ما مدى تأثير الحرب الإسرائيلية – الإيرانية على الأوضاع في اليمن؟
منذ 7 ساعات
لن يكون اليمن بمنأى عن تأثيرات الحرب الإسرائيلية–الإيرانية المشتعلة حاليًا منذ الجمعة الماضية، والمستمرة في هجمات متبادلة؛ إذ إن تطور هذه الحرب سيدفع بالأوضاع الاقتصادية والإنسانية إلى مستوى من التأزيم يختلف عما سبقه، لا سيما في حال امتدت الحرب لإغلاق مضيق هرمز وتوتر الوضع في البحر الأحمر، خصوصًا إذا تدخلت واشنطن عسكريًا
من المحتمل أن التحذير الروسي لواشنطن، يوم الأربعاء، “من تقديم أي مساعدة لإسرائيل أو حتى التفكير في تقديمها”، سيدفع الإدارة الأمريكية للتراجع خطوة للخلف، لكن ذلك قد لا يمنعها من الدخول في الحرب، خصوصًا إذا استمرت الضربات الصاروخية الإيرانية في العمق الإسرائيلي وتكبدت تل أبيب خسائر فادحة، وهو ما قد يقود إلى تدخل أمريكي مباشر، مما يعني دخول العالم في دوامة حرب عالمية ثالثة
اليمن بلد أنهكته الحروب والصراعات الإقليمية والدولية، وسيدفع ثمنًا باهظًا في حال تطورت الحرب
ومن المرجح أن تتأثر البلاد سلبًا بشكل مباشر إذا تدخلت واشنطن في المعركة، حيث إن جماعة أنصار الله (الحوثيين) المتحالفة مع إيران قد تدخل بدورها في المواجهة، وهو ما سيجعل اليمن ساحةً جديدة في الصراع الإقليمي المتصاعد
بعيدًا عن الجانب السياسي، فإن التصعيد ستكون له آثار مباشرة على الصعيدين الإنساني والاقتصادي، وهما الأكثر ارتباطًا بحياة الغالبية العظمى من اليمنيين
فالوضع المعيشي في اليمن بالغ السوء بالفعل، ومع استمرار التصعيد، ستزداد حدة الجوع وسوء التغذية، وستتسع رقعة الأوبئة والأمراض، مما يهدد حياة مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين، من السكان
نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق، والمفكر عبدالباري طاهر، يرى أن اليمن هو الخاسر الأكبر من هذا التصعيد، مؤكدًا أن الكارثة تتمثل في أن اليمن ووحدته وكيانه الوطني أصبحوا مستهدفين من كل أطراف الحرب
وقال في حديث لـالقدس العربي: احتمال التدخل الأمريكي قائم لتدمير المفاعل النووي الإيراني، وربما لما هو أبعد من ذلك، وقد يؤدي إلى تمزيق وحدة إيران وجرّ المنطقة بأكملها إلى صراع مدمر
وأضاف طاهر: تصبح التأثيرات مدمرة على المنطقة والعالم، وخاصةً الجزيرة العربية والخليج، حيث تسعى إسرائيل لجرّ هذه الدول إلى مواجهة مباشرة مع إيران، ما يهدد بانفجار شامل يخدم المشروع الإسرائيلي-الأمريكي في الهيمنة
وتابع: اليمن هدف مباشر لإسرائيل وأمريكا، وخاصةً في ظل علاقته الوثيقة بإيران ودعمه للقضية الفلسطينية، وهو ما يجعل من وحدته وثرواته عرضةً للاستهداف في أي مواجهة قادمة
من جانبه، يؤكد المحلل الاقتصادي اليمني ماجد الداعري أن كل دول المنطقة، ومنها اليمن، ستقع تحت تأثير اقتصادي مباشر من هذه الحرب
وقال في حديث لـالقدس العربي: الحرب أثرت بالفعل على المنشآت النفطية والمؤسسات الحيوية، ما يعني توقف شحنات النفط الإيراني التي كانت تصل إلى المنطقة واليمن تحديدًا، وهو ما سيؤدي إلى ندرة الطاقة، وارتفاع أسعار النفط عالميًا، وتكبُّد الدول خسائر ضخمة نتيجة فروقات التكلفة
وأشار إلى أن ذلك سيزيد من التدهور الاقتصادي في اليمن، ويضاعف أزماته في الوقود والغذاء، كما سيرفع تكاليف التأمين البحري على السفن وناقلات النفط، خاصةً في مضيقي هرمز وباب المندب، مما سيعمّق الكارثة الإنسانية في بلد يعاني أساسًا من أزمة مركّبة وغير مسبوقة