محمد جميح : عبد الملك في رحاب الملك
منذ 3 ساعات
محمد جميح رحل عمي عبد الملك داوود الحدابي، شيخ الفقه واللغة، والتربوي الذي تخرجت على يديه أجيال من الطلبة
عقود طويلة قضاها بين العبادة والتدريس والخطابة والعمل التربوي والتعاوني
مرة قلت له ارتح قليلاً، فرد رداً لا يقوله إلا أهل القرب:الراحة هناك! وهناك اسم إشارة… إشارة إلى الحياة التي كان يهيء نفسه لها، طول عمره الذي تجاوز المائة عام
كان رغم وقاره دعوباً حاضر النكتة، لا يُمَل مجلسه، ولا يعدم جليسه أن يخرج من عنده بانشراح صدر، أو اكتساب معرفة، أو حكمة بالغة
واظب على درسه في مسجد حارته في تعز عقوداً طويلة، وكان يؤدي صلواته في المسجد رغم صعوبة الصعود والهبوط من المنزل إلى المسجد
ومرة قلت له: ما شاء الله، مازلت شاباً
ضحك وقال: لا، ولكنها أعضاؤنا، حفظناها في الصغر، فحفظتنا في الكِبَر
وعلى رغم سعة علمه واطلاعه، وحفظه لمتون في اللغة والنحو والفقه، إلا أنه كان بسيطاً، رفض كل مغريات الحياة، وظل في منزله القديم في تعز، رغم أن طلابه سكنوا القصور
لم يكن يطمع في شيء، ولم ينافس على شيء، وكان يردد: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
كثيرون عبروا النهر، قليلون أجلوا الشرب لحين الوصول إلى الضفة الأخرى
نسأل الله أن ينال شيخنا تلك الشربة
رحمه الله…إنا لله وإنا إليه راجعون