ماوية.. تحت قيد الاعتقالات
منذ 11 ساعات
تعز – عبد الملك الأغبري أقدمت جماعة الحوثي، خلال الأيام الماضية، على تنفيذ حملة اختطافات واسعة
طالت عددًا من المعلمي ووجهاء أبناء مديرية ماوية، محافظة تعز
واقتادتهم قسرًا إلى معتقلات داخل مدينة الصالح السكنية الواقعة في مفرق ماوية
في خطوةٍ أثارت غضبًا واسعًا في أوساط الأهالي والكوادر التربوية بالمنطقة
وضمت قائمة المختطفين معلمين وطلابًا وشخصيات اجتماعية، أبرزهم: 1-رضوان عبيد عبد المهيمن “إمام وخطيب جامع الأشبط، مدير مدرسة تحفيظ، وأمين شرعي 2-جمال قائد سعيد محمد “معلم ووكيل مدرسة الشهيد المعلم سابقًا” 3-جلال قائد الحاج المهاجري “عضو مجلس محلي وأمين شرعي في عزلة جرانع4-منصور ناصر الزراعي “معلم وعضو في المجلس المحلي 5-نجيب عبده أحمد قاسم، معلم في عزلة جرانع 6-حسن سيف قاسم الشرعبي، معلم 7-محمد ناشر الحمري، معلم 8-صلاح عبد الفتاح منصور، معلم 9-عبدالوهاب محمد قائد، معلموقال أحد أبناء المديرية –فضل عدم ذكر اسمه لأسبابٍ أمنية– لـ”المشاهد” إن الحملة تأتي ضمن سياسةٍ ممنهجة تستهدف البنية التربوية
وتعكس نهجًا قمعيًا للجماعة في محاولة لترهيب المجتمع
” مصدر محلي في مديرية ماوية: الحملة تأتي ضمن سياسةٍ ممنهجة تستهدف البنية التربوية
وتعكس نهجًا قمعيًا للجماعة في محاولة لترهيب المجتمع
”وأضاف: “ما يحدث هو استهداف ممنهج لما تبقى من استقرارٍ اجتماعي في المديرية
ويأتي ضمن سياسة ترهيب منظمة تمارسها جماعة الحوثي دون أي اعتبارات قانونية أو أخلاقية
وحتى دون احترامٍ لمكانة المشايخ ووجهاء المديرية أو الكوادر التعليمية فيها
وفي السياق، قال فيصل حسن العامري، أحد أبناء بمديرية ماوية، لـ”المشاهد” إن جماعة الحوثي نفذت منتصف يوليو الماضي، حملة اختطافات طالت أربعة شبانٍ من أبناء منطقته، دون أي مسوغ قانوني
وذلك على خلفية اتهامهم بالتنقل أو السفر إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية
وذكر العامري أن الشبان الأربعة هم: أسامة صادق صالح عائض “خريج قسم التخدير، كلية المجتمع بتعز لهذا العام”، عبد الرحمن صالح محسن “طالب جامعي يدرس التخدير في جامعة اليمن، فرع الحوبان”، رهيب حسان عائض صالح “خريج ثانوية”، ووهيب حسن محسن خالد “خريج ثانوية”
وأشار العامري إلى وصول طقمٍ إلى منطقتهم في عزلة “سائلة سَوْرَق” وقام بعملية الاختطاف دون أي تهمةٍ واضحة
واصفًا ما جرى بأنه “مؤشر خطير على تغوّل القبضة الأمنية للجماعة في المنطقة
وتحويل حياة المواطنين إلى ساحة للرعب الدائم
موضحًا أنه لم يُسمح لأحد بزيارتهم أو الحديث معهم
وقال العامري: “بعد متابعاتٍ حثيثة وضمانات قدمها أحد مشايخ المنطقة، تم الإفراج عن الشبان الأربعة يوم الجمعة الماضي
بشرط تعهدهم بعدم العودة إلى مناطق الحكومة الشرعية، وبضمانة شيخ المنطقة
في خطوة اعتبرها العامري انتهاكًا صارخًا لحرية التنقل وحقوق المواطنين
وفي حديث خاص لـ”المشاهد”، كشف أحد المواطنين، كان قد تعرض للاختطاف سابقًا -فضل عدم ذكر اسمه خوفا من اعتقاله-، أنه وقبل الإفراج عنه تم فرض سلسلة من القيود المشددة
من بينها التوقيع على تعهدٍ بعدم السفر إلى أي من مناطق سيطرة الحكومة الشرعية دون إذن مُسبق من إدارة أمن المديرية
ورفع بلاغ عملياتي قبل المغادرة
وقال إن الإجراءات تشمل أيضًا تقديم مبررات واضحة لسبب الدخول إلى مدينة تعز أو أي مدينة خاضعة للشرعية
بالإضافة إلى تحديد مدة المكوث هناك، والانتظار حتى صدور الموافقة أو الرفض من الجهات الأمنية التابعة للجماعة
