مخاوف حول مشروع مياه الشيخ زايد بتعز
منذ سنة
تعز – أسامة الكُربش:في أواخر شهر أغسطس من العام الجاري، دشن محافظ تعز نبيل شمسان، مشروع مياه الشيخ زايد بن سلطان في منطقة الضباب “طالوق”، الذي يهدف إلى حفر 10 آبار وتنفيذ شبكة متكاملة لتغذية مدينة تعز بالمياه في ظل أزمة المياه التي تشهدها تعز منذ بداية الحرب والحصار الذي تفرضه جماعة أنصار الله (الحوثيين) على المدينة
يأتي هذا المشروع بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحت إشراف المقاومة الوطنية بقيادة عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح
خلال التدشين، قال مدير فرع مؤسسة المياه بتعز المهندس سمير عبدالواحد، إن المشروع يتضمن حفر 10 آبار، وإنشاء خزان تجميعي وسط الحقل سعة 2000 متر مكعب، وخزان بسعة 50 مترًا مكعبًا، وشبكة لقرى طالوق، وتركيب طاقة شمسية 850 كيلو وات للعشر الآبار مع 10 مولدات كهربائية ومبنى للتحكم
بحسب عبدالواحد، سيتم تركيب أنبوب من الدكتايل بطول 12 كيلومترًا، وبقطر 20 هنشًا، وفي نهاية المشروع يتم إنشاء خزان تجميعي عملاق بسعة 5000 متر مكعب، وسيتم تزويد المدينة بالمياه العذبة بمعدل سبعة ملايين لتر ماء في اليوم الواحد
تعد محافظة تعز واحدة من المحافظات اليمنية التي تواجه أزمة مياه منذ سنوات، وتفاقمت الأزمة أكثر منذ اندلاع الحرب عام 2015
في شهر مارس من هذا العام، أشار وزير المياه والبيئة اليمني توفيق الشرجبي، في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023، إلى أن اليمن “تعد من أكثر دول العالم فقرًا مائيًا، إذ لا يتجاوز نصيب الفرد من المياه المتجددة أكثر من 80 مترًا مكعبًا سنويًا، وهو ما دون خط الفقر المائي، فيما لا يزال أكثر من 40% من السكان لا يحصلون على مياه مأمونة عبر الشبكات، لا سيما في المناطق الريفية التي تمثل نحو 65% من إجمالي مساحة وسكان اليمن”
برغم الحلول التي قد يقدمها مشروع الشيخ زايد لمشكلة المياه في مدينة تعز، إلا أن هناك العديد من الأصوات التي تعترض على تنفيذ المشروع، وتطالب بإيقاف تنفيذه
استنزاف المياه الحوفيةالعديد من مواطني منطقتي طالوق والضباب يبدون تخوفهم من هذا المشروع، ويقولون إنه سيعمل على استنزاف المياه، ويجلب الضرر بالبيئة، وقد عبروا عن موقفهم تجاه هذا المشروع في مسيرات احتجاجية
عبدالرحمن سلطان، أحد شيوخ ووجهاء عزلة طالوق، يقول لـ”المشاهد” إن المشروع سيسبب نضوبًا واستنزافًا للمياه الجوفية والسطحية بالمنطقة، والتي يعتمد عليها المواطنون في الشرب وري مزارعهم
يضيف سلطان: “أبناء منطقة طالوق لا يرفضون تزويد إخوتهم في مدينة تعز بالمياه، ولكن لدينا بعض المطالب، وأهمها إيجاد دراسة متعمقة للحوض المائي من قبل المختصين من حيث الكمية ومدى تأثيرها على الآبار والأراضي الزراعية”
وبعد إتمام هذه الدراسة، يؤكد سلطان على أهمية توصيل المياه إلى كل قرى المنطقة، ووضع حلول مناسبة تضمن عدم تصحر الأرض، وإعطاء الأولوية لأبناء المنطقة للعمل وإدارة المشروع
صادق الضباب، عضو مجلس النواب وشيخ منطقة الضباب، يقول لـ”المشاهد”: “إن المشروع يخالف الدراسات التي أجريت سابقًا، وكل التجارب السابقة كانت فاشلة، وقد عملنا على التحاور لمدة شهر كامل مع القائمين على المشروع، وطرحنا عليهم كل الدراسات، إلا أنهم متعمدون إفقار المنطقة مائيًا”
يطالب الضباب بتشكيل فريق لدراسة الموضوع والاستماع لكل الأطراف، مشيرًا إلى أن هناك مخالفة لقانون المياه، ومخالفة لقرار مجلس الوزراء بشأن مناطق الحجر المائي، وإذا وجد ضرر مستقبلي فيحق للمواطنين وقف ضخ المياه
مشروع لفترة محدودةيرى خبراء في المجال البيئي أن هناك مخاطرة بيئية عدة قد يتسبب بها مشروع مياه الشيخ زايد بتعز
يقول محمد الشرعبي، المهندس والخبير في مجال البيئة، لـ”المشاهد”: “إن تزايد عمليات الحفر العشوائي لآبار المياه، وتركيز تلك العمليات ضمن أحواض مائية محددة من أجل تغذية مدينة برمتها، قد يشكل خطرًا على البيئة، وسيؤدي إلى حرمان الأجيال القادمة من حصص مائية مستحقة، وستسرع من نفاد المياه الجوفية مهما كانت مستوياتها مرتفعة”
يؤكد الشرعبي على أهمية العمل الجاد في إدارة المساقط المائية المتواجدة على مستوى السفوح والمنحدرات الجبلية التي تقوم بتغذية الطبقات الجوفية الحاضنة للمياه، ويقترح تشجير جبل صبر بأشجار حراجية قادرة على جلب المياه وحماية المنحدرات بعد زراعتها، إذ يعد هذا أمر؟ا حيويًا لضمان استمرار الأداء الوظيفي والبيئي لها
بحسب الشرعبي، سيعمل مشروع مياه طالوق على توفير المياه، ولكن لفترة محدودة أقصاها 10 سنوات، كالمشاريع السابقة المماثلة، وبعدها لا بد من البحث عن مصدر مائي آخر
ويختم حديثه، بالقول: “لا بد من تنظيم مؤتمر علمي بحت لمناقشة الجدوى والبدائل الممكنة، وهي فرصة كبيرة للوقوف الجاد أمام مشكلة المياه، والخروج بسياسة مائية قائمة على تنمية الموارد المتجددة بأسس علمية وتطبيقية”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير