الحديدة، فإن إيران ستضرب الإمارات في حدودها
إن التلاعب بـالحديدة لم يجلب السلام بل أدى إلى تمكين الحوثيين وتفاقم التهديد الذي يشكلونه على الشحن
وإذا كانت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والشركاء الدوليين الآخرين جادين في إنهاء التهديد الحوثي، فيجب عليهم إنهاء الوهم بأن اتفاق ستوكهولم وسد الثغرة التي تجعل التفتيش طوعيًا
وبدلاً من إرسال إشارات عسكرية عبر دوريات بحرية غير فعالة كما فعلت إدارة بايدن، يجب على الولايات المتحدة وشركائها حصار الحديدة، والسماح فقط للسفن التي تخضع لعمليات تفتيش حقيقية بالمرور
يجب وقف جميع المدفوعات لعمال الموانئ التابعين للحوثيين؛ ويجب أن يواجهوا الاعتقال أو يتم إرسالهم إلى الخارج
قد يسمح التنسيق مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا لها بالتحرك نحو الحديدة للسيطرة عليها، وربما بدعم جوي أمريكي
الحوثيون غير محبوبين في الحديدة؛ قبضتهم ضعيفة وسيطرتهم ستنهار في المدينة الساحلية بشكل أسرع من انهيار حكم بشار الأسد في حلب ودمشق خلال الهجوم الأخير لهيئة تحرير الشام
إن الضوابط الإنسانية مشروعة، ولكن طائرات أوسبري المتمركزة مؤقتًا في مطار بربرة في أرض الصومال يمكن أن تسقط الإمدادات جواً، تماماً كما فعلت الولايات المتحدة مع الأكراد السوريين أثناء حصار كوباني
* مايكل روبين زميل بارز في معهد أميركان إنتربرايز ومدير تحليل السياسات في منتدى الشرق الأوسط
وهو مسؤول سابق في البنتاغون، وقد عاش الدكتور روبين في إيران ما بعد الثورة، واليمن، والعراق ما قبل الحرب وما بعدها
كما أمضى بعض الوقت مع طالبان قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر
ولأكثر من عقد من الزمان، قام بالتدريس حول القرن الأفريقي والصراعات في الشرق الأوسط، والثقافة، والإرهاب، لوحدات البحرية الأميركية المنتشرة
وهو مؤلف ومؤلف مشارك ومحرر مشارك للعديد من الكتب التي تتناول الدبلوماسية والتاريخ الإيراني والثقافة العربية والدراسات الكردية والسياسة الشيعية