مجددًا.. «الكلاب الضالة» تثير قلق السكان بتعز
منذ 4 أشهر
تعز – عزالدين الصوفي شكل انتشار الكلاب الضالة في مختلف شوارع مدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، موجةَ قلقٍ متزايدٍ، وتهديدًا حقيقيًا في أوساط السكان؛ نتيجة انتشارها الكثيف دون أي تدخل من السلطات المعنية
وخلال الأيام الماضية اشتكى مواطنون من انتشار الكلاب الضالة في المدينة وسجلت عديد حالات إصابة، بينها وفاة طفل، وسط غياب للقاحات المضادة
يقول أحمد العامري (27 عامًا) -من حارة الجحملية الوسطى، حي النجاح- لـ«المشاهد»: لم أكن أتوقع أني ذات يوم سأتعرض لعضة كلب، وأنا خارج من المنزل هاجمني كلب متوحش، كان كمن يريد افتراسي، لم أجد وسيلةً للدفاع، وعضني في ساقي اليمنى
شكل انتشار الكلاب الضالة بكثافة في مختلف شوارع مدينة تعز قلقًا متزايدًا لدى السكان، خاصة في ظل تسجيل إصابات أوقعت وفيات في أوساط الأطفال، دون أي تدخل من السلطات المعنية ويضيف: الخطر محدق أكثر بالأطفال الذين يذهبون للمدارس وإلى البقالات، فانتشار الكلاب بتعز بات مرعبًا، وأصبحت كل الحواري بالمدينة يتواجد فيها كلاب بأعداد كبيرة، ما يجعل الحوادث تتكرر
العامري يشير إلى أنه ذهب إلى مركز داء الكلب، في المستشفى السويدي بالنقطة الرابع، وهناك تلقى حقنةً من الطبيب المناوب وكان سعرها 15 ألف ريال يمني
ولفت إلى أن الطبيب طلب منه مراقبة الكلب الذي عضه لمعرفة إن كان مسعورًا أم لا، وكانت النتيجة سليمة، فلم يكن الكلب مسعورًا
ووصلت الإصابات بداء الكلب في اليمن لمستويات خطيرة، حيث سجلت السلطات بين عامي 2011 حتى 2019 أكثر من 96 ألف حالة، حسب تقرير سابق للمشاهد نشر في يوليو/تموز 2022
السفر من أجل اللقاحفي الرابع من سبتمبر/آيلول الماضي، أضطر أحمد جودت للسفر إلى مدينة الحوبان لجلب لقاح داء الكلب، عندما تعرض شقيقي لعضة كلب في حي النسيرية بمدينة تعز، أثناء تواجده جوار منزلهم
يقول جودت لـ«المشاهد»: اتصل بي صديقي يخبرني بتعرض شقيقي الأصغر لعضة كلب في الحي الذي نسكن فيه، فذهبت مسرعًا لإسعافه بمركز داء الكلب بالمستشفى السويدي، الساعة الحادية عشر ليلًا، لكنه كان مغلقًا
يجد مواطنو مدينة تعز صعوبات بالغة في الحصول على لقاحات داء الكلب، وأحيانًا يتكبدون عناء السفر والتنقل لمناطق بعيدة في سبيل إنقاذ المصابين بعضات الكلاب الضالةويواصل: فخرجت للبحث عن حقنة لقاح داء الكلب، وبعد التنقل بين عشرات الصيدليات في المدينة وجدت اللقاح ولكن بمبلغ 30 ألف ريال يمني -عملة جديدة- ولم أقدر على شرائه
ويضيف: في اليوم التالي أحضرت شقيقي إلى مركز داء الكلب بالمستشفى السويدي، ولم نجد حقنة اللقاح، ولم يكن هناك أمامي من خيار سوى السفر إلى مدينة الحوبان وجلب اللقاح
جودت قطع مسافة الطريق عبر جولة القصر إلى مدينة الحوبان خلال ساعتين، ذهابًا وإيابًا، وحصل على اللقاح في إحدى الصيدليات بمبلغ أربعة آلاف ريال بالعملة القديمة
وحدة بلا لقاحات يقول رئيس وحدة داء الكلب بمدينة تعز، دكتور عامر البوصي، لـ«المشاهد» إن وحدة داء الكلب تفتقر للقاحات اللازمة، وتواجه تحديات كبيرة في توفيره
وأضاف البوصي: “أصبحنا عاجزين عن توفير اللقاح رغم مطالبنا لوزارة الصحة بالحكومة المعترف بها دوليًا، لكن للأسف دون جدوى، فلم يكن هناك أي تجاوب
وحدة داء الكلب بمدينة تعز تفتقر للقاحات اللازمة وتواجه تحديات كبيرة في توفيرها، وسط عدم تجاوب الجهات المعنية بوزارة الصحة اليمنية لمطالب الوحدة في تلبية احتياجاتها من اللقاحات ويكشف البوصي أن مركز داء الكلب يعاني إهمالًا وتهميشًا من قبل مكتب الصحة بالمحافظة والسلطة المحلية، التي تتحجج بأن وزارة الصحة لم تقدم الدعم المطلوب
وأشار إلى أن مركز داء الكلب لم يتلقَ أي أهتمام من قبل الجهات المعنية، والمواطن في تعز إذا لم يمت بالقصف أو القنص فقد يموت من عضة كلب
وتابع: خوفنا على الأطفال من الكلاب الضالة يفوق خوفنا من القذائف، خاصة عند خروجهم في الصباح الباكر، حيث تكون وتيرة الشراسة عند الكلاب مرتفعة
من لم يمت بالقصف أو القنص في تعز مات بعضة الكلاب المنتشرة في المدينة؛ نتيجة إهمال السلطات المحلية المرتبطة بهذه المشكلة الأمر الذي يشكل خطرًا كبيرًا ومخيفًا لتعرض الطلاب لهجمات الكلاب، التي تبات طوال الليل في حالة استنفار إلى الساعة السابعة أو الثامنة ثم بعد تذهب إلى النوم، وهذه طبيعة الكلاب التي تجعلها عدوانية
وأوضح البوصي أن المواطن إذا تعرض لعضة كلب مسعور ولم يحصل على اللقاحات في ذات الوقت؛ فإن ذلك سيؤدي فورًا إلى وفاته؛ لأن مرض داء الكلب مرض فيروسي يصيب الدماغ مباشرة
وأرجع البوصي السبب الرئيسي لانتشار الكلاب في مدينة تعز إلى إهمال وغياب السلطة المحلية والقائمين على مكاتب الصحة، الزراعة، البيئة، وصندوق النظافة والتحسين، فعليهم تقع مسئولية مكافحة الكلاب بالطرق المناسبة والآمنة على البيئة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير