لماذا يجب الاهتمام بالزراعة المنزلية ؟

منذ 2 سنوات

صنعاء – عبير خالد :تتوسع المدن اليمنية، وترتفع أسعار الأراضي باستمرار، ويصبح الحصول على مساحة منزل حلم الملايين من المواطنين

في ظل هذا المشهد، تراجع الاهتمام بالزراعة المنزلية، وتخلت الأسر عن النباتات التي بالإمكان زراعتها في مساحات صغيرة بالقرب من المنازل

بحلول 2030، سيتحول 50% من سكان العالم إلى نظام بيئي حضري، وستكون هناك ضغوط هائلة بسبب التوسع العمراني، وسيواجه العالم صعوبة في استيعاب العدد المتزايد من السكان، بحسب أحمد محرن، أستاذ في العلوم الزراعية بجامعة عدن

الزراعة المنزلية قد تكون من ضمن الحلول للتعامل مع انحسار الأراضي الزراعية، إذ يقول محرن إن هذا النوع من الزراعة يجلب فوائد اقتصادية وصحية وجسدية، ويساعد في توفير الأموال والوصول إلى غذاء صحي

ويضيف: “إن الإنتاج المنزلي وفقًا لطريقة الزراعة العضوية، يتمتع بجودة عالية خالية من السموم والمواد الكيماوية

تستطيع الأسرة التوفير من الميزانية المخصصة للمعيشة من خلال الإنتاج الزراعي المنزلي، بخاصة بعض الأصناف من الخضار، التي يتم رفع أسعارها في الأسواق، وفي حال وجود فائض يمكن للأسرة تسويقه وبيعه”

ويشير إلى أن التوسع العمراني المتزايد سيؤثر على المجال الزراعي، وستحتاج الدول لزراعة ذكية واستعمال إنترنت الأشياء لتغطية الفجوة الغذائية من خلال تحسين كفاءة استخدام المدخلات الزراعية كالأسمدة والمبيدات ومياه الري

سلمى العماري، مهندسة زراعية بصنعاء، تعمل في بيع نباتات الزينة الظلية والشمسية، وتنسيق الحدائق المنزلية وتشتيلها منذ سنوات

تعتقد العماري أن الكثير من الناس يجهلون أهمية النباتات في المنازل، ولا يدركون فوائدها

وتقول: “الزراعة المنزلية تجلب الهدوء والجمال للمكان، و لها فوائد صحية ونفسية تساعد على تحسين جودة الهواء في المنزل، وتقليل التوتر والضغط النفسي”

كانت الزراعة المنزلية قديمًا محل اهتمام الكثير من الناس، والمهنة الأولى لهم، لوجود مناخ مناسب، وبيئة مهيأة، وكذلك وجود مساحات في المنازل، وقلة عدد السكان، بحسب العماري

وتضيف أن القليل من كبار السن مازالوا يهتمون بزراعة بعض النباتات مثل “الريحان، والنعناع، والشذاب، والصبار”، في أسطح المنازل

محمد عامر، 65 عامًا، موظف حكومي بصنعاء، يقول إنه شغوف بالزراعة منذ أن كان طفلًا، وكان لديه حلم أن يمتلك مزرعة مليئة بأشجار الخضروات والفواكه

يقول عامر لـ”المشاهد”: “سعيت لذلك، وكنت على وشك تحقيق الحلم وأخذ المزرعة، لكن ترددت كثيرًا في أخذ هذه الخطوة بسبب الحرب والوضع غير المستقر، واكتفيت بزراعة بعض الخضروات والفواكه مثل الطماطم، الجرجير، الفاصوليا، النعناع، الشاي الأخضر، البن، والتوت، في حوش المنزل”

يبدي عامر اليوم ارتياحًا كبيرًا عندما يرى تلك الأشجار في حوش منزله تنمو، ويشعر كأنها تتخاطب مع الإنسان بطرق مختلفة

يعتمد عامر على الإنترنت لفهم كيفية الاهتمام بالأشجار في حوش منزله في حال لاحظ عليها أية مشاكل تؤثر على نموها

عندما لا يستطيع أن يحل المشكلة بنفسه، يلجأ إلى المختصين والمهندسين الزراعيين الذين لديهم خبرة لأخذ النصائح والعمل بها

ويختم عامر بالقول: “حين أرى شجرة البن أو التوت والفرسك “الخوخ” تُثمر بشكل جيد في حوش المنزل، وأتأمل كيف كانت نباتات صغيرة، وأصبحت أشجارًا مثمرة، تعطيني من خيرها، أشعر أنه إنجاز عظيم”

ليصلك كل جديدالاعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير