لماذا نصلي الظهر والعصر سرا في حين أنه ورد في القرآن قوله تعالى: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ؟
منذ 2 سنوات
قال الشيخ عطية صقر رحمه الله :فرض الله تعالى 5 صلوات يومية منها ثلاث جهرية -الفجر والمغرب والعشاء – واثنتان سرية -الظهر والعصر-، والجهر فيما جهر به النبي صلى الله عليه وسلم، والإسرار فيما أسرَّ به من الصلوات هو من سنن الصلاة وليس من واجباتها، والأفضل للمصلي عدم مجاوزة سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم وهديَه
==================================== واجتهد العلماء لمعرفة الحكمة من الصلاة الجهرية والسرية، فقال بعضهم أننا نفعل ذلك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فنسرُّ فيما أسرَّ فيه، ونجهر فيما جهر فيه، لقول الله عز وجل: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» (الأحزاب:21)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» رواه البخاري في صحيحه
وذكر بعض العلماء أن الجهر في صلاة الليل أقرب للخشوع والتدبر بسبب الهدوء في الليل، وانقطاع الناس عن شواغلهم، ويهدأ بال الإنسان في الليل ويتفرّغ بذلك للتدبّر، بخلاف النهار
فالليل مكان خلوةٍ بالله تعالى، فإذا قرأ المسلم جهرًا كان أكثر نشاطًا له، وانتفاعًا من القراءة وتبعده عن النوم، ويرفع من صوته بشكلٍ لا يؤذي من حوله من النائمين أو المصلين، أمّا إن كان وحده فيرفع بشكلٍ متوسطٍ، ليعينه على التدبّر والتأمّل وطرد الشيطان
أما الآية التى ذكرت ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها :عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية ورسول الله صل الله عليه وسلم متوار بمكة، {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قال كان إذا صل بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فلما سمع ذلك المشركون سبوا القرآن وسبوا من أنزله ومن جاء به، قال، فقال الله تعالى لنبيّه صل الله عليه وسلم: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}: أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبون القرآن، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}: عن أصحابك فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [أخرجه البخاري ومسلم وأحمد عن ابن عباس] قال ابن جرير، عن محمد بن سيرين، قال: نبئت أن أبا بكر كان إذا صلى فقرأ خفض صوته، وأن عمر كان يرفع صوته، فقيل لأبي بكر لم تصنع هذا؟ قال: أناجي ربي عزَّ وجلَّ وقد علم حاجتي، فقيل أحسنت، وقيل لعمر: لم تصنع هذا؟ قال: أطرد الشيطان وأوقظ الوسنان، قيل: أحسنت فلما نزلت: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} قيل لأبي بكر: ارفع شيئاً، وقيل لعمر: اخفض شيئاً
وقال عكرمة، عن ابن عباس: نزلت في الدعاء
لماذا صلاة الظهر والعصر سرية والمغرب والعشاء جهرية؟أجاب الشيخ عبد القادر الطويل، عضو لجنة الفتاوى الإلكترونية في الأزهر، عن سؤال من أحد متابعي البث المباشر يقول: لماذا صلاة الظهر والعصر سرية والمغرب والعشاء جهرية؟ وقال الطويل في إجابته عن السؤال، إن الأمور التي تتعلق بالعبادة أغلبها كما يسمى لدى ما اصطلح عليه الفقهاء، هي أمور تعبدية، مؤكدًا أن أول سبب أن الظهر والعصر صلاة سرية والمغرب والعشاء يجهر الإنسان فيهما بالقراءة هو أن النبي- صلى الله عليه وسلم- فعل هذا وعلمنا ذلك
واستشهد عضو الأزهر بحديث ورد عن مالك بن الحويرث- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي
رواه البخاري
وأضاف عضو الأزهر للفتوى، أنه من بعض الأسباب أيضا التي فهمها العلماء من خلال تعاملهم مع نصوص الشرع، أن صلاة الظهر والعصر سرية بسبب انشغال الناس في أعمالهم وسعيهم لطلب الرزق، فيكون ذهنهم مشغولا لتحصيل متاع الدنيا، وهذا السبب استحسنه كثير من العلماء
وأوضح الطويل أن عند صلاتي المغرب والعشاء يكون الإنسان أنهى مهامه اليومية وذهنه قد تفرغ من انشغال الحياة وبالتالي يقدر الإنسان أن يستمع وينصت إلى القراءة وهذا يكون لصفاء ذهنه من مشاغل الحياة، وهذا يكون أبلغ في مناجاة الله والسماع لآيات الله