واعتبر أن هذه القيود تمثل “إقامة جبرية” وتضييقًا إضافيًا على الحريات
مشيرًا إلى أن الكثير من المفرج عنهم باتوا يعيشون تحت الضغط خوفًا من العودة للاعتقال أو التعرض للمساءلة
إلى ذلك، أدانت السلطة المحلية لمديرية ماوية بمحافظة تعز، بشدة، حملة الاختطافات التي تنفذها جماعة الحوثي بحق أبناء المديرية
معتبرةً أن ما تقوم به الجماعة يُعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان
واستهدافًا مباشرًا للنسيج الاجتماعي والبنية التعليمية والإدارية في المنطقة
وقال عبد الجبار الصراري، مدير عام مديرية ماوية، المعين من قبل حكومة عدن، في حديث مع لـ”المشاهد”: إن ما تقوم به جماعة الحوثي من اختطافات ممنهجة للمعلمين والطلاب والشخصيات الاجتماعية يُعد جريمةً بحق المديرية وأهلها
وانتهاكًا لكل القوانين والأعراف، مؤكدًا أن هذه الممارسات تهدف إلى كسر إرادة الناس وبث الرعب في أوساط المجتمع”
وقال الصراري “إن هذه الممارسات تعكس توجهًا ممنهجًا لإخضاع المجتمع المحلي عبر القمع والترهيب
داعيًا المنظمات الحقوقية والدولية إلى التدخل العاجل لإدانة هذه الانتهاكات والضغط من أجل الإفراج الفوري عن جميع المختطفين
وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد السلم المجتمعي في ماوية
”عبد الجبار الصراري، مدير عام مديرية ماوية عن حكومة عدن: هذه الممارسات تعكس توجهًا ممنهجًا لإخضاع المجتمع المحلي عبر القمع والترهيب
داعيًا المنظمات الحقوقية والدولية إلى التدخل العاجل لإدانة هذه الانتهاكات والضغط من أجل الإفراج الفوري عن جميع المختطفين
وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد السلم المجتمعي في ماوية
”القاضية إشراق المقطري، خبير في مجال حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية
تقول لـ”المشاهد”: تواجه مديرية ماوية بمحافظة تعز، خاصة في المناطق المتاخمة لمحافظتي لحج والضالع منذ مطلع عام 2025 قبضةً أمنيةً مشددة ضمن تصعيدٍ تمارسه جماعة الحوثي بحق السكان والمؤسسات
وقالت المقطري إن الجماعة نفذت حملات اختطاف ممنهجة استهدفت معلمين وطلابًا جامعيين وموظفين حكوميين، من خلال مداهمات واسعة للمنازل دون أي مسوغات قانونية، ما يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان
وأشارت إلى أن الانتهاكات لم تتوقف عند هذا الحد، بل طالت أيضًا المعتقدات الدينية
حيث اقتُحمت عدد من المساجد، بينها “مسجد السنة” في منطقة السويداء، وتم تفتيش المصلين ومصادرة هواتفهم
كما تم عزل الإمام والخطيب واستبدالهما بعناصر موالية للجماعة تحمل فكرًا طائفيًا متطرفًا
ودعت المقطري إلى ضرورة مناصرة أبناء ماوية وتكثيف التغطية الإعلامية لما يتعرضون له، من أجل الضغط على جماعة الحوثي لوقف هذه الانتهاكات
معتبرةً أن “الصوت الإعلامي في هذه المرحلة ليس مجرد وسيلة نقل، بل أداة مقاومة وحماية للمدنيين”
وأضافت أن ما يحدث يعكس رفض الجماعة لأي خطابٍ ديني مخالف، وسعيها لفرض عقيدتها بقوة السلاح
الأمر الذي يهدد بتفكيك النسيج الاجتماعي والديني في المنطقة
وتأتي هذه الانتهاكات في ظل تصاعد القلق الشعبي من تدهور الوضع الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي
وسط مطالباتٍ متكررة من الأهالي والمنظمات الحقوقية بالإفراج الفوري عن المختطفين
ووقف كل أشكال القمع والانتهاكات بحق المدنيين
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير