متى يحظى طلاب الإعلام بالفرص التدريبية؟
منذ سنة
العديد من طلاب الإعلام في الجامعات اليمنية لا يحظون بالتأهيل المهني أو الفرصة التدريبية التي تعزز من قدراتهم الإعلامية، ويظل اعتمادهم على المقررات الجامعية التي لا تتواكب مع التطور المستمر لقطاع الإعلام
تعتمد كليات الإعلام في معظم الجامعات اليمنية على الدراسة النظرية المكثفة، وتهمل الجانب العملي الذي يتطلبه سوق العمل والفرص الوظيفية، ما يشكل تحديًا كبيرًا أمام طلاب الصحافة والإعلام في اليمن، وينعكس سلبًا على حياتهم المهنية وواقعهم المعيشي
على الرغم من توفر الفرص التدريبية المقدمة من بعض المؤسسات في اليمن، إلا أن رعاة تلك البرامج التدريبية يضعون العديد من الشروط التي تحول دون التحاق طلاب الإعلام وحديثي التخرج بتلك البرامج
عبد الرحمن الحميدي، طالب في قسم الإعلام بجامعة إقليم سبأ بتعز، يقول لـ “المشاهد”: “لم أتمكن من الالتحاق بالعديد من البرامج التدريبية الإعلامية بسبب المعايير الظالمة التي يفرضها مقدمو تلك الفرص، ومن ضمن الشروط للفوز بالفرصة التدريبية الخبرة السابقة، وروابط الأعمال الصحفية المنشورة”
ويعد الحميدي واحدًا من مئات الطلاب الذين يتقدمون مرارًا للفوز بالفرص التدريبية المجانية التي تعلن عنها المؤسسات الإعلامية والمنظمات المدنية في ظل ضعف التعليم الجامعي في اليمن نتيجة لاستمرار الحرب منذ العام 2015
أسامة السبئي، خريج قسم الإعلام في جامعة إقليم سبأ، يسرد تجاربه في محاولة الالتحاق بالفرص التدريبية في المجال الإعلامي، ويقول: “كنت في مرحلة الدراسة الجامعية أهتم كثيرًا بالتقديم للفرص التدريبية أو البرامج المجانية حتى وصلت إلى قناعة أنّ الجهات التي تقيم التدريبات المجانية لا تختار المتقدمين بطريقة نزيهة، واختيار المشاركين قائم على العلاقات الشخصية”
يضيف: “الطالب حديث التخرج دائمًا بحاجة إلى اكتساب الخبرة، وتعلم العمل المهني ومواكبة التطور في المجال الإعلامي
لكنه يواجه العديد من الشروط المعقدة التي تحرمه من الاستفادة من التدريبات التي تقدمها بعض المنظمات والمؤسسات الإعلامية”
المدرب في المجال الإعلامي الصحفي أحمد عفيف يقول لـ “المشاهد” إن حصول طلاب وطالبات الإعلام على التدريبات في مجال تخصصهم يسهم في إكسابهم المهارات والقدرات اللازمة لبدء المهنة والحصول على فرصة عمل، ومواجهة الصعوبات والتحديات نتيجة القصور القائم في مقررات الإعلام في بعض الجامعات اليمنية
يرى عفيف أن هناك غيابا للشفافية عند الاختيار من قائمة الأشخاص المتقدمين للتدريب
يوضح: “العائق الأكبر الذي يحول دون القدرة على الوصول إلى هذه الفرص هو عدم اتباع بعض المؤسسات لسياسة تكافؤ الفرص التي تقضي بالإعلان عن الفرصة على مستوى واسع وإتاحة فترة مناسبة للتقديم والاختيار من بين المتقدمين بطريقة شفافة، وفقا لمعايير صارمة، وبعيدًا عن تفضيلات ورغبات أعضاء لجنة الاختيار”
يتابع: “الإشكالية تكمن في أنّ الكثير من المؤسسات تعتمد هذه السياسة بطريقة شكلية تفقدها قيمتها، إذ تقوم بنشر الإعلان على مستوى واسع، لكن عملية اختيار المتقدمين تتم عبر التوصيات أو رغبة لجنة الاختيار، وقد تقوم اللجنة ذاتها بإشعار معارفها بالتقدم وسيتم اختيارهم، وتكون نتيجة ذلك استيلاء أشخاص محددين على جميع مقاعد الفرصة في تدريبات متعددة، وربما تكون متماثلة، بينما من النادر أن يجد المتقدمون الذين لا يمتلكون المعرفة على مقاعد”
يؤكد عفيف أن ندرة الفرص تعد من ضمن الإشكاليات التي تتسبب بحرمان طلاب الإعلام من الفرص التدريبية المجانية، حيث تهدف بعض المؤسسات إلى استهداف صحفيين ممارسين في مجالات الصحافة الاستقصائية، وحقوق الإنسان، والصحافة الحساسة للنزاع
تعمل بعض المنظمات على تقديم تدريبات لطلاب الإعلام وحديثي التخرج، لكن عفيف يصف تلك التدريبات بأنها غير منتظمة وغير شاملة، نظرا للإمكانات الشحيحة لتك المنظمات
يقترح عفيف بعض الحلول التي يمكن أن تسهم في توفير البرامج التدريبية لطلاب وخريجي قسم الإعلام في العديد من المحافظات اليمنية، من خلال قيام المنظمات المهتمة بالإعلام بتضمين البرامج التدريبية الخاصة بالطلاب والخريجين، وأن تتولى هذه المنظمات حشد الموارد لتحقيق ذلك، وتتعاون فيما بينها لتوفير الإمكانات اللازمة وتخطيط وتقديم هذه البرامج بطريقة منتظمة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير