مارب الورد : المبادئ الدولية مقابل المرجعيات اليمنية: قراءة سياسية للبيان السعودي–الإيراني–الصيني

منذ 11 ساعات

مارب الورد في البيان الصادر عن السعودية وإيران والصين حول اليمن، جاء التأكيد على دعم الحل السياسي الشامل بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دوليًا تحت رعاية الأمم المتحدة

 هذه الصياغة تحمل في طياتها رسائل سياسية مهمة، تختلف جذريًا عن الإشارة إلى المرجعيات المتفق عليها دوليا وإقليميا وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216

أولًا: طبيعة المصطلحين وتأثيرهما السياسيالمبادئ المعترف بها دوليًا:قواعد عامة وفضفاضة، مثل احترام السيادة والحفاظ على وحدة الدولة وعدم فرض الحلول بالقوة

غير ملزمة قانونيًا، وتسمح لكل طرف بتفسيرها وفق مصالحه

توفر مرونة سياسية تسمح بفتح باب تفاوض جديد دون مخالفة صريحة للشرعية الدولية

المرجعيات المتفق عليها:وثائق محددة وواضحة تشكل الإطار القانوني والسياسي للحل في اليمن

ملزمة سياسيًا ودوليًا، وأي خروج عنها يُعتبر تجاوزًا للإطار المعتمد

تشمل المبادرة الخليجية، الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن مثل 2216

ثانيًا: دلالات البيان1

استخدام عبارة المبادئ المعترف بها دوليًا بدل المرجعيات المتفق عليها مؤشر على رغبة الأطراف الثلاثة في إبقاء مساحة سياسية واسعة للتفاوض

2

صياغة البيان تقلل من الالتزام الصريح بالمرجعيات السابقة التي قد تكون مقيدة لطرف معين، خاصة إيران التي كانت ترفض تلك المرجعيات

3

هذه الصياغة توفر مرونة لفتح إطار تفاوض جديد، مع الحفاظ على قبول جميع الأطراف دوليًا، دون الدخول في صدام مباشر مع الأمم المتحدة أو القرارات السابقة

4

يعطي البيان مؤشرًا على أن هناك اعترافًا ضمنيًا بأن المرجعيات السابقة لم تحقق نتائج ملموسة على الأرض، وأن هناك حاجة لصياغة سياسية أكثر مرونة للتعامل مع الواقع المعقد في اليمن

وهذا أيضا ما يطرحه الروس في جلسات مجلس الأمن الخاصة باليمن

ثالثًا: الاستنتاجالفارق بين المبادئ والمرجعيات ليس مجرد اختلاف لغوي، بل يمثل تحوّلًا لافتاً في الخطاب الدولي تجاه اليمن

المبادئ العامة تسمح بإعادة ترتيب التوازنات الإقليمية، بينما المرجعيات السابقة كانت أكثر تقييدًا وتحديدًا لمسار الحل

قراءة البيان تكشف أن الأطراف الإقليمية والدولية تبحث عن صيغة سياسية جديدة تسمح بالتحكم في الملف اليمني دون الإخلال بالشرعية الدولية، وهو ما يوضح التعقيدات في مسار السلام المحتمل