مروان الغفوري : كل نداء أخلاقي بعد غزة هو فعل بربري
منذ 9 أيام
مروان الغفوري في خبر مرّ قدامنا ع السريع يقول إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على رجل على حدود غزة، قبل أن يتبين له أنه جندي إسرائيلي يريد الانتحار
الحقيقة أن القصة التي نقلتها في البداية Ynet الإسرائيلية، ثم جورازليم بوست، أكثر إثارة
عبر الجندي حدود غزة إلى الأراضي الإسرائيلية (المحتلة)
كان يصرخ: الله أكبر، الله أكبر
لأسباب غامضة قرر الجنود إطلاق النار على ساقيه وليس قتله كما هي التعليمات في مثل هكذا سيناريو
بعد انكشاف الأمر نقل الرجل إلى المشفى وتبين أنه يعاني من PTSD، أو متلازمة ما بعد الصدمة
بحسب جيروزاليم بوست فهناك حوالي ١٦٠٠ جندي إسرائيلي يعانون من ذات الاضطراب، وقد نجح أحدهم في قتل نفسه
على الجانب الفلسطيني عشرات آلاف الأطفال على قيد الحياة، كابدوا صدمة القنابل لأكثر من عام، ولا تراهم الصحف
موضوع مهمل، من يأبه لما حل بأطفال غزة الناجين؟ قال ترامب بالأمس إن أحد الرهائن الذين أطلق سراحهم بدا وكأنه ناج من الهولوكوست
ونحن شاهدنا أكثر من نصف مليون شخص يمرون بين الأنقاض إلى الشمال في مشهد يماثل خروج المعتقلين من سجون النازية
تقول بيانات علمية رصينة إن صدمة الحرب العالمية الثانية التي عانى منها أطفال الحرب الألمان قد انتقلت إلى أبنائهم، وأن أعراضها باتت تلاحظ في الأحفاد، بما يعني أنها اضطراب نفسي/سلوكي قد يُمرر على مستوى فوق جيني إلى النسل
محرقة غزة فضيحة كبرى للبشرية، هي فعلاً Zivilisationsbruch أو انهيار في الحضارة
وإذا كان الناقد الألماني أدورنو قد قال في خمسينات القرن الماضي كل قصيدة بعد الهولوكوست هي عمل بربري فما بعد غزة، أيضاً، كذلك
عاد أهل غزة إلى شمال القطاع في مشهد حلمي، نقول كلنا
غير أن الكاميرات لم تلتقطهم وقد عادوا من حيث أتوا، لتأخذ الملحمة شكل التراجيديا
كل نداء أخلاقي بعد غزة هو فعل بربري