ما يمكن شراؤه بعملات صنعاء الجديدة

منذ 6 ساعات

عدن – بديع سلطانأثارت الإجراءات المالية التي اتخذتها جماعة الحوثي “أنصار الله” الأسبوع الماضي، والتي شملت سكّ وطباعة إصداراتٍ ماليةً معدنيةً وورقيةً؛ جدلًا سياسيًا واقتصاديًا باليمن

وخلال أسبوعٍ واحد، أصدر الحوثيون فئتين من العملات، الأولى معدنية من فئة 50 ريالًا، والثانية ورقية من فئة مائتي ريال

قالت الجماعة إنها تأتي لمواجهة العجز في السيولة بمناطق سيطرتها؛ نتيجة تلف العملات الورقية القديمة

وعلّق مراقبون اقتصاديون يمنيون على تلك الإجراءات

معتبرين أنها تأتي في إطار تجاوز الحوثيين لأزمة تلف الأوراق المالية الورقية في مناطق سيطرتهم، وهو ما أعلنت عنه الجماعة رسميًا

ورصد “المشاهد” آراء المواطنين اليمنيين، والمختصين الاقتصاديين حول “ما يمكن شراؤه بـ50 أو مائتي ريال في مناطق سيطرة الحوثيين”

يتحدث الإعلامي علي الغرباني، من صنعاء، عن ما يمكن شراؤه بـ50 ريال، وهي العملة المعدنية الجديدة التي أصدرها الحوثيون مؤخرًا

وقال الغرباني لـ”المشاهد” إن الخمسين الريال لا يمكن أن تشتري بها الكثير، ولكنها مفيدة في حالة “الفكّة” أو “الصرف”

وأضاف: “يمكن الاستفادة من الخمسين الريال في المواصلات، إذا أعطيت سائق الحافلة ورقة 250 ريالًا، فيعيد لك الباقي 150 ريالًا

وأشار إلى أن هذا لم يكن متاحًا قبل إصدار العملة المعدنية، كون فئة الـ50 ريال الورقية كانت “تالفة ومتهالكة ومعدومة”

كما أن الـ50 الريال المعدنية يمكن أن تشتري حلويات و”جعالة”، مثلًا “نعنع، بطاطس نعمان، وطرزان…” وأشياء صغيرة كهذه، بحسب الغرباني

وهو ما تؤكده أم معين، مواطنة من صنعاء، ذكرت عديد أشياء يمكن شراؤها بـ50 ريال معدنية، لكنها صغيرة

وأضافت في حديثها لـ”المشاهد”: بالخمسين ممكن تقضي مشوار عبر المواصلات إلى مسافة قريبة

وزادت: تقدر تشتري خمس ربطات كرات أو جرجير، أو ثلاثة خبز “روتي”، واثنين خبز رغيف صغير، أو واحد رغيف كبير

وتقدر تشتري واحد جبن مثلث “سالم” أو “أبو ولد”، أو حبتين جبن مثلث “البقرة” أو “برايد”، وحبتين طعمية)

من جهتها، تشير الطالبة الجامعية آلاء التميمي، إلى أن خمسين ريالًا تستطيع بها طباعة ونسخ خمسة أوراق

وقالت لـ”المشاهد”: تستطيع أيضًا شراء واحد لبان، شكولاتة “نجوم” أو “سندباد”، اثنين “نعنع أبو عود” وبعشرة لبان، وواحد “فوفل شمار”

عقب أيامٍ فقط من إصدار العملة النقدية فئة 50 ريالًا، أصدرت جماعة الحوثي بصنعاء عملةً ورقيةً جديدة من فئة مائتي ريال

وتصنف من الفئات الصغيرة أيضًا، وليس أقل منها سوى فئتي المائة ريال وخمسين ريالًا

وبحسب مواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين، فإن فئة المائتي ريال كثيرة التداول في المواصلات وحافلات النقل الداخلي في المدن

