محمد عبدالله الكميم : الاندفاع الأعمى للانتقالي: من وهم فرض الأمر الواقع إلى لحظة السقوط النهائي

منذ 7 ساعات

محمد عبدالله الكميم في قراءة هادئة لما جرى، يتضح أن السؤال الحقيقي لم يعد: هل نجح  الانتقالي ام تورط ؟ هل حُوصرت السعودية وانتهت الشرعية ام انتهى مشروع الانفصال ؟الجواب بات أوضح من أي وقت مضى

المملكة العربية السعودية كانت تراقب تحرّك الانتقالي خطوة بخطوة، وهو يندفع بلا عقل، ويقطع قرابة ألف كيلومتر باتجاه المحافظات الشرقية، دون وعي بحجم المخاطرة

هذا التحرك لم يكن عاديًا، بل كان رهان كسر عظم:إما انتصار كامل يفرض مشروعًا بالقوة، أو سقوط نهائي يدفن هذا المشروع إلى الأبد

السعودية لم تتدخل إلا بعد أن بلغ المشروع ذروته، وبعد أن سقط القناع، وكُشفت النوايا

 هذا التريث لم يكن ضعفًا ولا غيابًا، بل دراسة متعمدة لتعريته سياسيًا وشعبيًا، وتركه يتقدم حتى يفضح نفسه بنفسه

الانتقالي راهن  كعادته على عامل الوقت، وعلى سياسة فرض الأمر الواقع، والمراوغة، والتسويف، معتقدًا أن سيناريو ٢٠١٩ سيتكرر، وأن الجهة التي أنقذته حينها ستنقذه اليوم

لكنه أخطأ التقدير… الوضع تغيّر، والمعادلة تغيّرت، والمملكة اليوم ممسكة بزمام الأمور وتضيق الخناق عليه خطوة خطوة

التحرك العسكري بحد ذاته كان كارثيًا:ترك جبهات تبعد ستة كيلومترات فقط عن الحوثيراني ، وسحب ما يقارب ٧٥ %  وعشرات الألوية من قواته باتجاه حضرموت، في لحظة حساسة، بينما كان يروّج أنه جاء لـحماية المحافظة ، مِن من !؟هذا السلوك وحده كفيل بإسقاط أي ادعاء وطني

أما الحديث عن المنطقة العسكرية الأولى، فمفارقة لافتة:منطقة كانت تضم سبعة ألوية، أصبح اغلبها شبه مفرغة، بعد أن خرج أغلب أفرادها عن الجاهزية:إما موتى، أو متقاعدين، أو منسحبين من الخدمة

ومع ذلك، لم تكن تشكل تهديدًا يبرر هذا الاجتياح والاستعراض الميليشياوي

الأهم من كل ذلك: الوعي الشعبي

ما جرى لم ينعكس عسكريًا فقط، بل كشف حقيقة المشروع أمام اليمنيين جميعًا، وأمام أبناء حضرموت تحديدًا

الحضار، بطبيعتهم المسالمة، أدركوا سريعًا أن هذه ليست تصرفات دولة، بل سلوك ميليشيا

اختلاف الثقافة، والعادات، والتقاليد، وحتى نمط الحياة، جعل القادم من تلك الجغرافيا يظهر كجسم غريب، ومع الأيام القليلة تحوّل في نظر المجتمع إلى قوة احتلال لا شريك ولا حامٍ

اليوم الانتقالي محاصر بخيارين لا ثالث لهما:إما التراجع، وفي ذلك اعتراف صريح بالفشل، وسقوط نهائي للمشروعية والشعبية

أو الإصرار على فرض الأمر الواقع، والدخول في مواجهة مباشرة مع المملكة العربية السعودية

وهنا عليه أن يفهم جيدًا:السعودية ليست خصمًا عابرًا، ذراعها طويلة، ونَفَسها طويل، وكلفة مواجهتها باهظة

والحوثيراني رغم عشر سنوات من الدعم والحرب  ما زال محصورًا في الجبال ومنبوذ وغير معترف به وفشل فرض مشروعه

والانتقالي، إن مضى في هذا الطريق، فإنه لا يسير نحو ترسيخ مشروع، بل نحو نهايته الكاملة

هذه ليست قراءة عاطفية…هذه خلاصة ما كشفه الواقع، وما فضحه الاندفاع الأعمى