محمد مصطفى العمراني : عن تجربتي في القراءة المثمرة: قصة طريفة ونصائح قيمة

منذ 3 ساعات

محمد مصطفى العمراني لا استفيد من أي كتاب الفائدة المطلوبة الا بعد أن أقرأه ثلاث مرات

 القراءة الأولى هي برأيي قراءة إطلاعية تدرك فيها مضمون الكتاب وتحيط علما بموضوعه

لكن القراءة الثانية هي القراءة التي ترسخ المعلومات في الذهن ويثبتها

أما القراءة الثالثة فهي الأهم وهي القراءة النقدية التي تضع فيها الملاحظات والهوامش، وتستدرك فيها على المؤلف إن لزم الأمر

وتضع كذلك لواصق ورقية للمواضع والفقرات التي تصلح للاقتباس بعد أن تكون قد أستوعبت الكتاب ومضمونه

ولذا فاءن قراءة كتاب واحد أفضل من قراءة ثلاثة كتب

في القراءة ليس المهم كم قرأت؟ المهم ماذا قرأت؟وكيف قرأت؟وهل شكلت هذه القراءة إضافة فعلية لك؟!هناك قراءة مثمرة، تقرأ بتأني وتركيز وبيدك قلم وقصاصات، تدون ملاحظات، تضع خطا تحت عبارة تصلح للاقتباس أو تضع قصاصة، تضع خطوطا تحت عبارة لم تستوعبها تبحث عنها بشكل أعمق حتى تستوعبها، تجد اسم شخصية لا تعرف عنه الكثير تبحث عنه

قراءة الكتب مفاتيح للمعرفة للأشخاص والمصطلحات والأحداث والحقائق

في القراءة لابد من خطة شهرية أو فصلية، لا تقرأ بشكل عشوائي، أو تخصص شهر لمؤلفات كاتب معين من الأعلام الكبار مثلا: هذا الشهر لمؤلفات الدكتور محمد عمارة

والشهر الذي يليه لمؤلفات الشيخ محمد الغزالي والذي يليه للعلامة ابن تيمية والذي بعده للعلامة ابن حزم وهكذا

القراءة تحلو عندما تكون بين اثنين وفيها نقاش حول ما ورد بالكتاب، أحيانا لكي تستوعب وتستمع دع شخصا اخر يقرأ لك وأنت استمع وركز وناقشه فيما يقرأ

ربما من هنا جاءت فكرة البودكاست وهي برامج عن قضايا شتى تستمع اليها كبرامج الراديو تضع السماعة على أذنيك وتستمع وتستمتع ، الآن هناك برامج كثيرة يتم تحميلها من متجر بلاي ، برامج متخصصة في قراءة كتب وروايات كثيرة ، تختار الكتاب الذي تريد وتصغط عليه وتستمع

لا تقرأ بشكل يجعلك ترى أن كل ما في الكتاب مسلمات لا تقبل النقاش ، سأحكي لك قصة حدثت معي في هذا الامر:ذات مرة كنت اقرأ في كتاب، وكنت أجد فيه شطحات لا يستوعبها العقل، ولذا كنت أضع تحت العبارات التي لم تدخل عقلي خط وأكتب هوامش هي عبارة عن ردي على شطحات ذلك المؤلف، كما كتبت هوامش هي زيادة تعريف لمصطلحات وأشخاص وكتب لم يعطها المؤلف حقها من التعريف الذي تستحقه، بعدها أهديت ذلك الكتاب لشخصية كبيرة فقرأه وهو مسافر من بلد إلى آخر، قرأه على متن الطائرة وبعد سنوات لقيته فذكرني بالكتاب وقال لي:_لقد استفدت من الهوامش التي كتبتها فائدة كبرى وأعجبت جدا بهذه القراءة الواعية للكتاب

ولذا أقول: المطلوب في القراءة أن لا تسلم عقلك للمؤلف فليس كل كتاب يتضمن الصواب المطلق

ولابد من القراءة بوعي وتخطيط وتنظيم فالعشوائية تأكل الوقت وتستهلك العمر ولا تثمر مثل التنظيم، وركز على قراءة ما يخدم تخصصك وعملك قبل القراءة العامة ، مثلا أنت صحفي اقرأ ما يخدم مهنتك وعملك أولا، أنت طالب علم شرعي عليك بقراءة العلوم الشرعي ثم خصص بعض الوقت للقراءة العامة وهكذا حتى يكون لديك الثقافة العامة والإطلاع على العصر وأحداثه

أنت قارئ عادي اقرأ من كل باب أهم الكتب فيه إن توفر لك الوقت أو خلاصات عنها بحيث تكون قد رميت في كل علم بسهم، وقد أحطت علما بأساسيات كل العلوم

وبمناسبة الحديث عن القراءة المثمرة يرى الروائي الأردني الشهير أيمن العتوم أن القراءة المثمرة المنتجة للكتب هي:1ـ أولا أن تتخلى عن القراءة السريعة فالقراءة السريعة هي التي تقرأ فيها كتاب يستغرق قرأته ست ساعات تقرأه بساعتين تقرأ أسطر وتترك أسطر وهكذا

2ـ أن تقرأ بسرعة متوسطة لا ببطء شديد ولا بشكل سريع ، يعني تقرأ بين 30 إلى 40 صفحة بالساعة

3ـ أن تمسك بالقلم وتضع خط تحت الكلمات التي أعجبتك وخط بلون آخر تحت الجمل التي تود اقتباسها وأعيد قراءتها مرة أخرى لترسخ بالذهن اكثر

4 ـ أن تدع شخص آخر يقرأ لك فأحيانا القراءة من الطرف الآخر تكون ممتعة وترسخ في الذهن، أو يمكن أن تقرأ لشخص وتناقش معه ما قرأت فهذه القراءة مفيدة وأن تقوم بمناقشة ما قرأت مع شخص أو أكثر