كما يمكن أن تشتري بها واحد زبادي صغير، وعشرة أقراص “روتي”، وواحد آيسكريم

خبراء اقتصاديون حذروا من الخطوة الحوثية في سكّ وطباعة العملات

مشيرين إلى انعكاساتها الخطيرة في تعزيز الانقسام النقدي والتسبب بمزيدٍ من المشكلات المعيشية والاقتصادية

يقول أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة عدن، الدكتور سامي محمد نعمان، إن العملة الجديدة ستسبب -مع الوقت- مشكلات في مناطق سيطرة الحوثيين

حيث يخلق الاستمرار في طباعة أي عملة مخاوف لدى رؤوس الأموال من عدم وجود استقرار مالي ونقدي

وأوضح الدكتور نعمان في حديثه لـ”المشاهد”، إن هذه الخطوات ينتج عنها فقدان الثقة في العملة المحلية

وسيؤدي هذا إلى حركات نزوح كبيرة لرؤوس الأموال من مناطق سيطرة الحوثيين

 الأستاذ الأكاديمي توقع حدوث موجة “تضخم وركود تدريجي” خلال الفترة القادمة في مناطق سيطرة الحوثيين

وأرجع ذلك إلى التداول النقدي للعملات المطبوعة حديثًا، ودخولها للسوق دون أن يقابله سحبٌ موازٍ للعملات الورقية القديمة التالفة

من جانبه، حمّل البنك المركزي اليمني في عدن، جماعة الحوثي “كافة التبعات الناتجة عن الإصدارات المالية الجديدة

ووصفها بأنها أفعال “مُجرّمة قانونًا”

وأضاف في بيانٍ رصده “المشاهد”، أن الجماعة مسؤولة عما سيترتب على الإصدارات من معاناةٍ تلحق بالمواطنين في مناطق سيطرتها

وقال البنك إن ممارسات الحوثي تدمر أسس النظام المالي والاقتصادي اليمني، كونها “عملية طباعة عملة مزوّرة”

معتبرًا أنها “عملات صادرة بتوقيع منتحل وبصفة غير قانونية، من جهةٍ مصنّفة ضمن قوائم الإرهاب، ودون غطاء نقدي أو قانوني”

‎وكرر “مركزي عدن” تحذيره للمواطنين والمؤسسات المالية والاقتصادية، والبنوك، وشركات الصرافة، بعدم التعامل مع ما يطرح من عملات مزوّرة

داعيًا إلى الحفاظ على أموالهم؛ تفاديًا لتعرضهم لعقوبات؛ نتيجة تعاملهم مع كيانٍ مدرَجٍ في قوائم الإرهاب العالمي، بحسب البيان

وأدانت الولايات المتحدة، بريطانيا، وفرنسا، بالإضافة إلى المبعوث الأممي إلى اليمن تلك الخطوات المالية التي أقدمت عليها جماعة الحوثي

ووصفت السفارات الغربية، في بيانات منفصلة نشرتها على منصة “إكس”، الإصدارات النقدية الحوثية للأوراق والعملات المعدنية الجديدة بـ”غير القانونية”

وقالت السفارات إن السلطات النقدية اليمنية الوحيدة المعترف بها هي البنك المركزي الذي يتخذ من عدن مقرًا له

واعتبرت أن قرارات “مركزي عدن” وحدها تعتبر شرعية من قبل المجتمع الدولي

و”يجب على فرع صنعاء الامتثال لتوجيهاته دون تأخير”

من جانبه، أبدى المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قلقه “العميق” إزاء قيام الحوثيين بسكّ عملات معدنية فئة 50 ريالًا يمنيًا

وطباعة أوراق نقدية من فئة 200 ريال يمني

واعتبر غروندبرغ، في بيانٍ رصده “المشاهد”، هذه الإجراءات “الأحادية الجانب” ليست سبيلًا لمعالجة التحديات المتعلقة بالسيولة

وأشار إلى أنها تهدد بتقويض الاقتصاد اليمني الهش أصلاً، وتعمق تفكك أطره النقدية والمؤسسية

كما وصف المبعوث الأممي هذه الخطوة بأنها “خرق للتفاهمات التي تم التوصل إليها بين الأطراف في 23 يوليو 2024 بشأن التهدئة في المجال الاقتصادي”

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير