محلل سعودي يؤكد أن خيار الوحدة في اليمن أقل خطورة من الانفصال ويحذر من أخطر السيناريوهات

منذ 8 ساعات

قال رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث، المحلل السياسي السعودي الدكتور تركي القبلان، إن قضية الوحدة أو الانفصال في اليمن لا يمكن فصلها عن الصراع الدولي الأوسع على النفوذ البحري، في ظل التحولات الجيوبوليتيكية المتسارعة نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب

وأوضح القبلان، في قراءة نشرها على حسابه في منصة «إكس»، أن الجدل الدائر حول انفصال جنوب اليمن أو بقائه ضمن الدولة الموحدة يتجاوز الاعتبارات المحلية والسياسية والقانونية، ليرتبط مباشرة بطبيعة التنافس الدولي على الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي

وأشار إلى أن اليمن، شماله وجنوبه، لا يُنظر إليه في الحسابات الجيوبوليتيكية الدولية كوحدة سياسية قابلة لإعادة الصياغة بحرية، بل كـ«بوابة استراتيجية» لإعادة ترتيب منظومات الملاحة البحرية، محذرًا من أن أي مشروع انفصال في الجنوب قد يتحول إلى «فخ جيوبوليتيكي» في سياق معادلات دولية أكبر

وأضاف القبلان أن جوهر الصراع لا يتمحور حول السيطرة على الأرض بقدر ما يتركز على التحكم في الأنظمة البحرية، بما يشمل إدارة العبور وضبط الأمن وتحويل الجغرافيا إلى أداة نفوذ، متسائلًا عمّا إذا كان اليمن سيتحول مستقبلًا إلى حاجز يقيّد حركة القوى الدولية المتنافسة، أم إلى جسر يُعاد عبره توزيع النفوذ البحري

واعتبر أن خيار «اليمن الموحّد»، رغم ما يواجهه من هشاشة وتعقيدات، يظل أقل خطورة في حسابات القوى الدولية مقارنة بسيناريو التشظي والانقسام، الذي قد يؤدي إلى فقدان السيطرة في بيئة غير مستقرة، ويفتح المجال أمام فوضى بحرية تمتد آثارها إلى الإقليم والنظام الدولي

وحذّر القبلان من أن أخطر السيناريوهات يتمثل في ما وصفه بـ«الفوضى البحرية المعولمة»، مؤكدًا أن تداعياتها لن تقتصر على اليمن، بل ستطال الأمن الإقليمي والدولي برمته